سان فرانسيسكو 10 مارس 2018 / انطلاقا من عقود من العمل الدؤوب والتفاني، صنع مهندسون صينيون مكانة جيدة لهم في وادي السليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية ليبنوا لأنفسهم حياة مهنية مزدهرة وحياة شخصية رغيدة.
ويشعر كل من تشانغ شياو دان وتشاو ياو بأن تألقهما في وادى السليكون سيأتي أوانه لأنهما يعملان لدى شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا الفائقة مثل جوجل وفيسبوك وآبل.
وذكرت تشانغ، وهي مهندسة برمجيات تعمل لدى شركة رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات وجاءت من بكين واستقرت في منطقة باي ريجون عام 2015"الشركة التي أعمل بها لديها نفوذ كبير في العالم. أشياء جديدة تحدث يوميا، وهو أمر مثير".
-- وجود كبير يصعب تجاهله
يستضيف وادى السليكون مجموعة من الشركات الكبرى والشركات الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا الفائقة، ما يتيح فرصة لمهندسين صينيين أمثال تشانغ لإثراء حياتهم المهنية وبناء حياة كريمة والسعي لتحقيق تطلعاتهم الكبرى.
وقال تشاو (38 عاما) إن "المبرمجين الصينيين هم أحد الدعائم الأساسية في وادى السليكون. فالعديد من (كسارات البندق) في العديد من الشركات هم صينيون".
جاء تشاو من مقاطعة هونان بجنوب الصين، وهو حاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من جامعة تسينغهوا في بكين وتقدم للحصول على شهادة الدكتوراه بجامعة نورث وسترن في إلينوي وعمل في "بيل لابوراتوري" و"جوجل" في نفس الوقت، ويشغل حاليا منصب مدير علوم البيانات في شركة "شيب سيكيورتي" الناشئة والمتخصصة في التكنولوجيا الفائقة.
إن هذه العلامات التجارية الكبيرة تجذب إلى وادى السليكون كبار المهندسين والمبرمجين الذين يبدعون ويبتكرون لكسب قوتهم، وقد أصبح بالفعل لأولئك القادمين منهم من الصين حضور قوى.
وقال ستيف منصور مدير شركة "أكورد إنترست" الذي تستعين به شركتا "آبل" و"باي بال" كإداري كبير "(عندما) أنظر إلى أعضاء فريقي أجد أن 80 في المائة منهم إما صينيين أو هنود".
ومن الصعب التحقق من عدد الصينيين العاملين في الشركات هنا، ولكنه ليس من الخطأ القول أن وجودهم الآن كبير للغاية لدرجة يصعب معها تجاهله، سواء بالنسبة لشركات تقليدية عملاقة في مجال التكنوجيا الفائقة مثل جوجل وآبل وسيسكو سيستمز، أو بالنسبة لشركات صاعدة في مجال الإنترنت مثل تويتر وفيسبوك.
وإن حصة نسبتها 10 في المائة تمثل دائما خط الأساس.
وذكر منصور لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "أكبر حجم لفريق شكلته (وصل إلى) قرابة 300 فرد في (إيباي)، وربما كان نصفهم صينيين. لهذا أود القول (أنهم يقدمون) مساهمة ضخمة".
-- ازدهار مع الأكفاء
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الدخل السنوي للأسرة الأمريكية بلغ في المتوسط 55 ألف دولار أمريكي في عام 2015، فيما بلغ في وادى السليكون 76 ألف دولار ناهيك عن زيادة تتراوح بين 20 و40 ألف دولار يحققها المهندس سنويا في العديد من الشركات العملاقة.
إن التطلع إلى مستقبل واعد والثقة في تحقيقه تجعل المهندسين والمبرمجين الصينيين يتشددون مع أنفسهم لبلوغ ما حققوه حتى الآن في وادي السليكون.
وذكرت تشانغ لـ((شينخوا)) "حولي أناس مذهلون، يلائمون هذه الآلية تماما ولديهم الجرأة على تطوير أفكار خيالية لتصبح منتجات حقيقية".
إن التنوع والابتكار والتمويل الجيد يحول وادى السليكون إلى رحلة مقدسة على محترفي تكنولوجيا المعلومات أن يقوموا بها وبكل تأكيد في حياتهم.
واللاعبون الصينيون ليسوا متأخرين عن الآخرين. فهم يساعدون في بناء الصورة وتقاسم الثمار، في مشهد التكنولوجيا الفائقة بالمدينة.
وقال تشاو "معظم أصدقائي يرون أن الابتكار ضرورة ويهدفون إلى الابتكار. فجيلنا يريد تحمل المخاطر للاستفادة من إمكاناتنا".
-- تعليم راق
يضع مهندسون ومبرمجون صينيون بصماتهم في وادي السليكون، من خلال التعليم الراقي الذي حصلوا عليه في كل من الصين والولايات المتحدة بالإضافة إلى أسلوب عملهم المشهود على نطاق واسع والذي يجمع بين التفاني والتركيز.
ويشترك معظمهم في شيء واحد ألا وهو تلقيهم التعليم في كبرى الجامعات في الصين والولايات المتحدة.
فقد مكنت السيرة الذاتية المتميزة والتركيز التام مكنتا تشانغ من تحقيق المزيد على صعيد حياتها الشخصية والمهنية.
"درست الرياضيات منذ نعومة أظافري والتحقت بكلية تابعة لجامعة الشعب. فقد كانت الرياضيات دائما المادة المفضلة لدي والتي أرغب في دراستها بشدة. وعقب تخرجي في المعهد، تقدمت بطلب للدراسة في كليات داخل الصين وخارجها"، هكذا قالت تشانغ.
ومن خلال راتب لائق وشواغل مالية أقل، أصبحت أكثر جرأة على استكشاف أفكار جديدة في حياتها المهنية.
وأضافت "الكثير ممن حولي يتفانون في عملهم. أنهم قادرون على تطوير الفكرة لتصبح حقيقة واقعة. واعتقد أن الصينيين هناك أصبحوا أكثر جرأة على تحدى أنفسهم، وهي ظاهرة جيدة جدا".
وقالت إن الخلفية التعليمية والتفاني يمنحان المهندسين الصينيين قاعدة صلبة وحق القول وكذا سمعة طيبة.
وأكد منصور بقوله "لقد وجدت أن المبرمجين الصينيين يتمتعون بدرجة عالية من الموثوقية ولديهم القدرة من الناحية التقنية. ولا استطيع على الإطلاق تخيل التكنولوجيا الفائقة بدون الصينيين، وبدون مشاركة الآسيويين".
-- تألق سيأتي أوانه
تشاو لديه حلم أكبر يراوده. ففيما يتعلق بمشروعه الناشئ، فإنه ينسج موارده في الصين والولايات المتحدة لإنشاء نطاق عمل أكبر في مجال الإنترنت والابتكار.
وقال تشاو "لقد حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير من جامعة تسينغهوا، حيث اكتسبت أساسا صلبا من التعليم. وكما نعلم، فإن تسنيغهوا تولي اهتماما كبيرا بالعلوم الأساسية بما في ذلك الرياضيات والحاسوب"
وإذا نظر إلى السابق، عزا تشاو بنجاحه كثيرا الى سنوات دراسته. ففيما بعد، عندما بدأ مسيرته المهنية في الولايات المتحدة، وخاصة عندما شرع في رسم مسار مهني له في وادي السليكون، أثبت تصور أو اعتقاد كهذا أنه صحيح وذو قيمة.
وأضاف تشاو "عندما تأتي إلى الولايات المتحدة للدراسة أو العمل، ستجد أن ما تعملته من قبل (في الصين) يمكنه الآن أن يساعدك على معالجة مشكلات أكثر صعوبة، حتى المشكلات التي لا يستطيع الآخرون التغلب عليها".