دمشق 8 مارس 2018 / بالرغم من الظروف الانسانية الصعبة التي تعيشها النساء في سوريا، إلا أن هذا الشيء لم يمنعهن من المطالبة في أن يعم السلام والآمن في بلادهن التي مزقتها الحرب منذ حوالي السبع سنوات، وخلفت كثيرا من المآسي والاحزان في نفوسهن، معربين عن املهن في ان تنتهي هذه الازمة مع حلول العام القادم.
فمعظم النساء السوريات تعرضن لظروف صعبة خلال السنوات الماضية من عمر الازمة، من نزوح وتهجير، وظروف إنسانية صعبة ، بالإضافة لفقدان عدد من اولادهن بسبب الحرب، الامر الذي ارهق كأهلهن ودفع البعض منهن إلى سوق العمل لتأمين لقمة العيش الكريمة كما تقول بعضهن.
ام حمزة 45 عاما وقفت إلى جانب صورة كبيرة في إحدى غرف منزلها بريف دمشق، وعيناها تدمعان، وهي تشير إلى ابنتها التي قتلت بسبب قذيفة هاون سقطت في الحي الذي تقطن فيه اثناء مرورها بعد عودتها من الجامعة قبل حوالي عام .
وقالت ام حمزة ، وهي ترتدي الزي الشعبي الأسود ، كعلامة على الحداد ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الخميس)، بصوت يرتجف أتمنى ان يعم السلام والآمن في عموم البلاد، وان تنتهي هذه الازمة التي احزنت قلوب الكثير من النساء في سوريا " ، مشيرة إلى ان اغلب النساء في سوريا فقدن أحد افراد عائلتهن بهذه الحرب الطاحنة.
وأضافت متسائلة " الا يحق للنساء في سوريا ان يفرحن، ام كتب عليهن الشقاء والحزن ".
حال ام حمزة يشبه حال الكثير من النساء في عموم البلاد، فمعظم النساء فقدن اولادهن أما في ساحات القتال كعناصر في الجيش ، او بانفجار سيارات مفخخة ، او بسقوط قذائف عشوائية كان يطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة على الاحياء السكنية في عموم المحافظات السورية .
من جانبها، أعربت المحامية ماجدولين (25 عاما)، عن أملها في ان يسود السلام في جنبات بلادها التي ارهقتها الحرب، ونالت منها ما نالت.
وقالت ماجدولين " المرأة السورية إنسانة عظيمة ، وقفت إلى جانب الرجل في معظم ميادين الحياة والعمل "، مشيرة إلى انها تعمل جاهدة من خلال عملها كمحامية على تعزيز مكانة المرأة، والدفاع عنهن امام من يحاول انتهاك حقوقهن.
وأوضحت ماجدولين ان المرأة السورية حققت مكاسب مهمة خلال السنوات الماضية ودخلت مختلف ميادين الحياة، وأصبحت نائبة في البرلمان، وتبوأت مكانة مهمة في الحياة السياسية .
وفي الوقت ذاته، أشارت المحامية ماجدولين إلى أن شريحة كبيرة من النساء تتعرضن للعنف، والاستغلال الجنسي من قبل ضعيفي النفوس، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد حاليا.
وبدورها، اعتبرت ام خالد (41 عاما)، التي فقدت زوجها في الحرب ، ان المرأة السورية قادرة على تحمل المسؤولية ، والعمل على تأمين مستلزمات الحياة مثلها مثل الرجل.
وقالت ام خالد التي بدت على يداها شقوق واضحة، إنها " تعمل في الأرض من كسب لقمة الحلال لأولادي الثلاثة الذين تركهم لي زوجي الذي قتل بانفجار سيارة مفخخة في ريف دمشق قبل ثلاث سنوات "، مؤكدة أنها تعمل بجد من أجل ان تأمن لاولادها حياة كريمة ، كي يواصلوا تعليمهم في الجامعات.
وتضرعت ام الخالد إلى خالقها أن يخلص البلاد من هذه الحرب التي البست النساء الثوب الأسود، وغيبت عنهن الفرح والسعادة، مشيرة إلى أن الحياة تحتاج إلى تضحية.
يشار إلى أن ام خالد نزحت من قريتها الواقعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي منذ العام 2012، وتقيم حاليا في غرفة صغيرة مع أولادها الثلاثة، وتعيش ظروفا إنسانية صعبة، ومؤلمة في بعض الأحيان .
وفي سوريا تغيب طقوس الفرح بعيد المرأة، بسبب ما تتعرض له البلاد من قتال منذ العام 2011، وتقتصر على المعايدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما كانت تحتفل سوريا قبل نشوب الازمة بإقامة احتفالات ونشاطات تخص المرأة، وتعزز من مكانتها ودورها في المجتمع.
فالظروف التي تعيشها سوريا دفعت المرأة إلى اقتحام ساحات القتال، وحمل السلاح للدفاع عن البلاد، كما اضطرت الكثيرات منهن إلى العمل بمهام قاسية لا يقدم عليها إلا الرجال، فعملت سائق تاكسي ، وفي لف المحركات، وكل ذلك من أجل ان تحصل على لقمة عيشها بكرامة دون ان تلوث نفسها.
يذكر أن اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.