2 مارس 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يوافق اليوم الخامس عشر من اول شهر من السنة القمرية الصينية مهرجان الفوانيس. ويعرف مهرجان الفوانيس بمرحلة الوصول إلى ذروة فرحة عيد الربيع، ونهاية احتفالات " السنة الصينية الجديدة " أيضا. حيث يتناول الناس في هذا اليوم أنواع مختلفة من كرات الأرز الدبق، ويتجولون في الشوارع للتمتع بالآلاف من الفوانيس ويحلون الألغاز على الفوانيس، والتمتع بآخر يوم استعدادا لبداية سنة جديدة من العمل الشاق.
من أسرة هان الى الاسرتين وي وجين، يتميز مهرجان الفوانيس في الغالب بمراسم التضحية والصلاة للازدهار الرسمية. وأصبح مهرجان الفوانيس احتفالا مبتهجا في أسرتين تانغ وسونغ، لتظل هذه الاحتفالات على مدى الاف السنين.
وينظر إلى مهرجان الفوانيس كمهرجان لمّ الشمل، من قصة تاريخية قديمة. ووفقا للأسطورة، كسرت الاميرة تشانغ ليه من أسرة نان تشان مرآة من البرنز الى قسمين، قسم احتفظت به، والقسم الاخر اهدته الى زوجها شي ده يان المتوجه الى الحرب معتقدة بان النصفين سيجتمعان حتما مرة أخرى. واتفق الطرفان على أن يكلّفا الخادم لبيع نصف المرآة البرونزية في السوق بمناسبة مهرجان الفوانيس التي تزدحم فيها الناس ومناسبة لمعرفة اخبار بعضهم البعض.
بعد انهيار حكم سلالة نان تشان، زوجت الاميرة تشانغ ليه دون موافقتها بالأمير يانغ سو من أسرة سوي. وفي مهرجان الفوانيس في العالم الثاني، وجد شي ده يان في السوق رجلا كبير السن يبيع نصف مرآة من البرونز تعود الى الاميرة تشانغ ليه، لكن لا أحد اهتم به بسبب سعرها المرتفع. بعد العديد من التقلبات والمنعطفات، استطاع شي ان يعثر على بيت يانغ سو بفضل نصف المرآة، ليحرر الاخير الأميرة تشانغ ليه بعد السماع لقصتهما، ليلمّ شمل الزوجين وتجتمع نصفي المرآة المكسورة كاملة مرة أخرى.
كما يعتبر مهرجان الفوانيس قديما يوم الحب أيضا، لان العديد من العشاق يتواعدون في هذا اليوم. حيث شهد عهد أسرة تانغ حظر التجوال ليلا خلال أيام عادية باستثناء يوم مهرجان الفوانيس الذي كان يعتبر يوما خاصا، يمكن للناس الاستمتاع بالأضواء الملونة ليلا. وبحلول عهد أسرة سونغ، وصلت الاحتفالات بمهرجان الفوانيس الى ذروتها بفضل الاقتصاد المتطور للغاية.
لم تخلوا احتفالات مهرجان الفوانيس من مشاركة العديد من الشعراء الذين تركوا بصمات في تاريخ الشعر الصيني القديم، وهناك أكثر من 80 قصيدة كتبت وأكثر من 300 قصائد غنائية متعلقة بمهرجان الفوانيس كتبت في أسرتي تانغ وسونغ. على سبيل المثال، كتب أويانغ شيوى " القمر يصعد عند قمة شجرة الصفصاف، العشاق يتواعدون عند الغسق" لوصف مشهد موعد العشاق في مهرجان الفوانيس. كما كتب شين تشي جي " بحثت عنه بين الحشد آلاف المرات، ولحظة أدرت وجهي لأنظر إلى الوراء، وجدته واقفا تحت أضواء الفوانيس الخافتة." لوصف الحب من النظرة الأولى خلال مهرجان الفوانيس.