عندما سمعت بيني فلوريس التحذير من الزلزال، أخذت نفسا عميقا لتهدئة أعصابها وأوقفت محرك السيارة وأخذت حقيبة اليد خاصتها حال اضطرارها إلى ترك سيارتها.
وأحيا الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة ووقع يوم الجمعة في نفسها الذكريات المريرة للزلزال الذي وقع يوم 19 سبتمبر وأدى إلى سقوط مباني ومقتل 228 شخصا في العاصمة وحدها.
فلقد شاهدت فلوريس بنفسها أحد المباني التسعة الكائنة داخل مجمعها السكني وهو ينهار خلال ذلك الزلزال.
ورغم أن الإنذار أثار المخاوف من وقوع كارثة جديدة، إلا أن بيني قالت إنها شعرت هذه المرة بأنها أفضل استعدادا.
وقالت فلوريس (56 عاما) "أصبحنا ندرك جميعا في عائلتي أن المرء عليه عندما تبدأ الأرض في الاهتزاز، التوجه إلى مكان آمن والتزام الهدوء".
وتستأجر سيدة الأعمال هذه بشكل مؤقت شقة لأن المبني الذي تعيش فيه أصيب بأضرار هيكلية.
وقد أدى الوقوع المتكرر للزلازل الكبرى مؤخرا في المكسيك إلى قيام العديد من السكان بإتخاذ إجراءات احترازية دون أن يكون رد فعلهم الذعر أو القلق.
فقد خرج الناس بهدوء من منازلهم ومكاتبهم ومحالهم فور انطلاق الإنذار يوم الجمعة، رغم أن آخرين ولكن عددهم قليل احتاجوا إلى قيام الأصدقاء والأقارب بتهدئتهم.
وبالإضافة إلى وجود نظام إنذار على مستوى المدينة يبث الصوت عبر مكبرات، هناك تطبيقات للهواتف النقالة تبعث برسائل تحذير نصية إلى المشتركين.
جدير بالذكر أن أحدث زلزال أوقع خسائر ولكن ليس في الأرواح بالعاصمة وبمركزه في ولاية أواكساكا الجنوبية، بينما تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 8.2 درجة ووقع يوم 7 سبتمبر في مقتل 102 شخص في أواكساكا وولاية تشياباس المجاورة وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجة ووقع يوم 19 سبتمبر في مقتل369 شخصا في العاصمة وخمس ولايات مجاورة.
وقال لويس فيليب بوينتي رئيس دائرة الحماية المدنية المكسيكية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الناس في المكسيك يدركون الآن أهمية إخلاء منازلهم ومكاتبهم لإنقاذ أرواحهم".
وأشار بوينتي إلى أن "هذا (الوعي) خفض معدل الوفيات من الزلازل في سبتمبر وفي هذه المرة".
وأضاف المسؤول "يمكننا أن نتلمس تغيرا في سلوك المجتمع، ونأمل في أن يستمر الأمر على هذا المنوال".
ويعد فرانسيسكو بينتو، وهو أحد المصرفيين، من بين آلاف السكان الذين اشتركوا في أحد تطبيقات الطوارئ.
وقد استجاب بينتو (43 عاما) لرسالة التحذير النصية التي تلقاها على هاتفه المحمول وغادر مكتبه الكائن بجوار مبني متضرر صار مهجورا منذ الزلزال الأخير.
وقال بينتو "كل الناس في الحي خرجوا من ديارهم بطريقة منظمة رغم أن بعضهم كان في حالة هستيرية".
تقع المكسيك فوق نقطة التقاء معقدة لخمس صفائح تكتونية وهي صفائح المحيط الهادئ وريفيرا وكوكوس وأمريكا الشمالية والكاريبي، ما يجعلها عرضة بشدة للزلازل.