سول 10 فبراير 2018 /قال خبير من كوريا الجنوبية إنه يتعين على كافة الأطراف المعنية بذل كافة الجهود المشتركة لتوسيع قناة الحوار فيما بينها من أجل الحفاظ على السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وقال لي سانغ-مان، الباحث في معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة كوينغنام، اليوم (السبت) "الجانبان على شبه الجزيرة لديهما النية الطيبة في تعزيز العلاقات. القضية الأساسية الآن هي سعي الأطراف المعنية الأخرى لإقامة حوار فيما بينها."
التقى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن اليوم (السبت) كيم يو يونغ، الشقيقة الصغرى والمبعوثة الخاصة لزعيم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم يونغ أون.
ووجه كيم يونغ أون الدعوة إلى مون لزيارة بيونغ يانغ، بحسب ما أعلن البيت الأزرق الرئاسي. وردا على ذلك، قال مون "دعنا نهيئ الظروف اللازمة للمضي قدما لنقوم بهذه الزيارة."
من ناحية أخرى، رفض مون أيضا دعوة من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لاستئناف التدريات العسكرية المشتركة بين الولايات المتجة وكوريا الجنوبية، على نحو سريع، عقب دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيونغ تشانغ.
وأضاف لي في حديثه إلى وكالة أنباء (شينخوا) انه يتعين على كافة الأطراف المعنية توسيع قنوات الحوار فيما بينها وتدعيم اتفاقية سلام بشأن شبه الجزيرة الكورية في أقرب وقت ممكن.
وتابع قائلا "لقد اتخذت كوريا الديمقراطية خطوة كبيرة إلى الأمام بإرسال شقيقة كيم يونغ أون مبعوثة خاصة، وهي التي حملت رسالة شقيقها ووجهت الدعوة للرئيس مون لزيارة بيونغ يانغ، الأمر الذي يوضح أن بيونغ يانغ مهتمة بتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية."
وأوضح لي أن زيارة مون ممكنة إلى درجة كبيرة، إذا ما قامت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بتخفيف حجم تدريباتهما العسكرية، في الوقت الذي توافق فيه كوريا الديمقراطية على تجميد برنامجها النووي ووقف إجراء التجارب الصاروخية.
وتابع الأستاذ، الذي بدا أنه متفائل بشأن القمة الثالثة بين زعيمي كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية، "إذا تراجعت كافة الأطراف خطوات إلى الخلف في الوقت نفسه، ستكون الذكرى ال 70 لتأسيس كوريا الديمقراطية في 9 سبتمبر أو الذكرى ال11 لإعلان تنمية العلاقات والسلام والرخاء بين الكوريتين في 4 أكتوبر - توقيتا مناسبا للاجتماع التاريخي."
وكان الرئيس الكوري الجنوبي الراحل كيم داي يونغ عقد القمة الأولى بين الكوريتين في يونيو 2000، مع زعيم كوريا الديمقراطية الراحل كيم يونغ إيل، والد زعيمها الحالي كيم يونغ أون.
كذلك، التقى رئيس كوريا الجنوبية الراحل روه مو-هيون في بيونغ يانجغ مع كيم يونغ إيل في أكتوبر 2007.
وأوضح لي أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون أكثر انفتاحا ونشاطا في التواصل مع كوريا الديمقراطية، خاصة في الوقت الذي أظهرت فيه بيونغ يانغ استعدادها لتحسين الوضع.
واستطرد "من المهم للغاية لكوريا الجنوبية أن تنسق مع الولايات المتحدة من أجل إقامة حوار مع كوريا الديمقراطية."
يذكر أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذي يوجد أيضا في كوريا الجنوبية لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، زار أمس الجمعة حطام سفينة تشيونان الحربية التي جرى تدميرها خلال حادث في مارس 2010. وقالت كوريا الجنوبية إن السفينة الحربية غرقت جراء إطلاق طوربيدات من جانب كوريا الديمقراطية، وهي التهمة التي نفتها بيونغ يانغ مرارا.
وذكر الإعلام المحلي أنه لم يحدث تفاعل بين بنس ووفد كوريا الديمقراطية خلال حفل استقبال أقامه مون أمس الجمعة.
وأوضح لي أن الهدف الراهن لكوريا الجنوبية ليس توحيد شبه الجزيرة الكورية، ولكنه منع قيام حرب، وأن الأولوية بالنسبة للكوريتين هي عقد اجتماعات بين جيشيهما للقضاء على مخاطر الصراع المسلح.
وأضاف لي بقوله "عملية التوحيد يمكن أن تمتد على مدى عقود عدة ولا نستطيع أن نحقق هذا خلال وقت قريب. لكن تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية هو الخطوة الأولى نحو الأمام."