10 فبراير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عقد السفير الإماراتي لدى بكين علي الظاهري في 8 فبراير الجاري مؤتمرا صحفيا بمركز سوق أبوظبي العالمي ببكين، تحدث خلاله عن أهم أعمال سفارة بلاده خلال المرحلة القادمة.
دفع العلاقات الإماراتية الصينية نحو مستوى جديد
تأسست العلاقات الصينية الإماراتية في عام 1984، وظلت من يوم تأسيسها تشهدا تقدما مطّردا. وفي عام 2012 أسس البلدان علاقات الشراكة الإستراتيجية، التي أسهمت في تسريع وتيرة التعاون بين الجانبين في مجال التجارة والقطاع المالي والطاقة وغيره. وتعد الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق للصادرات الصينية وثاني شريك تجاري في العالم العربي.
وفي إطار سعي الإمارات في الوقت الحالي إلى تحويل وترقية هيكلها الإقتصادي وتنويع اقتصادها، يقول علي الظاهري الذي سبق له أن عمل أكثر من 25 سنة في شركة أبوظبي الوطنية أدنوك بأن مهمته تكمن في دفع العلاقات الإماراتية الصينية نحو زخم جديد، ورفع مستوى التعاون الشامل والبراغماتي بين الجانبين في مختلف المجالات على أساس الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، والمشاركة الحثيثة في بناء "الحزام والطريق".
تعزيز الصداقة بين شعبي البلدين
دخل قرار الإعفاء المتبادل لتأشيرة الدخول لمواطني البلدين حيز التنفيذ رسميا في 16 يناير الماضي. وفي هذا الصدد، يقول علي الظاهري بأن 80% من سكان بلاده هم من الأجانب، وهو ما يعكس "التسامح والإنفتاح والتنوع الثقافي الذي يميز الإمارات، التي يعيش فيها مواطنون من ثقافات وديانات مختلفة في حالة وئام، بينهم أكثر من 300 ألف صيني ". في ذات السياق، استقبلت الإمارات في عام 2017 قرابة 1 مليون سائح صيني، وبعد إعفاء الصينيين من تأشيرة الدخول، من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في العام الحالي ليناهز 2 مليون سائح.
الأثر الإيجابي للإعفاء المتبادل لتأشيرات دخول مواطني البلدين لن يتوقف عند حدود المجال السياحي. بل ستكون له نتائج إيجابية على مستوى دفع الصداقة والتعارف بين شعبي البلدين وتعزيز التبادل التجاري والثقافي بين الجانبين. كما سيتيح هذا القرار فرصة التعارف المباشر وبدون واسطة بين الشعب الصيني والشعب الإماراتي.
رغم أنه لم يمض على استلام مهامه في سفارة بلاده ببكين سوى شهور قليلة، إلا أن علي الظاهري استطاع خلال هذا الوقت القصير أن يزور عدة مناطق في الصين. حيث يقول بأن مختلف المدن التي زارها في الصين من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق ومن بكين إلى شنغهاي، قد تركت له انطباعات متنوعة، ومختلفة عما قرأه سابقا عن الصين في عدة مؤلفات. وأشار الظاهري إلى أن سفارة الإمارات لدى بكين ستعمل خلال السنوات القادمة على تنظيم عدد من أنشطة التبادل الثقافي لتقريب المسافة بين الشعبين الإماراتي والصيني.
حمل راية الإبتكار ودخول عصر الذكاء الإصطناعي
تعد الإمارات أول دولة في العالم تنشؤ وزارة للذكاء الإصطناعي، وهو مايترجم الأهمية العالية التي توليها دولة الإمارات لهذه الصناعة الناشئة. ويرى الظاهري بأن مجال الإبتكار التكنولوجي في الصين يشهد نموا سريعا، خاصة في ظل توفر بيئة جيدة على مستوى السياسات والإمكانيات السوقية، وهوما أتاح المجال لبروز شركات رائدة في هذا المجال مثل هواوي وعلي بابا. ويرى السفير الإماراتي بأن الصين تتمتع بسبق عالمي على مستوى تكنولوجيات الدفع الإلكتروني والطاقة الجديدة وغيرها من القطاعات ذات الصلة.
بالتوازي مع الصين، تولي حكومة دولة الإمارات إهتماما كبيرا بالتكنولوجيات الجديدة والنماذج الحديثة، كما ضخت إستثمارات هائلة في سبيل تطوير البحث والتطوير في هذا القطاع.
وفي ظل التطور السريع الذي تشهده تكنلوجيات الذكاء الإصطناعي والإبتكار العلمي، تفتح الثورة الصناعية الجديدة آفاقا واسعة للتعاون بين الصين والإمارات في الصناعات ذات الصلة. حيث يعتقد السفير الإماراتي بأن الإمارات يمكنها أن توفر لشركات الإبتكار الصينية منصة جيدة لتطوير الصناعات، تتيح لهم وفرة في الموارد وبيئة مناسبة للنجاح. ومن ثم، دخول الصين والإمارات "يدا بيد" إلى عصر الذكاء الإصطناعي.