الإرهاب بإفريقيا يبقى أحد أشكال النزاعات الأكثر حدة في القارة

الرباط في 9 فبراير 2018 /حذر مشاركون في أعمال الدورة التاسعة لمنتدى إفريقيا للأمن، اليوم (الجمعة) بمراكش، من أن الإرهاب يبقى أحد أشكال النزاعات الأكثر حدة في إفريقيا خاصة بعد الفراغ الذي نشأ في أعقاب تلاشي نظام القطبية الثنائية وبروز، قوى جديدة وتفكك أسس التأثير العالمي الأحادي.

وأضافوا أن الإرهاب، الذي يعد تمرة عدة عوامل، يعتبر كذلك أحد أهم عناصر عدم الاستقرار التي تعاني منها حاليا معظم دول القارة، مبرزين أن هذه الآفة تتغذى من القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء.

وفي هذا الصدد سلط الممثل الخاص للإتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، أنجيل لوسادا، الضوء على الوضعية الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، مع التركيز على أثرها على القارة بأكملها، مبرزا أن هذه المنطقة تعد حاليا موطنا لجميع الأزمات سواء المتعلقة منها بالجانب الأمني أو الاقتصادي أو الديموغرافي أو السياسي أو المناخي.

واعتبر أن الإرهاب، كما هو الشأن بالنسبة للجريمة المنظمة أو القرصنة في البحر، من الظواهر التي أخذت زخما قويا ، مبرزا كذلك أن العولمة ساهمت في تعدد مواطن الإقصاء وغياب المساواة، وخلق مناطق خارجة عن سيطرة الدول.

من جهته، سجل نائب رئيس أركان القوات البحرية بالبنين جون ليون أولاتوندجي، أنه بالنظر إلى هذه التحولات المستمرة المهددة للأمن، يتعين العمل على تعزيز التعاون لمحاربة هذه الظواهر، والسهر على ملائمة آليات الردع من أجل تجفيف منابع الارهاب والآفات الأخرى.

أما مدير مركز الإتحاد الأوروبي للأقمار الصناعية باسكال لوغي، فسلط الضوء، من جانبه، على مجموعة من العوامل المرتبطة بانعدام الأمن بإفريقيا، خاصة التهديد الإرهابي، وانتشار تجارة الأسلحة، وارتفاع مستوى الهجمات ضد القوات الوطنية، وتكتل الجماعات الإرهابية، وتزايد نشاط الفصائل المتمردة.

وشدد على أن التصدي لهذه التحديات يستدعي تضافر الجهود الأمنية من أجل إيجاد حل شامل، مبينا أن أمن واستقرار القارة يبقى مطلبا لا غنى عنه لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.

كما أكد على الترابط الوثيق بين الأمن والتنمية ذلك أنه بدون أمن لن تتحقق أية تنمية أو استغلال للمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها إفريقيا، كما أنه ليس هناك أمن بدون تنمية.

ويروم هذا المنتدى، المنظم حول موضوع "التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات بإفريقيا" بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن بالقارة الإفريقية وكذا على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها.

ويشارك في المنتدى نحو 300 من الخبراء والمسؤولين الأمنيين والعسكريين من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب.