قال ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة الـ48، هنا يوم الاثنين ، إن الصين وبريطانيا بحاجة إلى تحديد مصالحهما الجوهرية، والسعي لمزيد من الأرضية المشتركة وتقوية شراكتهما من أجل التكيف مع تغيرات الزمن.
إن نادي مجموعة الـ48، هو شبكة أعمال مستقلة توفر الخدمات الاستشارية وأشكال الدعم الأخرى للشركات البريطانية الساعية لإقامة أعمال تجارية في الصين.
وأضاف بيري في مقابلة مع ((شينخوا)) أن "التغيرات في العالم هامة جدا، وإذا لم تتحرك مع الزمن، فستكون متخلفا للوراء."
واستذكر اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي في بكين بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيسة الوزراء البريطانية الزائرة تيريزا ماي، ووصفه بـ"الهام".
وخلال لقائهما، دعا شي إلى مزيد من العمل على نسخة معززة من "العهد الذهبي" للعلاقات الثنائية.
وأضاف بيري "هذا الوضع المتغير حول العالم يتطلب من كلا البلدين النظر إليه بجدية بالغة والتكيف معه. وأعتقد أيضا ضرورة توسيع مجالات الفعالية والمصالح الناشئة مع التغيرات."
وأوضح بيري أن أبرز هذه التغيرات هو انسحاب الولايات المتحدة من المنظمات المتعددة الأطراف وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . فالصين وبريطانيا، وكلاهما اقتصاد كبير وعضو دائم بمجلس الأمن الدولي، بحاجة إلى اتخاذ نهج أكثر انفتاحا، وتعميق العلاقات في مصالحهما الجوهرية، بغض النظر عن أنظمتهما السياسية والاجتماعية."
وقال "أعتقد أن الرئيس شي يتحدث عن دعونا نتحلى بمزيد من المرونة، ودعونا نتحرك مع الزمن، ونفهم بعضنا بعضا، ونفهم استراتيجيات التنمية لبعضنا البعض، ونرى كيف يمكن تفعيلها معا."
ويرى بيري أن بإمكان البلدين تعزيز تعاونهما بمجالات المالية والطاقة النووية والاستثمار واستكشاف التعاون في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي والتشاركي، والكثير من المجالات الأخرى .
وقال إن الصين لديها طرق أصيلة وإبداعية جدا لتمويل الرعاية الصحية، بينما في الاقتصادات الغربية، وبريطانيا خاصة، تعمل النفقات الصحية على إنضاب خزينة الدولة.
وقال إن أنظمة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، ومعظمها ممول من الدولة، متهمة منذ مدة طويلة، بأنها غير فعالة، ومهددة بخطر الإفلاس .
وأشار إلى أنه "في كافة هذه المجالات ، هناك فرصة عظيمة للبلدين للتعاون والعمل معا وفهم تجارب بعضهما البعض."
وأضاف بيري أن البلدين بحاجة إلى المزيد من تنسيق استراتيجياتهما التنموية. فبريطانيا تحتاج أولا لتحديد مصالحها الجوهرية ووضع إستراتيجيتها التنموية، وخاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوربي(بريكست).
وأشار إلى أنه بما أن بريطانيا تسعى لتطوير بنيتها التحتية وتحقيق التوازن بين شمالها وجنوبها، فمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، توفر فرصا عظيمة لتوطيد الترابط والتنمية.
وأكد على أن "الصين هي الفرصة الأعظم للمملكة المتحدة للقيام بالأعمال والتجارة والاستثمار . ومع مبادرة الحزام والطريق، ستتعزز هذه الفرص لخمس مرات أكبر من المعتاد."