قامت الأجهزة المركزية والمؤسسات التابعة لها في 25 يناير الجاري، بنشر نتائج الإختبارات الكتابية للوظائف العمومية لعام 2018. حيث تنافس 1.66 مليون ممتحن على 28 ألف وظيفة. مايعكس بأن الوظائف العمومية لاتزال تشهد منافسة ساخنة.
صعوبة اجتياز إختبارات الوظائف العمومية لاتكمن ببساطة في صعوبة أسئلة الإختبارات، بل أكثر من ذلك في كثرة الممتحنين والمنافسة الشديدة. فلماذا يرغب عدد كبير من الناس في أن يصبحوا موظفين عموميين؟ وماهي منافع الوظيفة العمومية؟
في هذا الصدد، يرى هوزوتشيان الأستاذ المساعد بمعهد التربية في جامعة المعلمين بتشجيانغ، بأن الوظيفة العمومية لها 4 منافع: أولا، إستقرار العمل مع وجود ضمانات. إذ أن إتمام الواجب بشكل أساسي وعدم مخالفة قانون الوظيفة العمومية وغيره من القوانين الوطنية الأخرى، يضمنان للموظف عدم التعرض إلى الطرد والإقالة.
ثانيا، توقع التطور المهني. يعد نظام التدرج المهني في الوظيفة العمومية الأكثر تكاملا. وتوقعات تطور المسار المهني في الوظيفة العمومية أكثر وضوحا. فإذا لم يرتكب الموظف بعض الأخطاء الكبيرة، وأدى عمله بشكل جدي، فعادة مايتمتع بالترقية، ولايتعرض لخصم الراتب.
ثالثا، يتمتع الموظفون العموميون بحوافز جيدة. فرغم أن الراتب قد يكون أقل من رواتب الشركات الخاصة والشركات الأجنبية، لكن الأجهزة الحكومية عادة ماتكون السباقة إلى رفع رواتب الموظفين.
أخيرا، وهو الأهم، الوظيفة العمومية يمكن أن تعبر على طموحات الكثير من الشباب في خدمة الدولة، وإلى جانب المكانة الإجتماعية، يمكن للوظيفة العمومية إذا تم القيام بها على أحسن وجه، أن تُجسد قيمة حياة الفرد.
كثيرون يمتحنون، وكثيرون يستقيلون
إلى جانب العدد الكبير من الأشخاص الممتحنين في الوظيفة العمومية، تظهر البيانات أيضا إرتفاع أعداد المستقيلين منها. فكيف يمكن أن نفسر تزامن هاتين الظاهرتين؟
تظهر الإحصاءات الإعلامية، بأن هناك 36 مسؤول سامي بأهم 3 أجهزة مالية حكومية صينية قد استقالوا بين عام 2013 وأغسطس 2016. من بينهم رؤساء مصالح، ونوائب رؤساء أقسام، وعدة مستويات وظيفية أخرى.
في هذا الصدد، يرى هوزوتشيان بأن هناك عدة أسباب تدفع عدة موظفين عموميين إلى الإستقالة. فهناك من يرى بأن رواتب المستويات القاعدية متدنية، وهناك من يشعر بضغوط عمل كبيرة أو تغير البيئة الإدارية، وهناك من يشعر بإرتفاع مستوى صرامة المراقبة والقيود. وتظهر الإحصاءات ذات الصلة، أن عددا كبيرا من الموظفين العموميين يختارون العمل في المجال التجاري والإقتصادي أو ريادة الأعمال بعد إستقالتهم. وهناك منهم من يتحول للعمل في الشركات الخاصة للحصول على راتب أعلى. ومن هنا يمكننا أن نستنتج بأن راوتب الوظيفة العمومية ليست مغرية.
بعد نشر البيانات المتعلقة بالإستقالة من الوظيفة العمومية، بدأ الحديث عن "تقهقر" الوظيفة العمومية وتراجع قيمتها، وبأنها لم تعد تمثل للصينيين "صحن الأرز الذهبي".
غير أن الخبراء في هذا المجال، يرون بأن هذا الحديث يتضمن الكثير من المبالغة. إذ هناك 0.015% فقط من الموظفين العموميين إستقالوا من وظائفهم من مجموع 7 ملايين موظف. وهو مايعني أن أقل من شخصين فقط، يستقيلون على كل 10 آلاف موظف. فرغم أن الرواتب الحكومية ليست عالية، لكن الكثير من الموظفين العموميين يفضلون مواصلة العمل.
هناك عدة أسباب تدفع الموظفين العموميين للإستقالة، لكن السبب الأهم يتعلق أساسا بالرواتب. حيث تظهر بعض الإستطلاعات السابقة التي أجريت حول ظاهرة إستقالة الموظفين العموميين، أن أكثر من 70% من المستقيلين قد عزوا أسباب إستقالتهم إلى ضعف الراتب أو ضيق هامش الترقية. لذا، ينصح بعض الخبراء بضرورة تعديل آلية رواتب الموظفين العموميين.