رام الله 25 يناير 2018 / أكد الفلسطينيون اليوم (الخميس)، رفضهم لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخراج القدس من أي عملية تفاوضية مستقبلية .
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، "إذا بقيت قضية القدس خارج الطاولة، فأمريكا خارج الطاولة أيضا".
وأضاف أبو ردينة في بيانه "ما لم تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها الأخير بخصوص مدينة القدس المحتلة فلن يكون لها اَي دور في عملية السلام".
واعتبر أبو ردينة، أن "قضية القدس مقدسة وهي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة، وهي لاتباع ولا تشترى بكل أموال الدنيا، لافتا إلى أن التهديد الأمريكي بقطع أموال (وكالة الأمم لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا) هي سياسة مرفوضة ولن نقبل بها بالمطلق".
وشدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن "سياسة التهديد والتجويع والتركيع لن تجدي مع الشعب الفلسطيني".
وجدد أبو ردينه التأكيد على التزام الجانب الفلسطيني بالسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وقرارات القمم العربية، ومبادرة السلام العربية، وفق حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان الرئيس ترامب قال اجتماعه في وقت سابق اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، إن مسألة القدس لن تعود مطروحة على أجندة أي مفاوضات سلام مستقبلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف ترامب، أن إسرائيل ستدفع ثمن إعلانه عن القدس عاصمة لها، لافتا إلى أن الفلسطينيين أمام خيارين إما العودة لطاولة المفاوضات أو المزيد من تقليص المساعدات الأمريكية.
وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن لدى واشنطن مبادرة سلام "رائعة" وأن إعلانه قد أزاح قضية القدس عن طاولة المفاوضات الأمر الذي يجب على إسرائيل أن تدفع ثمنه.
وأوضح ترامب، أن مبادرة السلام الأمريكية تتضمن كثيرا من الأمور التي تم الحديث عنها على مر السنين ولكن أي مبادرة لم تكن قريبة من المبادرة التي ينوي طرحها، معتبرا أن إعلانه بشأن القدس ساعد في التمهيد لاستئناف المفاوضات.
بدوره اعتبر أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن تصريحات ترامب تؤكد "عدم أهليته" في رعاية أية عملية سلمية.
وأكد عريقات في بيان صحفي له تلقت وكالة أنباء ((شينخوا))، نسخة منه، أن "قضية القدس لم يتم ازاحتها عن طاولة المفاوضات وإنما تمت ازاحة الولايات المتحدة خارج الاجماع الدولي".
واعتبر المسؤول الفلسطيني، أن تصريحات ترامب "إهانة للعرب جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود الذين يدعمون اقامة سلام دائم وشامل"، لافتا إلى أن "من يعتقد أن القدس أزيحت عن طاولة المفاوضات فعليه أن يعلم أن السلام ازيح عن الطاولة أيضاً".
وانتقد عريقات، ما وصفه "لغة ترامب الاستفزازية وإصراره على ممارسة الابتزاز السياسي والمالي وفرض العقوبات وإلقاء التهديدات والتعليمات على القيادة والشعب الفلسطيني"، معربا عن استنكاره الشديد لما صرح به.
وأشار، إلى أن القضايا الجوهرية والمصيرية للشعب الفلسطيني ليست لعبة كما يراها ترامب، ولن نسمح له بجعل وجودنا على هذه الأرض لعبة أو مقامرة وعليه التمييز بين الحقوق الأصيلة للشعوب في حقها المشروع والمكفول في القانون الدولي في سيادتها على أرضها وتقرير مصيرها وبين صفقات الأعمال وفرض الإملاءات بكيفية التعامل مع قضايانا الوطنية" .
واعتبر عريقات، أن "إصرار ترامب على إزاحة القدس عن الطاولة والتهديد باشتراط بقاء الأموال على الطاولة بمدى التزام الفلسطينيين بالشروط الأمريكية والتأكيد على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بحلول العام 2019 هو ضرب من الوهم، مؤكدا أن قضية الأموال والمساعدات التي تقدمها واشنطن ليست منّة أو هبة إنسانية كما يعتقد ترامب".
وشدد المسؤول الفلسطيني، على أن "التصريحات يجب أن تشكل إنذاراً للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم، داعيا إلى اتخاذ مبادرات جدية لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من فوضى دولية لا تحمد عقباها".
من جهته رفض وزير الخارجية وشؤون المغتربين في السلطة الفلسطينية رياض المالكي تصريحات الرئيس ترامب، قائلا "القدس لن تستبعد عن طاولة المفاوضات، وستبقى على الطاولة رغم القرار الامريكي".
وقال المالكي في تصريح خاص لوكالة انباء ((شينخوا))، إن الرئيس الأمريكي" هو الذي اساء لنا بقراره حول القدس، كما أساء للعالمين الإسلامي والمسيحي، ووجب عليه الاعتذار من الجميع والرجوع عن قراره."
وأضاف وزير الخارجية الفلسطيني" يمكنه أن يهدد كما يشاء، فهذا التهديد لن يخيف أي طفل فلسطيني".
وفيما يتعلق بوقف وتقليص المساعدات الأمريكية للفلسطيني قال المالكي ان هذه الخطوة بدأت منذ فترة ولا جديد فيها، مشيرا الى انه اذا كان المطلوب او الهدف من ذلك تجويع الشعب الفلسطيني، فنحن نقترح عليه الا يختبرنا في هذا المجال".
وأضاف المالكي :" ننصحه ( ترامب) بالحكمة ومراجعة قراره منا، وعدم التسرع، ووقف سياسة التهديد فهي لا تجدي معنا."
وأشار المالكي :" إلى أن ترامب بدعم التيار الصهيوني الاستيطاني وضع نفسه في مكان في مواجهة المجتمع الدولي بسبب موقفه الخاطئ والخطير وغير المدروس وغير القانوني حول القدس.
وفي السياق اعتبرت حكومة الوفاق الفلسطينية، أن مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية هي الأشد حضورا في كل مشهد على مر التاريخ ولا يمكن استبعادها.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي له، إن مدينة القدس - التي تحتلها إسرائيل في الوقت الراهن- لن نرضى عنها بديلا وعاصمة قلوب العرب والمسلمين والمؤمنين في العالم .
وأكد المحمود، أن إعلان ترامب بشأن القدس عقد المشهد برمته، لافتا إلى أن الذي أزيح عن الطاولة هو فرصة إحلال السلام في المنطقة والتي لن تعود إلا بعودة القدس إلى أهلها وإنهاء الاحتلال نهائيا عن أرضنا.
وشدد المتحدث باسم الحكومة، على أن القدس ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة ولا بأي ثمن تحت أي ظرف من الظروف، لأنه لا يوجد أحد في الدنيا يقدم على التنازل عن وطنه ومقدساته ولا عن ذرة تراب من بلاده.
وتوترت علاقات الفلسطينيين مع واشنطن بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من الشهر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.
والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.