لندن 25 يناير 2018 /قال السفير الصيني لدى بريطانيا ليو شياو مينغ ان زيارة تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية الرسمية إلى الصين، الاولى منذ تقلدها للمنصب عام 2016، من المتوقع ان ترسم مسارا جديدا وتدفع نحو تحقيق "عصر ذهبي" للعلاقات الثنائية.
وقال ليو في مقابلة مشتركة مع وسائل الاعلام الصينية إن الزيارة التي ستقوم بها ماي، الاولى لرئيس وزراء بريطاني للصين منذ قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارته لبريطانيا عام 2015، عندما صدق الجانبان على "العصر الذهبي"، ستلعب دورا هاديا للعلاقات بين البلدين.
إثراء العصر الذهبي
قال السفير الصيني "من المتوقع ان يثري القائدان معنى "العصر الذهبي"، ويرسمون مسارا جديدا للعلاقات المستقبلية.
وأضاف ليو انه خلال الزيارة القادمة لماي من 31 يناير إلى 2 فبراير، سيواصل الجانبان ربط استراتيجيات التنمية الخاصة بهما وتوسيع المنصة التعاونية بمقتضى مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التعاون العملي في مجالات مثل التمويل والطاقة والبنية الاساسية والغذاء والتكنولوجيا الفائقة والصناعة الخلاقة وعلوم الحياة.
وقال إنه تم تحقيق نتائج ذهبية منذ توافق "العصر الذهبي" من الجانبين.
يذكر ان بريطانيا ثاني أكبر شريك تجاري للصين داخل الاتحاد الأوروبي. كما ان الصين ثاني أكبر شريك تجاري من خارج الاتحاد الاوروبي لبريطانيا. وان حجم التجارة بين البلدين بلغ 79 مليار دولار امريكي عام 2017، بزيادة تبلغ ما يقرب من 6.2 بالمئة مقارنة بالعام السابق، مع زيادة صادرات بريطانيا للصين بنسبة 19.4 بالمئة.
وأكد ليو انه في الوقت نفسه، فان أكثر من 500 شركة صينية أقامت مكاتب لها في بريطانيا، مع إجمالي 21.8 مليار دولار مستثمرة في مشروعات تتراوح ما بين مجالات تقليدية مثل التجارة والتمويل والاتصالات إلى مجالات ناشئة مثل الطاقة الجديدة والتصنيع المتقدم والبنية الاساسية ومراكز البحث.
وقال ليو إن مشروع هينكلي بوينت سي النووي، حيث ثلث استثماراته من جانب شركة صينية، يجري تشييده جيدا.
وأوضح ان العصر الذهبي للعلاقات بين الصين وبريطانيا مثال على التعاون بين الصين والغرب الذي يعتمد على المساواة والمنفعة المتبادلة, مضيفا ان زيارة ماي ستعزز ليس فقط العصر الذهبي ولكن أيضا التنمية المستقرة والمتوازنة للعلاقات بين الصين واوروبا.
الحزام والطريق نقطة نمو جديدة
يذكر ان مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 توفر طاقات ضخمة للتعاون بين الصين والمملكة المتحدة.
وفي نتيجة كبرى تحققت خلال الحوار الاقتصادي والمالي الأخير بين الصين والمملكة المتحدة، فان الصين وبريطانيا تقترحان إقامة صندوق استثمار ثنائي بدفعة أولى بقيمة مليار دولار لدعم المبادرة.
وعند حضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى الذي عقد فى بكين في مايو، وصف وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند بريطانيا بانها "شريكة طبيعية" في المبادرة.
وبما انها الدولة الغربية الكبرى الاولى التى تنضم الى بنك الاستثمار الاسيوى للبنية الاساسية، الذي اقترحته الصين، كعضو مؤسس، فان بريطانيا قدمت أمثلة جميلة لدول أخرى لتحذو حذوها.
وفي محاولة لدعم مشاركة الشركات البريطانية في المبادرة، فان الحكومة البريطانية تعهدت بتخصيص 25 مليار جنيه استرليني او ما يقرب من 33.3 مليار دولار دعما ماليا للشركات التي تشارك في مشروعات الحزام والطريق في اسيا.
وقال ليو "أرجو ان تشكل الصين وبريطانيا إطارا مؤسساتيا من خلال مبادرة الحزام والطريق في أقرب وقت ممكن من أجل تقديم الارشادات للشركات من البلدين، حيث انهما تمثلان جزءا من هذه المبادرة وتحققان نتائج أكثر ايجابية وكذا المزيد من المشروعات الهامة الكبرى."
الخروج البريطاني يقدم فرص
بالرغم من الشكوك والتحديات، قال ليو ان الخروج البريطاني يقدم فرصة للعلاقات بين الصين والمملكة المتحدة حيث ان الحكومة البريطانية تهدف إلى بناء "بريطانيا عالمية".
كما ان الحكومة البريطانية، في الوقت الذي تحافظ فيه على العلاقات التقليدية مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة، فانها تنظر بشكل أكثر اتساعا للعالم من أجل الشراكات، ما يقدم "فرصة استراتيجية" من أجل إقامة علاقات أقوى بين الصين والمملكة المتحدة.
وقال ليو إن المزيد من الفرص، خاصة في مجالات مثل البنية الاساسية وتدويل الرنمينبي والتمويل الاخضر والابتكار التكنولوجي، ستظهر حيث تسعى بريطانيا بعد الخروج إلى بناء شراكات عالمية في الوقت الذي تتمسك فيه بتجارة حرة واقتصاد منفتح.
ويعرب ليو عن ايمانه في ان الصين وبريطانيا ستعززان تعاونهما في الحوكمة العالمية وتغير المناخ والتنمية المستدامة ومكافحة الارهاب والحفاظ على السلام، حيث ان بريطانيا بعد الخروج ستولي أهمية أكبر لدورها في المؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.
وأعرب السفير عن "ثقته الكاملة" في العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة رغم المخاطر المحتملة بسبب الخروج البريطاني.
برؤية عالمية، فان الصين وبريطانيا بمقدورهما زيادة تعاونهما وعمل اسهامات جديدة للسلام والتنمية العالميين.