اليسيا بارسينا، السكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لامريكا اللاتينية والكاريبي |
بكين 22 يناير 2018 / بالاستفادة من الدمج بين استراتيجيات التنمية وتعميق التعاون، من المتوقع ان يشهد مجتمع المصير المشترك بين الصين وامريكا اللاتينية والكاريبي رحلة استقرار ورخاء.
يعقد الاجتماع الوزاري الثاني في إطار منتدى الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي اليوم (الاثنين) في سانتياغو، عاصمة تشيلي. ويعد هذا الحدث أول حدث كبير في العلاقات بين الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي بعد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في اكتوبر الماضي.
وقال جيانغ شي شيوه، نائب رئيس المؤسسة الصينية لدراسات أمريكا اللاتينية والاستاذ بجامعة شانغهاي، إنه منذ الاجتماع الأول الذي عقد في يناير 2015 في بكين، دخلت الصين والـ33 دولة الاعضاء في مجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي، اكبر كتلة اقليمية في امريكا اللاتينية، في حقبة جديدة من التنمية المشتركة.
وأضاف الخبير "آليات التعاون بين الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي تدعم التعاون الشامل وتوسع نفوذ مجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي في المنطقة والعالم."
الدبلوماسية رفيعة المستوى ترسم مسار علاقات سليمة بين الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي
حافظ قادة الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي على تواصل وثيق خلال الاعوام الخمسة السابقة وحددوا مستقبل تنمية العلاقات الثنائية.
ومنذ عام 2013، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بثلاث زيارات لامريكا اللاتينية ودعم إقامة شراكات تعاونية شاملة بين الصين ودول امريكا اللاتينية السبع.
رسمت الزيارات التي قام بها شي وتعد حدثا جدا في تاريخ العلاقات بين الصين وامريكا اللاتينية، مسار تعاون أفضل وكتبت فصلا جديدا في التعاون بين الجانبين.
والآن، تقيم الصين علاقات شراكة استراتيجية شاملة مع البرازيل وبيرو والمكسيك والارجنتين وفنزويلا وتشيلي والاكوادور.
وأظهرت بيانات نشرتها وزارة التجارة الصينية ان علاقات التجارة بين الصين وامريكا اللاتينية حققت 233.76 مليار دولار أمريكي في الـ11 اشهر الاولى من عام 2017، ما يمثل زيادة بنسبة 18.3 بالمئة على أساس سنوي.
وفي عام 2016، أصبحت امريكا اللاتينية والكاريبي ثاني اكبر مقصد للاستثمارات الصينية في الخارج واستثمرت أكثر من 2000 شركة صينية في المنطقة.
وقالت اليسيا بارسينا، السكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لامريكا اللاتينية والكاريبي ومقرها تشيلي، إنها تشعر بالتفاؤل بشأن مستقبل العلاقات بين الصين وامريكا اللاتينية.
وأضافت "حان وقت الاستثمار المشترك. حان الوقت لمفاوضينا وقادة الاعمال للجلوس حول الطاولة والاستثمار بشكل مشترك في قطاعات الطاقة والتعدين والعلوم والتكنولوجيا وكذا القطاع الرقمي."
مبادرة الحزام والطريق
وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني في مقال نشرته صحيفة الشعب اليومية يوم الخميس إنه منذ ان اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013، تمت ترجمتها من مجرد رؤية الى حقيقة مفعمة بالحيوية، ما يمثل بداية جيدة في منطقة امريكا اللاتينية والكاريبي.
وأضاف وانغ "تتطلع العديد من الدول في المنطقة لتنشيط تنميتها وتعزيز العلاقات بين الصين وامريكا اللاتينية من خلال التعاون في إطار المبادرة."
وبينما حفز طلب المستهلكين في الصين التجارة، من الممكن ان تساعد قدرتها الانتاجية القوية في تلبية حاجات دول امريكا اللاتينية التي ينقصها البنية الاساسية والتكامل والمنافسة الانتاجية.
وقال يانغ وان مينغ، السفير الصيني لدى الأرجنتين، "يستطيع الجانبان استغلال هذه الفرص، حيث تستطيع مميزات السوق ورأس المال والتكنولوجيا في الصين ضخ قوة في التنمية المستدامة لامريكا اللاتينية."
وأضاف يانغ أن الصين ستكثف التبادلات مع امريكا اللاتينية في البحث التكنولوجي وتدريب الموارد البشرية واستخدام الطاقة المتجددة والادارة البيئية والامن البيئي ومجالات أخرى.
وقال شيه ون تسه، باحث في معهد دراسات امريكا اللاتينية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، "في المستقبل، سيتم عكس التعاون بين الصين وامريكا اللاتينية بشكل أساسي في إطار مبادرة الحزام والطريق. وسيستغل الجانبان منتدى الصين ومجتمع دول امريكا اللاتينية والكاريبي منصة مهمة لدعم المبادرة على المستويين الوطني والاقليمي."