قال خبير برازيلي إن منتدى التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية ، يساعد على دفع التكامل الإقليمي وتعزيزه، بين دول أمريكا اللاتينية ، عبر مشاريع البنية التحتية.
وأضاف الخبير إيفاندرو مينزيس كارفالهو، مدير الدراسات الصينية في بيت الخبرة بمؤسسة غيتوليو فارغاس ، في حديث مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) حول اللقاء الوزاري الثاني المقبل لمنتدى التعاون بين الصين وتجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي(سيلاك أو CELAC)، والمعروف أيضا بتسمية منتدى الصين- سيلاك .
وقال كارفالهو، وهو أيضا بروفيسور في القانون الدولي في المؤسسة المذكورة أعلاه إنه "في السابق، لم تطرح الكثير من الأفكار للتكامل في الأمريكتين ، عبر البنية التحتية، وهي طريقة تنفع لدفع تكامل اقتصادي حقيقي. ولكن الآن ، نعم، هناك مقترحات عبر نمط تقترحه الصين."
وفي الوقت الذي تعمل فيه الصين على تعزيز التجارة مع أمريكا اللاتينية ، فهي تهتم كثيرا وبشكل متزايد بتطوير شبكة بنية تحتية حيوية بالمنطقة، يمكنها أن تسهم بكفاءة وبتكاليف مناسبة تماما، في شحن البضائع والمنتجات من مراكز الإنتاج إلى مرافئ التصدير على طول ساحل الباسيفيك في أمريكا الجنوبية.
وأوضح كارفالهو أن "الاستثمار بالبنية التحتية وبمجال الزراعة والطاقة والموارد الطبيعية، يعكس حقيقة أن وجود الصين مهم جدا في أمريكا الجنوبية. وهناك اهتمام مبرر ينصب على تأسيس بنية تحتية كفوءة للنقل بحيث يمكنها ربط الجانبين."
وأضاف "أنها مشاريع تتمتع بخاصية ملموسة لتكامل هذه المناطق، مع الاهتمام على تحسين التجارة الدولية عبر هذه الاستثمارات الصينية المباشرة، التي سيكون لها أثر عظيم على المنطقة."
وأشار هذا الخبير إلى أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف ، سيتناول منتدى الصين- سيلاك "أجندة كبيرة جدا لمواضيع ذات اهتمام مشترك لكلا الجانبين."
وقال كارفالهو إن المنتدى "مبادرة طموحة واعدة، مليئة بالفرص لكل من الصين ودول أمريكا اللاتينية ، وهناك أجندة واسعة جدا تتضمن الكثير من القضايا، أبرزها الزراعة والنقل والبنية التحتية والسياحة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وتوطيد وتقوية العلاقات بين الشعوب، وسياسات الطاقة والأمن ."
إن مساعي الصين وجهودها للمساعدة على دفع التكامل الإقليمي عبر بناء البنى التحتية، قد حظيت بزخم مباشر كبير بعد انعقاد المنتدى الأول في بكين عام 2015، وفقا لرأي هذا الخبير.
وقال "رغم كون الاستثمارات الصينية ذات أهمية كبيرة جدا للمنطقة، لأنها تهدف لمساعدة المنطقة على تطوير بنيتها التحتية وربطها بشكل فعال وكفء مع المحيط الباسيفيك، ولكن أمريكا الجنوبية عانت من سلسلة من التغيرات الصعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا."
ومضى كارفالهو يقول "لقد كان للعمليات الداخلية في أمريكا اللاتينية ، والمتميزة بنوع نسبي من عدم استقرار اجتماعي وأزمة اقتصادية، أثر ضار على هذه السنوات الثلاث الأولى (من عمر المنتدى) ."
وباعتبارها منطقة عانت من اختلافات واسعة في الثروة، فغالبا ما تشهد أمريكا اللاتينية اضطرابات اجتماعية وانتفاضات سياسية. ومع حلول الانتخابات في العديد من الدول الرئيسية بالمنطقة، مثل المكسيك وفنزويلا ، من المتوقع أن يكون عام 2018 مليئا بالأحداث السياسية .
رغم ذلك، يشعر كارفالهو بالتفاؤل إزاء الآفاق المستقبلية للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية .
فقال إن المنتدى الثاني سيفتتح عاما "ستنظر خلاله العديد من دول أمريكا اللاتينية لاتجاه جديد، وأشعر بتفاؤل خاص إزاء السنوات الثلاث المقبلة."