القاهرة 17 يناير 2018 / قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء، "كشف حساب" لفترته الرئاسية التي شارفت على الانتهاء، وذلك قبل حوالي شهرين من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال السيسي في كلمة خلال مؤتمر بعنوان "حكاية وطن" مخاطبا شعبه، " منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطني معا في الثامن من يونيو 2014 كانت الرؤية واضحة ومستمدة من آمال وتطلعات الشعب، حيث قررت أن اقتحم المشكلات وأواجه التحديات في مسارات متوازية من أجل إيجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين".
وأضاف أن " فلسفة مسار العمل الوطني في هذه الرؤية كانت قائمة على أهداف أربعة هي، أولا.. توفير فرص عمل لملايين الشباب المصري لتقليل نسب البطالة وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومي، مع الاعتماد على الخامات والأيادي المصرية والشركات الوطنية".
وتابع " ثانيا.. تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم كساحة عمل وبناء في كافة المجالات وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التي تليق بها، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل".
وأردف " ثالثا.. إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعي من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعي دولي متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي ومطارات حديثة وموانئ متطورة ومناطق صناعية متخصصة، مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية ويحسن مستوى الخدمات المقدمة للمواطن".
واستطرد "رابعا.. تحصين الدولة المصرية في مواجهة التحديات والتهديدات وتعزيز عناصر القوة الشاملة للدولة لاسيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومي وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته".
واعتبر أن مصر حققت خلال فترة مسؤوليته "طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية"، حيث ارتفع الاحتياط النقدي إلى حوالي 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار في عام 2014.
كما انخفض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار، إلى جانب انخفاض معدلات البطالة من 13.4 % إلى 11.9 % وذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى، وبما وصل إلى 3.5 مليون عامل.
وأشار السيسي إلى انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالي، ونستهدف الوصول به إلى نسبة 13%.
وتراجع أيضا عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلي الإجمالي من 16.7% في عام 2013 إلى 10.9% خلال عام 2017، في حين ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالي 2016-2017.
وزاد السيسي أن إجمالي حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 بلغ نحو 400 مليار جنيه في مشروعات الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي والتنمية العمرانية.
وتم تنفيذ 245 ألف وحدة سكينة للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه وجار تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة71 مليار جنيه.
وواصل " ولتحسين البنية التحتية والاستثمارية وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع.. تم إنشاء وتطوير طرق بلغت حوالي سبعة آلاف كيلومتر بتكلفة إجمالية تخطت 85 مليار جنيه، وما يقرب من 200 كوبري تكلفتهم حوالي 25 مليار جنيه".
وفيما يتعلق بمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء، فقد تمت إضافة قدرات كهربائية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتي يونيو 2018، تكافئ حوالي 12 ضعف قدرة السد العالي.
كما يتم إنشاء شبكة نقل متقدمة للكهرباء ومحطات تحكم بتكلفة تتراوح من 60 إلى 70 مليار جنيه.
وفي مجال الزراعة، قال السيسي " لقد شرعنا في إقامة مشروع عملاق هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان، وذلك فى إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان، وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التي امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ، إضافة إلي مشروع آخر لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية تعادل في إنتاجها مليون فدان".
وواصل " فى ذات الوقت أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقطعنا شوطا وخطوات واسعة في إنشاء مدن صناعية متخصصة كمدينة الجلود بالروبيكى ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما، كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة لا تتجاوز 5% لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة تفتح لهم مصادر الرزق وتوفر لغيرهم فرص عمل واسعة".
وقدر السيسي المشروعات التي تم تنفيذها خلال ولايته الرئاسية بما يقرب من 11 ألف مشروع، بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد، واعتبر ذلك " رقما قياسيا غير مسبوق لأي دولة ناهضة"، مشيرا إلى أن تكلفة هذه المشروعات بلغت نحو تريليوني جنيه، وهو " رقم كبير جدا".
وأكد السيسي مخاطبا الشعب، " لن يستطيع أي رئيس أن يعمل حاجة بدونكم.. لن يستطيع، لكننا معا نستطيع أن نقهر وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا نفخر به وتفخر به الأجيال المقبلة، وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله".
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة على مدار ثلاثة أيام اعتبارا من 26 مارس القادم.
ولم يعلن السيسي رسميا ترشيح نفسه لولاية ثانية حتى الآن.