مقالة : آلية لانكانج-ميكونج تبرز نمطا جديدا للتعاون دون الإقليمي

بكين 11 يناير 2018 /من المتوقع أن توفر آلية تعاون لانكانج-ميكونج مسارا جديدا للتنمية دون الإقليمية اذا ما تم تعزيز التعاون القائم على المساواة والنزاهة والتنمية المستدامة.

وتحقيقا لمفهوم "بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية"، فإن آلية تعاون لانكانج-ميكونج تمثل آلية دون إقليمية تربط ستة بلدان على طول نهر لانكانج، كمبوديا والصين ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام.

وينبع نهر لانكانج من هضبة تشينغهاي-التبت جنوب غرب الصين. ويسمى النهر باسم نهر ميكونج لانه يتدفق عبر ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام قبل أن يصب في البحر.

في الاجتماع الثاني لقادة الآلية أمس الأربعاء في بنوم بنه، أشاد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بالتقدم الذي أحرزته الآلية وقال إنه جرى الاتفاق على ثقافة للآلية تتسم بالمساواة والإخلاص والمساعدة المتبادلة والتلاحم.

تعاون مربح للجميع

قال لي إنه مع التقدم والنتائج التي تتحقق يوميا وشهريا وسنويا، أصبح تطور الآلية يسري بسرعة ملحوظة.

اقترحت الصين إقامة الآلية عام 2014. وبالفعل، أنجزت مشروعات الحصاد المبكر البالغ عددها 45 مشروعا والمبادرات البالغ عددها 13، أو سجلت تقدما كبيرا.

وقد تم إنجاز الدفعة الأولى من مشروعات صندوق الآلية الخاص، وتعمل الصين باطراد على الوفاء بتعهدات تمويلية أخرى.

ويجري في الوقت الراهن إنشاء طريق كونمينغ-بانكوك وخط سكة حديد الصين-لاوس وخط سكة حديد الصين-تايلاند، ومجمع لونغ جيانغ الصناعي في فيتنام ومنطقة فيانتيان سايستا للتنمية في لاوس ومنطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة في كمبوديا. كما يجري تنفيذ عدة مشروعات أخرى.

وقال رئيس مجلس الدولة "الصين مستعدة للعمل مع الآخرين لتعزيز آلية تعاون لانكانج-ميكونج لأن الصين تستفيد من الاستقرار الإقليمي وجيران الصين هم المستفيدون من حيوية الصين الاقتصادية."

آلية ابتكارية

مع وجود ستة بلدان نامية فيها، تركز الآلية على المصالح المشتركة للبلدان في تحقيق التنمية ورفع مستوى معيشة الشعوب.

وتشمل مجالات الآلية الارتباطية والقدرة الإنتاجية والتعاون الاقتصادي عبر الحدود وإدارة موارد المياه والزراعة وخفض الفقر.

وقال تشونغ في تنغ، خبير العلاقات الدولية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، "تتفق المجالات الرئيسية التي تعمل عليها الآلية مع حاجات التنمية الراهنة في المنطقة، حيث تبدو أكثر جدوى من مجرد تبني ممارسات تقوم بها آليات أخرى."

التنمية المستدامة

إن البلدان الست التي تشرب من النهر نفسه تشترك في حب الطبيعة.

وحتى الآن، أقامت الآلية مركز التعاون بشأن موارد المياه ومركز لانكانج-ميكونج للتعاون البيئي والمركز العالمي لدراسات نهر ميكونج لحماية الموارد المائية والبيئة الإقليمية.

ومن مارس حتى مايو 2016، ساعدت الصين أيضا في تخفيف آثار الجفاف في دول المصب من خلال إطلاق المياه عبر أحد سدود الصين.

وقال لو قوانغ شنغ من جامعة يوننان إن تركيز الصين على تحقيق التوازن بين التنمية والحماية البيئية سيساعد في نقل اقتصادات الدول الأخرى إلى اتجاه أكثر حفاظا على البيئة.