مقابلة: وزير الخارجية: كمبوديا تثمن اجتماع قادة تعاون لانتسانغ - ميكونغ وزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني

قال وزير الخارجية الكمبودي براك سوخون إن بلاده تثمن الاجتماع الثاني لتعاون لانتسانغ - ميكونغ وزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لكمبوديا.

فقد استضافت كمبوديا الاجتماع الثاني لقادة تعاون لانتسانغ - ميكونغ في بنوم بنه أمس الأربعاء وستستقبل رئيس مجلس الدولة لي اليوم (الخميس).

وفي مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء، ذكر براك سوخون أن اجتماع قادة تعاون لانتسانغ- ميكونغ كان مهما جدا بالنسبة لكمبوديا حيث أتاح فرصة فريدة لرئيس الوزراء الكمبودي سامديش تيكو هون سين، باعتباره زعيما مشاركا في تأسيس هذه الآلية، لدعوة نظرائه من الصين ودول ميكونغ الأربع الأخرى لرسم المسار المستقبلي لتعاون لانتسانغ - ميكونغ في العقد المقبل.

وذكر سوخون أن كمبوديا، باعتبارها الدولة المضيفة، اختارت موضوع الاجتماع ليكون "نهرنا للسلام والتنمية المستدامة".

وقال "ومنه يفهم تماما أن السلام والتنمية يشكلان الروح التي تقف وراء تأسيس تعاون لانتسانغ - ميكونغ"، مضيفا أن "كمبوديا والدول الخمس الأخرى تتقاسم نفس المصدر من المياه، مصدر الحياة، أي نهر لانتسانغ كما يعرف في الجانب الصيني وميكونغ كما يعرف في الدول الأخرى التي يمر عبرها، ومن ثم فإنه من الضرورة بمكان العمل معا لضمان مصير مشترك من تقاسم الأمن والرخاء".

جدير بالذكر أن نهر لانتسانغ ينبع من هضبة تشينغهاي-التبت جنوب غربي الصين، ويطلق عليه أيضا اسم نهر ميكونغ نتيجة مروره عبر ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام قبل أن يصب في البحر.

وقال الوزير إنه بدون سلام، لن يتحقق الأمن ولن تتحقق التنمية، ناهيك عن الرخاء.

وأشار براك سوخون إلى أن الديناميات العالمية والإقليمية الآخذة في التطور تمر بمنعطف حاسم تواجه فيه تهديدات وتحديات ليس بمقدور أي دولة بمفردها التصدى لها.

"وفيما يتعلق بالتحديات البيئة العابرة للحدود والتهديدات الأمنية غير التقليدية التي تواجه منطقة ميكونغ دون الإقليمية، فإنه يلزم توافر إرادة سياسية قوية وثقة متبادلة بين دول تعاون لانتسانغ - ميكونغ.

وأضاف الوزير أنه من ناحية أخرى، ثمة حاجة من جانب دول تعاون لانتسانغ - ميكونغ الست إلى النظر في العديد من مجالات التعاون ذات الأولوية من أجل إطلاق العنان للإمكانات الهائلة للتنمية في هذه المنطقة دون الإقليمية .

يركز تعاون لانتسانغ - ميكونغ، الذي أطلق في مارس 2016، على ثلاث ركائز وهي القضايا السياسية والأمنية، والتنمية الاقتصادية والمستدامة، والتعاون الاجتماعي والثقافي؛ وخمسة مجالات ذات أولوية وهي الربط، والقدرة الإنتاجية والتعاون الاقتصادي عبر الحدود، وإدارة الموارد المائية والزراعة، والحد من الفقر.

وذكر الوزير أن نتائج الاجتماع سيكون لها دور فعال في تجسير فجوة التنمية القائمة حاليا في منطقة ميكونغ وستسرع بناء مجموعة الآسيان .

"وعلى نطاق أوسع، أعتقد أن تعاون لانتسانغ - ميكونغ يمكن اعتباره نموذجا جيدا للتعاون بين بلدان الجنوب ويدعم دوله الأعضاء في تحقيق الرخاء الاقتصادي لشعوبها في إطار أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030"، هكذا قال براك سوخون.

وقال إن منطقة لانتسانغ - ميكونغ معروفة بموقعها الإستراتيجي ودينامياتها الاقتصادية، فضلا عن كونها غنية بثروة من التقاليد والثقافات والقيم المحلية، التي يوفر تنوعها إمكانات وقوى تكاملية يمكن تسخيرها من أجل المنفعة الجماعية لدول تعاون لانتسانغ - ميكونغ.

وتابع بقوله "لهذا السبب، فإنني أرى أن القمة الثانية لقادة لانتسانغ - ميكونغ ستدعم التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي - الثقافي لضمان تقديم إسهامات أكبر لدعم الاستقرار الإقليمي والعالمي، والتنمية المستدامة والرخاء في هذه المنطقة دون الإقليمية ".

وحول العلاقات الصينية - الكمبودية، ذكر الوزير أنه فخور بأن يشهد بأنها نموذج للتعايش الودي والتعاون الوثيق.

وذكر أن "زيارة رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ تعد معلما بارزا آخر في تعزيز العلاقات القائمة منذ قرون بين البلدين"، مضيفا أن "زيارته التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات بين كمبوديا والصين تعطى دفعة أكبر لتسريع الزخم الذي تشهده العلاقات الإستراتيجية بين كمبوديا والصين".

واختتم حديثه قائلا إنه في ظل شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة القائمة منذ عام 2010، لا تدخر الدولتان جهدا في دفع تنمية شاملة وواسعة النطاق ومعمقة للعلاقات مع احترام كامل للمصالح الجوهرية للآخر والتطلع معا إلى السلام والاستقرار والاستقرار وتنمية ورفاه الشعبين.