من المقرر أن يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة رسمية لكمبوديا اليوم (الخميس)، حيث من المتوقع أن تسهم في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
يصادف عام 2018 الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا. وقد حققت الصداقة بين البلدين، التي أنشأها وعمل على تنميتها قادة البلدين خلال العقود الماضية، حققت نتائج مثمرة في شتي المجالات.
-- تبادلات متكررة رفيعة المستوى
في عام 2016، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة ناجحة لكمبوديا، ارتقت بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وكمبوديا إلى مستوى جديد.
ومنذ ذلك الحين، دخلت العلاقات بين البلدين في مسار سريع من النمو.
وقد التقى رئيس الوزراء الكمبودي ساماديتش تيكو هون سين، التقى الرئيس شي في بكين في أول ديسمبر عام 2017، أثناء حضوره الاجتماع رفيع المستوى الذي يحمل اسم "الحزب الشيوعي الصيني في حوار مع الأحزاب السياسية العالمية".
وخلال الاجتماع ، ذكر شي أن العلاقات الصينية- الكمبودية تمر حاليا بأفضل فتراتها في التاريخ، مستشهدا بتعزيز الثقة السياسية وتوسيع التعاون والتبادلات الثقافية.
كما أعرب شي عن دعمه للجهود التي تبذلها كمبوديا للحفاظ على التنمية والاستقرار، مضيفا أن الصين تتطلع إلى تعزيز التعاون مع كمبوديا في الدفاع وإنفاذ القانون والأمن فضلا عن مجالات أخرى.
وفي مقال موقع باسمه نشر يوم الثلاثاء في صحيفة ((خمير تايمز)) الكمبودية الكبرى الصادرة بالإنجليزية، ذكر رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ "اتطلع إلى تجديد أواصرالصداقة الصينية-الكمبودية خلال زيارتي الرسمية المرتقبة لكمبوديا بدعوة من رئيس الوزراء هون سين".
وأكد لي أنه يتطلع إلى تقوية تعاون لانتسانغ - ميكونغ وإلى إحراز مزيد من التقدم في العلاقات الصينية - الكمبودية.
وقد حضر رئيس مجلس الدولة الصيني الاجتماع الثاني لقادة تعاون لانتسانغ - ميكونغ يوم الأربعاء.
ويتألف تعاون لانتسانغ - ميكونغ من ست دول هي كمبوديا، والصين، ولاوس، وميانمار، وتايلاند، وفيتنام.
وفي معرض اشادته بالنتائج المثمرة للتعاون، ذكر لي في مقاله أن تعاون لانتسانغ - ميكونغ نما ليصبح إطار تعاون دون إقليمي يتمتع بإمكانات وحيوية كبيرين. (إنه) لا يصب فقط في صالح تجسير فجوة التنمية داخل الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) ودفع تكامل الآسيان، وإنما يثرى أيضا التعاون بين بلدان الجنوب والجهود الرامية إلى تعزيز عولمة اقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا تعود بالفائدة على الجميع".
وقال لي إن التعاون الودي بين الصين وكمبوديا وداخل إطار تعاون لانتسانغ - ميكونغ يتجه نحو تعزيز التنمية الاقتصادية، وخاصة تحسين معيشة الشعوب.
-- نتائج مثمرة
وأشار لي في مقاله إلى أن "الصداقة العظيمة الممتدة منذ أكثر من نصف قرن بين الملك الأب نورودوم سيهانوك والقادة الصينيين أصبحت أسطورة في تاريخ العلاقات بين الصين وكمبوديا وحتى التبادلات الدولية".
وأضاف قائلا "واليوم، تشهد منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة، التي سميت بهذا الأسم إحياء لذكرى الملك الأب الراحل، نموا مزدهرا حيث تجذب أكثر من 100 شركة من الصين وبلدان أخرى وتخلق قرابة 20 ألف فرصة عمل للمجتمع المحلي. وشأنها شأن العديد من المشروعات التعاونية بين البلدين، تعد رمزا لتجدد أواصر الصداقة بين الصين وكمبوديا حيث تعود بفوائد حقيقية على الشعبين".
وفي ديسمبر من العام الماضي، قدمت الصين لكمبوديا 7.3 مليون دولار أمريكي من صندوق تعاون لانتسانغ - ميكونغ الخاص بهدف إقامة مجموعة متنوعة من المشروعات التي تشمل مجالات مثل الزراعة والسياحة والتكنولوجيا والصحة العامة والتعليم والربط البيني الجوي والتبادلات الثقافية وغيرها.
وقال سفير الصين لدى كمبوديا شيونغ بو إنه حتى أكتوبر 2017 أصبحت الصين أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في كمبوديا حيث بلغ حجم الاستثمارات المتفق عليها بالنسبة لكمبوديا 12.57 مليار دولار لتمثل بذلك 36.4 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد .
وقد ساهم تطوير العلاقات الثنائية مساهمة كبيرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكمبوديا.
وذكر هون سين في 11 إبريل 2017 خلال حفل إصدار الطبعة الكمبودية من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" أن "حجم التجارة بين كمبوديا والصين شهد زيادة سريعة -- نسبتها 26 في المائة سنويا في المتوسط -- خلال السنوات العشر الماضية".
وعزا هذا النمو الكبير إلى العلاقات الطيبة والتعاون بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، ساهمت الصين وكمبوديا مساهمة كبيرة، داخل إطار آلية لانتسانغ - ميكونغ، في إقامة تعاون دولي في إنفاذ القانون بشأن المكافحة المشتركة للجرائم العابرة للحدود في منطقة لانتسانغ - ميكونغ.
ومنذ عام 2011، قامت وكالات إنفاذ القانون من الدول الست بـ65 دورية مشتركة وأربع عمليات مشتركة لمكافحة الاتجار بالمخدرات، لتقوم بضبط 39 ألف قضية مخدرات وإنقاذ 120 سفينة مدنية.
جدير بالذكر أن نهر لانتسانغ - ميكونغ، الذي ينبع من هضبة تشينغهاي-التبت جنوب غربي الصين، يعرف بنهر لانتسانغ داخل الصين وبنهر ميكونغ نتيجة مروره عبر ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام قبل أن يصب في البحر.