رام الله 3 يناير 2018 / نددت الرئاسة الفلسطينية يوم الأربعاء، بتهديد الولايات المتحدة الأمريكية بقطع مساعداتها المالية عن الفلسطينيين حال عدم عودتهم للمفاوضات مع إسرائيل.
وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صحفي له نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، ردا على التهديدات الأمريكية، أن "القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة".
وشدد أبو ردينة على أن "السلام الحقيقي والمفاوضات يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أبو ردينة، أنه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية.
وكان ترامب كتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (توتير)، "ليست لباكستان وحدها ندفع مليارات الدولارات مقابل لا شيء والفلسطينيون مثال على ذلك ندفع لهم مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا نقابل باحترام أو تقدير".
وأضاف ترامب "حتى إنهم لا يريدون التفاوض على معاهدة سلام تأخرت كثيرًا مع إسرائيل، لافتا إلى أنه تم إزاحة القدس - الجزء الأكثر تعقيدا عن الطاولة - وستضطر إسرائيل أن تدفع أكثر من أجل ذلك".
بدورها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في بيان صحفي لها، أن "الحقوق الفلسطينية ليست للبيع".
واعتبرت عشراوي أن "قيام ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، وانما تدميرا شاملا لأسس ومتطلبات السلام، كما انه يكرس ضم اسرائيل غير الشرعي لعاصمتنا".
وأردفت عشراوي، "لن نخضع للابتزاز لقد أفشل الرئيس ترامب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والان يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته هو المتهورة وغير المسؤولة".
وسبق تغريدة ترامب، تهديد السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي بأن بلادها ستوقف مساهماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع "إسرائيل".
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح لأونروا وقدمت تعهدات بنحو 370 مليون دولار حتى 2016 وفقا للموقع الالكتروني للوكالة.
وتوترت العلاقات بين السلطة الفلسطينية وواشنطن في مطلع الشهر الماضي بعدما اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما لاقى ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية غاضبة.
يذكر أن آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.