أشاد مسؤولون وخبراء من أنحاء العالم بالآراء والأفكار التي قدمت في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني وأعربوا عن ثقتهم بمساهمة الصين في التنمية العالمية.
وفي أعقاب المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في بكين في أكتوبر، زار أكثر من 20 وفدا من الحزب الشيوعي الصيني حوالي 40 دولة في أقل من شهرين لشرح القرارات الرئيسية الصادرة عن المؤتمر وتبادل وجهات النظر مع الجمهور الأجنبي بشأن رؤية الصين.
--رؤية طويلة الأجل للصين والعالم
في منتصف ديسمبر، قدم فان روي بينغ أمين لجنة بلدية تشنغدو للحزب الشيوعي الصيني، خلال زيارته للمكسيك، للجمهور المحلي عرضا مفصلا حول الأهداف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للحزب الشيوعي الصيني لضمان نمو عالي الجودة.
وكأمثلة على الرؤية الاقتصادية للصين، قال فان إنه تم توفير حوالي 13 مليون فرصة عمل سنويا خلال السنوات الماضية، كما قامت الصين بدفع مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وقال أكاديميون وسياسيون مكسيكيون إن المبادئ التوجيهية التي تم وضعها خلال المؤتمر، مثل رفع نوعية حياة الصينيين، قد أظهرت قدرة الصين على تحديد ومتابعة أهداف طموحة.
وقال بول اوسبيتال، رئيس معهد التنمية السياسية والتدريب للحزب الثوري المؤسساتي الحاكم في المكسيك، إن "الشيء الذي يجب أن نقدره بشأن الصين ويجب أن نتعلمه هو رؤيتها طويلة الأجل".
فيما لفت ألبرتو رودريغيز، أستاذ الفلسفة في المعهد الوطني للفنون التطبيقية، إلى أن خطة الحزب الشيوعي الصيني أظهرت أن التجارب التي اكتسبتها الصين على مدى تاريخها تمنحها القدرة على مواجهة الصعوبات.
وفي ندوة عقدت في أثينا باليونان يوم 14 ديسمبر، قدم تشيوى تشينغ شان، رئيس مركز أبحاث التاريخ الحزبي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، استعراضا شاملا حول المؤتمر وأهم رسائله بما في ذلك تقرير الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وفي تصريحاته الافتتاحية في الندوة، قال السفير الصيني لدى اليونان تسو شياو لي إن " المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني لم يكن علامة فارقة مهمة في تاريخ التنمية الصينية فحسب، بل له تأثير مهم أيضا على التنمية في جميع أنحاء العالم".
وأثنى تيسوس كوراكيس، نائب رئيس البرلمان اليوناني، على الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مؤكدا أن بلاده تولي أهمية كبيرة لخارطة الطريق الصينية إلى المستقبل.
وقال المسؤول اليوناني إن" مناقشة مسار الصين إلى المستقبل يفتح آفاقا جديدة للتفكير وطرقا جديدة عامة فيما يتعلق باتجاه البشرية إلى المستقبل".
وقال جورج تزغوبولوس، المحاضر في الشؤون الدولية بجامعة ديموقريطس في ثراس شمالي اليونان، لـ((شينخوا))"إنه لأمر مهم أن الصين تحدد الأهداف وتنفذها وهذا يمكن أن يكون أيضا نموذجا للبلدان الأخرى".
وأضاف" داخل إطار العمل هذا يأتي العادي الجديد كهدف قيد التحقيق ويجذب اهتمام الغرب بشأن كيفية تغيير الصين لنمطها المتعلق بالنمو".
وتابع بقوله:" في نفس الوقت، تأتي المشاكل الداخلية مثل مكافحة الفساد وإرادة الحكومة الصينية لتعزيز احترام وحماية البيئة وكذا إرادة الرئيس شي جين بينغ لتحقيق الرخاء، في لب الاهتمام ويؤكد هذا الاستعراض اليوم على أن الصين تنفذ وتنجز جيدا هذه الأهداف".
--خبرة صينية لها تأثير إيجابي
وخلال حضوره محاضرة عقدت بجامعة بنما هذا الشهر، أكد خوسيه لويس فاريلا رئيس حزب بانامينيستا البنمي، على أهمية التخطيط طويل المدى للصين وكذا رؤيتها المستقبلية التي ساعدتها على انتشال الملايين من تحت خط الفقر.
وقال إن" جميع التجارب التي قدموها تتمتع باهتمام كبير من جانبنا كحكومة وحزب سياسي".
وقال ايدين اورتيغا، رئيس جمعية الصداقة البنمية مع الصين، إن بعض الأهداف التي طرحت خلال مؤتمر الحزب مثل حماية البيئة ومكافحة الفساد ومكافحة الفقر، مهمة للعالم كله وخاصة بنما".
وكانت فنلندا أيضا محطة لوفد الحزب الشيوعي الصيني. واستعرض لي شو لي نائب أمين اللجنة المركزية لفحص الانضباط الـ19 للحزب الشيوعي الصيني أمام الجمهور الفنلندي القرارات الرئيسية التي اتخذت أثناء المؤتمر والاجتماع الرئيسي الذى يعقد كل خمس سنوات والذى وضع تقييما للواقع الاجتماعي الحالي وخططا للمستقبل.
وفي اجتماع مع مسؤولين ورجال أعمال وعاملين بمراكز أبحاث في هلسنكي في ديسمبر، أوضح لي كيف عمقت الصين الإصلاح لتطوير نظام الإدارة وتحقيق حوكمة أفضل وأكثر عصرية.
وقال لي إنه كلما زاد انفتاح الصين زادت ثروتها وكانت هناك المزيد من الفرص للصين وفنلندا للعمل معا. وأحد الأمثلة على ذلك هو زيادة السياح الصينيين الذين يزورون فنلندا في السنوات الأخيرة.
وقال جيري هاكاميس، مدير عام اتحاد الصناعات الفنلندية، إن التعاون الاقتصادي بين الصين وفنلندا شهد قفزة تاريخية.
وفي بوينوس آيرس بالأرجنتين، التقت عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ شيو يان بممثلين من الأوساط السياسية والأكاديمية والإعلامية الأرجنتينية خلال زيارتها.
وقالت سونغ إن المساهمة الرئيسي لمؤتمر أكتوبر هي تحديث التوجيهات العامة للحزب الشيوعي الصيني بأفكار ورؤى شي بشأن الاشتراكية الحديثة وتطبيقاتها في المجتمع المتغير.
وقال مسؤولون وخبراء أرجنتينيون إن نتيجة المؤتمر سيكون لها تأثير إيجابي ليس فقط على الصين بل العالم أجمع.
كما أشاد مسؤولون من أذربيجان بمقترحات الصين التي طرحت في المؤتمر. وتتسق المبادئ التي لخصت خلال المؤتمر مع موقف أذربيجان في وقت يؤثر اتجاه الاقتصاد الصيني عالميا، حسبما قال سيافوش نوفروزف عضو البرلمان الأذربيجاني.
وحققت الصين نجاحا كبيرا في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة في السنوات الخمس الماضية، بحسب نوفوروزف الذي يعمل أيضا نائب سكرتير تنفيذي لحزب أذربيجان جديدة.
وقال إن" السياسات المحلية والخارجية للصين تهدف إلى توفير ظروف حياة كريمة للشعب الصيني وكذلك بناء علاقات متناغمة مع المجتمع الدولي وتوسيع التعاون متبادل النفع مع الدول الأخرى.