ازدهار صناعة الأفلام القصيرة وإقبال كبير على مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت بالصين

شهدت صناعة الأفلام القصيرة بالصين نموا وازدهارا على مدار السنوات الأخيرة، وهو ما يعزى إلى الإقبال الكبير من جانب الجمهور على مشاهدة تلك الأفلام وكذا مقاطع الفيديو على الإنترنت، فضلا عن الطلب المتزايد من جانب سوق الأفلام المحلية ومستخدمي الإنترنت في الصين.

والفيلم القصير عمل فني تم التقاطه بأسلوب متخصص وطرحه على منصات مختلفة لوسائل الإعلام الجديدة على شبكة الإنترنت ، حيث يمكن أن يشاهدها المستخدمون على هواتفهم المحمولة وحواسيبهم اللوحية في أوقات فراغهم المتناثرة وأثناء تنقلهم.

ويتميز الفيلم القصير بمزايا منها وقت البث القصير ودورة الإعداد السريعة وحجم الاستثمار الصغير ومنصات البث المتنوعة، وهو ما يتماشي مع تغير عادات مستخدمي الإنترنت الصينيين الذين باتوا أكثر شغفا بمشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت، فضلا عن حاجات منصات وسائل الإعلام الجديدة إلى أنماط مختلفة من مقاطع الفيديو بالإضافة إلى تقدم تقنية صنع الأفلام .

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الشعب اليومية أونلاين مؤخرا، فقد أصبحت مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت أسلوب التسلية الرئيسي لمستخدمي الإنترنت الصينيين، مع ارتفاع ملحوظ في عدد مشاهدي مقاطع الفيديو إلى 565 مليون نسمة حتى يونيو عام 2017، ما يمثل زيادة حادة مقارنة مع عدد المشاهدين في نهاية عام 2016 .

وفقا للأرقام الواردة بالتقرير، فقد تخلى أكثر من 40 في المائة من متصفحي الإنترنت عن وسائل الإعلام التقليدية، في حين يزداد عدد مستخدمي الإنترنت على الهواتف النقالة في الصين بشكل مستمر حتى وصل إلى 724 مليون نسمة أو 96.3 في المائة في النصف الأول من العام الجاري .

أما عدد مشاهدي مقاطع الفيديو على الهواتف النقالة، فقد وصل إلى 525 مليون نسمة بزيادة 0.7 في المائة مقارنة مع نهاية عام 2016 وبزيادة 140 ألف مستخدم جديد كل يوم .

وأشار التقرير إلى أن مقاطع الفيديو القصيرة ستشهد نموا واسع النطاق في الصين، بفضل تحول عادات المستخدمين إلى مشاهدة مقاطع الفيديو على هواتفهم النقالة .

وفي هذا الصدد، شهدت صناعة الفيلم القصير نموا سريعا، ليصل عدد الأفلام القصيرة المسجلة رسميا في أنحاء البلاد إلى 114672 فيلما حتى نهاية نوفمبر عام 2016 .

وكشف تشنغ تسي، مدير مركز تطوير الأفلام القصيرة التابع لمجموعة الصين المركزية للأفلام الوثائقية، أن إجمالي عدد أعمال الأفلام القصيرة في أنحاء البلاد وصل إلى 40 ألف فيلم في عام 2016 .

وفي عام 2013 ، اختار المهرجان الآسيوي لفنون الأفلام القصيرة مدينة لينتسانغ بمقاطعة يوننان في جنوب غربي الصين، لتكون مقرا دائما له، الأمر الذي يعزز الاتجاه لعرض أنواع مختلفة من الأفلام القصيرة المتميزة للجمهور .

وقد جذب المهرجان منذ عام 2013 أكثر من 14 ألف فيلم قصير أعدها فنانون من أكثر من 30 دولة ومنطقة من أنحاء العالم .

وقد جذبت صناعة الأفلام القصيرة اهتمام المستثمرين، حيث تحتضن الصناعة أسواقا واسعة تبدأ من عمليات الإعداد مرورا بمراحل التسويق وانتهاء بجني الأرباح ، وذلك من خلال وسائل الإعلام الحديثة في داخل البلاد ، كما تكتسب تلك الأفلام شعبية كبيرة، خاصة على الإنترنت ، كأسلوب فني جديد يختلف عن الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

وعلى الرغم من ذلك، تواجه صناعة الأفلام القصيرة تحديات عديدة ولا سيما من حيث ضعف حماية حقوق الملكية الفكرية للأفلام القصيرة وتكرار موضوعات تلك الأفلام وغيرها.

هذا واقترح خبراء بأن تعزز طواقم الأفلام القصيرة وعيها لحماية حقوق الملكية الفكرية وأن تهتم بمضامين الأفلام نفسها علاوة على اختيار أسلوب النشر والعرض المناسب للأفلام .