قال خبراء أمريكيون إن تفجير قنبلة بدائية الصنع في محطة قطار مترو في ساعة الذروة صباح الإثنين في مدينة نيويورك، يعرض جانبا ضعيفا للولايات المتحدة في مواجهة الهجمات الإرهابية .
وفي حديث مع ((شينخوا))، قال داريل ويست، الزميل البارز في معهد بروكنغز "إن تفجير نيويورك يظهر أن الولايات المتحدة تبقى ضعيفة تجاه الهجمات الإرهابية "، في وقت ما زالت فيه "الدولة الإسلامية والشبكات الإرهابية الأخرى تتمتع بتأثير كبير، وتلهم شن هجمات من قبل أشخاص في مختلف أنحاء العالم.
لقد حاول شخص تفجير قنبلة أنبوبية كانت ملفوفة على جسمه، خلال ساعة الذروة في محطة نقل بالمترو قرب ساحة تايمز في نيويورك، وهي من أكثر المناطق ازدحاما بالولايات المتحدة.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن الشرطة قولها إن اسم المتهم هو عقائد الله، وعمره 27 سنة، وهو مهاجر من أصل بنغلاديشي .
هذا المتهم الذي نجا من التفجير، قال للمحققين إنه متأثر بأفكار "الدولة الإسلامية "، التي كانت تقوم بتنفيذ تفجيرات خلال أسواق وأعياد الكريسماس في أوروبا.
هذا الهجوم يبرز أيضا التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة. يرى الخبراء أنه في مجتمع منفتح يستطيع فيه الناس التحرك هنا وهناك بدون سؤال من الشرطة ما لم يكن هناك مبرر محدد، يمكن للهجمات أن تحدث بسهولة.
قال داريل ويست "من الصعب جدا إيقاف أشخاص ينوون إيذاء الآخرين ، ولا يمكن نشر شرطة في كل ركن من أركان المدن الكبيرة، وضمان السلامة العامة."
وتحدث وايني وايت، نائب مدير عام سابق بمكتب استخباري حول الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية ، مع ((شينخوا)) قائلا إن هناك ملايين "الأهداف الرخوة" لشن المفجرين أو القناصة، هجماتهم وخاصة بالسيارات، في أرجاء الولايات المتحدة، في الأسواق الكبيرة، ومناطق التسوق والكنائس والمساجد ومواقف الطرق السريعة، وحتى ممرات السير والعبور المليئة بالناس.
وأضاف "كما شهدنا مؤخرا، حتى في نيويورك التي تشهد حالة تأهب قصوى ، هناك مكامن ضعف مستمرة."
لقد كانت "الدولة الإسلامية " قد عاثت فسادا في الشرق الأوسط لعدة سنوات، واحتلت مناطق واسعة، ولكنها الآن تفقد مناطقها، ورغم ذلك ما زالت تتمتع بإمكانية إلهام المؤيدين هنا وهناك مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي ، لدفعهم لشن هجمات حول العالم.
وقال وايت "مع تلاشي ما يسمى دولة الخلافة لتنظيم الدولة الاسلامية ، من الممكن أن تبرز للأسف الإمكانيات الإرهابية لها في مكان آخر."
وأوضح قائلا "هناك المئات من اتباعها ربما فروا عبر الحدود، وسينتشرون هنا وهناك والإرهاب في تفكيرهم، وتواصل تنظيم الدولة الاسلامية دعايتها عبر الإنترنت ومن أماكن مختلفة."
وبينما تسببت هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك، بمقتل نحو 3000 شخص، أخذ الإرهابيون يركزون اهتماما أكبر على مدن أوروبية مثل لندن وباريس خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف وايت أن هذا قد يتغير مع قرار الرئيس دونالد ترامب حول القدس، و"ربما يثير المزيد من المتطرفين لشن هجمات هنا، ويدفع غير المتواجدين هنا على أن يكونوا أشد حزما أن يأتوا هنا."
إن خطوة الرئيس الأمريكي الأخيرة حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قد أشعلت احتجاجات عنيفة بالشرق الأوسط، ويرى الخبراء أن المتطرفين قد يستغلون الوضع وجعله يخدم دعايتهم بأن الغرب معاد للإسلام .
قالت أماندا كادليك، المحللة السياسية والخبيرة بشئون الشرق الأوسط في مؤسسة راند، وهي بيت خبرة غير ربحي بالولايات المتحدة، في حديث مع ((شينخوا))، إن "الدولة الإسلامية " لا تحتاج لأراض حتى تعمل على دفع اتباعها نحو العنف، لأنها تتوسع نحو العالم من مكانة سابقة كانت تعتمد على الشرق الأوسط فقط.
وأضافت بأنه حتى لو لم تكن هناك روابط مباشرة بين المهاجم وأعضاء متطرفين آخرين هنا وهناك بالعالم، فإن رسالة "الدولة الإسلامية " تكون حية ومباشرة.
يعتقد البعض أن "الدولة الإسلامية " ستفقد قدرتها على تجنيد الأتباع بعد تلاشي حلم دولة الخلافة ، وأن أتباعها سيتحولون من القتال على أراض محددة، إلى أسلوب نشر العنف بصورة عشوائية، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الحال سيستمر على المدى الطويل.
إن التحدي أمام الولايات يبقى متواصلا في كيفية دمج المسلمين بشكل حقيقي في المجتمع الأمريكي ، أكثر من مجرد عزلة تواجه الجاليات المسلمة كما يحدث في أوروبا، وهو ما يهيئ بيئة ينمو فيها الإرهاب ويترعرع ، وفقا لرأي دان ماهافي، نائب الرئيس ومدير السياسات، في مركز دراسات الكونغرس والرئاسة، خلال حديثه مع ((شينخوا)).