غزة 6 ديسمبر 2017 / تظاهر مئات الفلسطينيين اليوم (الأربعاء) في مدينة غزة، رفضا لأي قرار أمريكي محتمل بشأن تغيير الوضع القائم في مدينة القدس.
وانطلق المتظاهرون من ساحة (السرايا) وسط المدينة وصولا إلى ساحة (الجندي المجهول) غربها، بدعوة من (القوى الوطنية والإسلامية).
ورفع المشاركون في المظاهرة التي خرجت رغم سوء الأحوال الجوية، الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية ولافتات كتب عليها (إلى ترامب القدس خط أحمر)، (سنحمي القدس بأرواحنا وأجسادنا).
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس صلاح البردويل لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال المظاهرة، إن المظاهرات الغاضبة "خطوة من سلسلة خطوات سننطلق بها ومعنا الدول العربية والإسلامية ضد أي قرار أمريكي يتخذ بشأن مدينة القدس".
واعتبر البردويل، أن أي قرار أمريكي يتخذ بشأن المدينة المقدسة "خطير جدا على القضية الفلسطينية وهو بمثابة تعدي على عقيدة وآية من قراننا وتاريخنا وقلبنا وروحنا"، لافتا إلى أن القرار في حال اتخذ "سيقود إلى انتفاضة شعبية عارمة ثم مقاومة ستحرق الأرض وتقطع يد كل من يحاول أن تمتد إلى القدس والمقدسات".
وشدد القيادي في حماس، على أن القضية الفلسطينية "ستبقى بإرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته ولن نكف أبدا عن عملنا هذا حتى تحرير فلسطين والقدس عاصمة لها".
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش ل((شينخوا))، إن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ومعه كل أحرار العالم يرفض القرار الأمريكي المنحاز لاسرائيل.
وأضاف إن القرار الأمريكي "يؤكد فشل عملية السلام"، داعيا إلى رد عربي وإسلامي بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وضرورة سحب الاعتراف بإسرائيل والخروج من اتفاق (أوسلو) الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993.
من جهته، قال الستيني محمد الحلو المشارك في المظاهرة ل((شينخوا))، "نحن نقول لترامب نرفض التنازل عن مدينة القدس التي هي عاصمة دولة فلسطين المستقبلية"، مؤكدا أن القدس أخط أحمر ولا يمكن التفريط بها بأي شكل من الأشكال.
وفي السياق ذاته، أعلن عدد من النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) إطلاق حملة إلكترونية مساندة للحراك على الأرض، تحت عنوان (القدس عاصمتنا).
وتأتي المظاهرات في مدينة غزة قبل ساعات من نية ترامب نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وكان ترامب أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الثلاثاء هاتفيا، على نيته القيام في ذلك، فيما حذره عباس خلال الاتصال من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
في هذه الأثناء بحث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في مكتبه بمدينة رام الله في الضفة الغربية مع قناصل وسفراء وممثلي الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية نية واشنطن نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
وأكد الحمد الله، بحسب بيان صدر عن مكتبه وتلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن إصرار الإدارة الأمريكية على قرارها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كدولة لإسرائيل "سيؤجج الصراع وسيؤدي إلى تنامي العنف في المنطقة بأكملها، كون القدس لا تعني الفلسطينيين فقط وإنما الشعوب والدول العربية والإسلامية التي ترفض هذا القرار".
وطالب الحمد الله، دول الاتحاد الاوروبي، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لإنقاذ عملية السلام وحل الدولتين، بالإضافة إلى الضغط نحو إنفاذ قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين وفي القلب منها القدس.
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما انها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.
والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
وكان ترامب تعهد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال حملته الانتخابية، لكنه وقع في يونيو الماضي أمرا استثنائيا لمدة ستة أشهر يبقيها في تل أبيب في خطوة لجأ إليها جميع أسلافه لتفادي زيادة التوتر في الشرق الأوسط.