تحقيق إخباري: رواد أعمال أجانب يرون مدينة شنتشن الصينية رائعة بالنسبة للشركات المبتدئة

بكين 5 ديسمبر 2017 / نشأت أدريانا فازكيز في مكسيكو سيتي ودرست في بنسلفانيا وعملت في نيويورك. لكن شنتشن، تلك المدينة الواقعة في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين والمعروفة بـ"وادي السيلكون الصيني"، هي التي ترجمت حلمها إلى حقيقة.

وتتطلع رائدة الأعما ل المكسيكية الشابة أن تجتاح شركتها الصغيرة الناشئة عالم الأمهات العاملات مثل العاصفة.

وابتكرت شركة فازكيز مضخة ثدي محسنة للأم المرضعة تقول إنها ستكون قادرة على إدرار المزيد من الحليب من الأمهات غير القادرات على إرضاع أطفالهن لدواع مثل العمل.

وتستخدم المضخات الموجودة حاليا في السوق فقط المص لشفط اللبن لكن هناك ما هو أكثر من ذلك بالنسبة للطفل أن يفعله لتحفيز تدفق اللبن، وفقا لما تشرح فازكيز، وصولا إلى خلق رابط بدني وعاطفي مع الأم لا يمكن للمضخة الحالية تحقيقه ومن ثم عدم القدرة على شفط كل اللبن.

وقالت " كل ما نقوم به هو إنتاج منتج يحفز إنتاج الحليب بنفس الطريقة التي يفعلها الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية".

الوقت وحده هو الذي سيثبت إذا ما كان منتج فازكيز سيحدث ثورة في سوق العناية بعد الوضع لكن هناك شئ واحد مؤكد هو: إنها ما كانت ستقدر على تحقيق ذلك إذا لم تأتي إلى الصين.

في مارس، فتحت فازكيز متجرا في منطقة هواتشيانبيه في شنتشن، وهي سوق مترامية الأطراف للسلع الإلكترونية والمكونات التي تجذب المشترين يوميا.

وفي الطابق الثامن فوق الأكشاك توجد ورشة شنتشن (هاكس)، وهي شركة أمريكية تستثمر في الشركات المبتدئة لتصنيع الأجهزة مقرها سنتشن وسان فرانسيسكو.

قُسمت الورشة إلى مكاتب مفتوحة وقد شكل ذلك دافعا لرواد الأعمال الشباب مثل فازكيز للعمل بجدية لتطوير نماذجهم الأولى باستخدام مكونات من الالكترونيات الموجودة في الطابق الأسفل.

وتقدم (هاكس) كل عام مكاتب مجانية لنحو 30 شركة مبتدئة في شنتشن، فضلا عن الدعم الفني وتمويل أولي بـ100 ألف دولار أمريكي. وتنافست ما يقرب من 1000 شركة ناشئة على الاختيار. وكانت فازكيز من بين المحظوظين.

لكن لماذا شنتشن؟

لأن شنتشن، بحسب مؤسس (هاكس) كريل ابريسويلر، تصبح مثل وادي السيلكون الأمريكي.

فاليوم، شنتشن معروفة بخبرتها في الصناعة، بفضل عددها الهائل من المصانع والموردين. كما أنها تعد واحدة من أكثر سلاسل صناعة الأجهزة تقدما في العالم وتتمتع برأس مال فكري وفير.

والجدير بالذكر أن هواتشيانبيه، المعروف بـ"شارع الإلكترونيات الأول في الصين" هو موطن مجموعة متنوعة من المكونات الإلكترونية الملهمة والداعمة للإبداعات.

قالت فازكيز"حصلنا على إلهام من سماعات الرأس، من مكبرات الصوت، من أشياء لا تفكر فيها بالضرورة، وأعتقد أنها مكان فريد قادر على القيام بذلك".

ومن جانبه، أشار أصف خان، وهو من مقيمي هاكس من كندا ويعمل على تكنولوجيا صب جديدة تساعد المصنعين على ضبط قوالب الصب بسرعة وسهولة، يشير إلى مزايا أخرى لشنتشن في عيون الشركات الوليدة.

وقال "إنه يستغرق 7 أسابيع لوضع نموذج أولي في كندا في حين يمكن الانتهاء من ذلك في أقل من أسبوع واحد في الصين وبخمس التكلفة"، مضيفا أن "انخفاض كلفة الإنتاح يعني انخفاض كلفة التجارب الخاطئة، الأمر الذي يسمح لي بتجريب أفكار جديدة".

وبعد فترة تسارع مدتها 4 أشهر للشركات الناشئة الجديدة في شنتشن، تمثل المنتجات المصممة بداية رحلة جديدة بالنسبة لها. وتفضي إلى ترقية منتجاتهم الأولى ومن المرجح أن تجذب المنتجات الناجحة عيون المستثمرين الأجانب، ما سيساعدها على تحسين الإنتاج وتوسيع السوق.

وأنهت أوبنترونس، وهي شركة تصنع روبوتات لعلماء الأحياء، أيامها الأولى منذ تأسيسها في عام 2013. بيد أنها لا تزال لديها قاعدة في شنتشن لتنفيذ قطعة هاردوير متعلقة بعملها مثل معايرة الروبوتات المصاصة، وهي روبوتات تتعامل مع السائل في المختبرات. وتبيع الشركة روبوتاتها إلى مختبرات في 38 دولة في العالم.

وقد أشاد مؤسس الشركة الناشئة الأمريكي ويل كانين بروح "الابتكار المفتوح" في شنتشن، قائلا إنها السبيل الوحيد للمنافسة عالميا في القرن الـ21.

وقال كانين "طريقة شنتشن هي المشاركة والبناء على تصاميم بعضنا البعض، والسعي دائما إلى أفضل وأسرع وأكثر تصميم ابتكارا"، مشيرا إلى أن "بيئة منافسة مفتوحة كهذه هي وسيلة عظيمة لمواصلة التقدم التكنولوجي بسرعة، وضمان استفادة الزبائن أيضا من الابتكار".

واختتم حديثه قائلا :"إنني آمل أن يبدأ المزيد من الناس في الولايات المتحدة في حذو النموذج الابتكاري لشنتشن".