الأمم المتحدة 3 ديسمبر 2017 / أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش يوم الأحد عن قلقه إزاء التصاعد الأخير في النزاع المسلح في اليمن، فيما طالب قادة أمميون آخرون باستئناف الشحن التجاري إلى اليمن لتلبية احتياجات السكان الذي يتعرضون لخطر المجاعة.
-- قلق من المواجهات الجديدة في اليمن
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان " إن الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الحاد في المواجهات المسلحة والضربات الجوية في (العاصمة) صنعاء وغيرها من المناطق الأخرى خلال اليومين الماضيين".
وقال غوتيريش إن "هذا التصعيد الجديد للعنف يأتي في وقت سئ للشعب اليمني الذي يعاني بالأساس من أكبر أزمة إنسانية في العالم"، مشيرا إلى الاشتباكات بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق عبد الله، الحليفان السابقان ضد القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأسفرت الاشتباكات الجديدة، التي اندلعت يوم الأربعاء في العاصمة صنعاء ثم امتدت إلى مناطق أخرى في البلاد ، عن العشرات من القتلي والمئات من الجرحى بينهم مدنيون.
وتسببت المواجهات الجديدة والحصار الذي فرض يوم 6 نوفمبر من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يقاتل الحوثيين، بنقص كبير في المستلزمات الحياتية المهمة، وخاصة الغذاء والوقود، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار وتقييد الحصول على المواد الغذائية والمياه النظيفة والرعاية الصحية، وفقا للبيان.
ودعا الأمين العام إلى استئناف كافة الواردات التجارية فورا لحماية الملايين وإلا سيواجه الأطفال والنساء والرجال خطر الجوع الجماعي والمرض والموت.
وعلى الرغم من أن التحالف بقيادة السعودية رفع جزئيا الحصار، إلا أن الشحنات الإنسانية للأمم المتحدة لا تزال تواجه بعض العوائق.
وقال البيان إن "القتال يقيد حركة الناس والخدمات المنقذة للحياة داخل مدينة صنعاء. سيارات الإسعاف والفرق الطبية لا تستطيع الوصول إلى الجرحى، ولا يمكن للناس أن يخرجوا لشراء طعامهم واحتياجاتهم الأخرى ، كما أن عمال الإغاثة لا يمكنهم السفر وتنفيذ برامجهم الإنسانية في وقت يعتمد فيه الملايين من اليمنيين على المساعدة من أجل البقاء".
ودعا الأمين العام جميع الأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، مؤكدا على ضرورة حماية المدنيين وتأمين الوصول الآمن إلى الجرحى وأهمية عمل كافة الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
كما أكد غوتيريش مجددا أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، داعيا كافة الأطراف إلى الانخراط بشكل هادف مع الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات من أجل تسوية الصراع سياسيا.
--دعوة مشتركة لرفع الحصار
وفي بيان مشترك يوم السبت، دعا رؤساء الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة التحالف بقيادة السعودية إلى السماح باستئناف الواردات التجارية ولاسيما المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى اليمن فورا.
وقع على البيان الصادر يوم السبت كل من مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسيوس ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اخيم شتاينر والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فليبيو غراندي والمدير التنفيذي لليونيسيف انتوني ليك والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام ليسي سوينغ ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك.
وحذر البيان من أن " عدم الاستئناف الفوري للواردات التجارية وخاصة الغذاء والوقود والدواء سيعرض الملايين من الأطفال والنساء والرجال إلى الجوع الجماعي والمرض والموت".
وقال إن الرفع الجزئي للحصار المفروض من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في الأيام الأخيرة سمح للمنظمات الإنسانية باستئناف المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وأدت القيود الجارية على الوادرات إلى نقص في الوقود والغذاء والمستلزمات الأخرى ، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدمير الحياة. وارتفع سعر دقيق القمح بنسبة 30 بالمئة، فيما تضاعف سعر الوقود وقفز سعر المياه النظيفة بنسبة 600 بالمئة في بعض المناطق، وفقا للبيان.
ونفدت شبكات المياه الحضرية في 7 مدن من المياه وتعتمد حاليا على المنظمات الدولية لسد الفجوة. وستتعرض المدن الأخرى لنفس الوضع قريبا إذا لم يتم رفع الحصار، الذي سيحرم 11 ملايين شخص من المياه النظيفة.
وفي بعض المناطق، قلل الناس استهلاكهم من المواد الغذائية إلى مستويات خطيرة من أجل دفع كلفة المياه التي تنقل عبر الشاحنات، أو اللجوء إلى مصادر المياه الملوثة لتلبية احتياجاتهم الغذائية، ما يزيد من خطر المرض، ولاسيما بين الأطفال ، بحسب البيان.
ويعمل أقل من نصف المنشآت الصحية فقط ، وسوف تغلق المزيد من المستشفيات والمراكز الطبية إذا لم يتم تحسين امدادات المياه والوقود. وتوقفت شبكات الصرف الصحي في 6 مدن رئيسية، ما قد يهدد بتفشي جديد لوباء الكوليرا في البلاد ، حيث بلغ عدد الحالات المشتبه بها نحو مليون شخص فضلا عن مقتل أكثر من 2200 آخرين.
وقال البيان إن " اليمن يبقي على أعتاب واحدة من أكبر المجاعات في العصر الحديث".
ويعاني ما يقرب من 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد ويواجهون خطر الموت على نحو متزايد. ويمكن أن يموت أكثر من 8 ملايين شخص جوعا إذا لم تصل مساعدات غذائية عاجلة إلى اليمن. ولأن اليمن يستورد 90 بالمئة من احتياجاته الغذائية، فإن افتقار الواردات التجارية عبر موانئ البحر الأحمر من شأنه أن يدفع 3 ملايين شخص آخرين إلى المجاعة ، وفقا للبيان.
وحذر قادة الأمم المتحدة من أن " التهديد بالمجاعة على نطاق واسع في غضون أشهر أمر حقيقي جدا".
وقالوا إن الكارثة الوشيكة يمكن تجنبها كليا باتخاذ إجراء فوري من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
وبينما مُنح الأذن إلى 3 سفن محملة بالمواد الغذائية بالوصول إلى ميناء الحديدة في الأيام الماضية، لا تزال 4 ناقلات للوقود و10 سفن تحمل مواد غذائية تنتظر الإذن لدخول الميناء، وفقا للبيان.
وقال البيان " ندعو جميعا التحالف إلى فتح جميع الموانئ اليمنية بشكل عاجل وكامل وتسهيل الدخول والتدفق الحر للسلع الإنسانية والتجارية الحيوية".
وتشهد اليمن حربا أهلية منذ عام 2015 بعد انقلاب القوات الموالية للرئيس السابق صالح على خليفته هادي الذي أجبر على الفرار إلى السعودية. وتقود السعودية الجارة لليمن تحالفا عسكريا يشن عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح في اليمن دعما لهادي وحكومته.