روما أول ديسمبر 2017/قالت عضوة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والدبلوماسية الصينية البارزة فو يينغ خلال مؤتمر الحوار المتوسطي الثالث المنعقد هنا في العاصمة الإيطالية للفترة من الخميس وحتى السبت، إن الصين تأمل في رؤية العالم يتحرك نحو مجتمع يتمتع بمستقبل مشترك.
وأشارت فو، وهي أيضا رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو أعلى هيئة تشريعية بالبلاد ، إلى أن العالم ينبغي أن يكون سقفا للجميع، وأن تكون هناك مشاطرة وليس اختلاف .
وخلال حديثها عن سياسة الصين وموقفها في إطار العولمة، قالت فو إن هناك اعتقادا واسعا بالصين بأن القوة الدافعة الأهم للنمو الاقتصادي خلال الربع الأول من هذا القرن، بعد الحرب الباردة، هي العولمة الاقتصادية .
وأضافت "لقد توسع الاقتصاد العالمي بأكثر من 3 مرات، وساهم ذلك بتخليص الكثير من الناس من الفقر. وهذه الزيادة غير المسبوقة بالثروة لم تكن لتحدث لولا العولمة الاقتصادية ."
ووفقا لحديثها فإن الدول المتطورة، وهي أول من دفع إلى العولمة، كانت المستفيد الأكبر منها، وفي الوقت نفسه استغلت العديد من الدول النامية أيضا هذه الفرصة، والصين مثال ناجح في هذا الصدد.
وقالت فو إنه تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وعبر جهود إصلاح مضنية وانفتاح على العالم، وبالجهود الدؤوبة للشعب الصيني، تطورت الصين ونمت لتصبح ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وارتفع بشكل ملحوظ مستوى حياة المواطنين.
وأضافت "رغم ذلك، فقد وُجهت انتقادات للعولمة لوجود ثغرات فيها، ومنذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، تعرضت الثروة والتجارة بالعالم للانكماش وتزايدت الأصوات المناهضة للعولمة، ولكننا لا نعتقد أن العودة للخلف هي الحل ."
وأكدت "في رأينا، أن المشكلة لا تكمن في العولمة نفسها بل بالطريقة المتبعة لممارسة بعض أوجهها، وبإدارتها غير الكافية. والحوكمة العالمية لم تتقدم والنظام العالمي الحالي ومؤسساته لا تتكيف بفعالية مع التحديات العالمية المتنوعة ."
وأوضحت أن العولمة في مجالات أخرى قد تم فهمها بمشاعر مختلطة، "ولكن بعد 20 عاما، اعتقد أن معظمنا الآن يتفق على أن محاولة تغيير العالم وتحويله إلى قيم الغرب وسياساته، قد فشلت تماما في تحقيق معظم أهدافها، وهناك مشاكل جديدة تضاف إلى الأعباء القديمة."
وأضافت فو، التي شغلت أيضا بالسابق منصب نائبة وزير الخارجية، أن النتيجة السلبية مازالت تقض مضاجع بعض الدول، تاركة الكثير من الناس والعائلات بلا مأوى.
واستشهدت فو بمثال صيني قديم يقول "إن البرتقال الحلو المزروع في الجنوب، سيتغير طعمه إلى حامض عندما ينقل ويزرع بالشمال. وقد تبقى شجرة البرتقال على شكلها، ولكن تربتها ومناخها قد تغيرا."
ومضت تقول "إن هذا المثل القديم الحكيم الموروث تاريخيا، يذكرنا بأهمية احترام الاختلافات وعدم فرض آراء على الآخرين."