دمشق 26 نوفمبر 2017 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم (الأحد) أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سينتهي خلال أشهر قليلة من الأراضي السورية في حال توقف الدعم الأمريكي لهذا التنظيم الإرهابي ، مشيرين أن القضاء على التنظيم بشكل نهائي يحتاج إلى بعض الوقت وإلى تعاون دولي وإقليمي .
وتمكن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه منذ أسبوعين تقريبا من القضاء على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة البوكمال بريف دير الزور (شرق سوريا ) ، كما سبقه تحرير مدينة دير الزور من مقاتلي تنظيم (داعش) .
كما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة قبل الولايات المتحدة الامريكية الشهر الماضي من السيطرة على مدينة الرقة والتي كانت تشكل العاصمة الرئيسية لتنظيم (داعش) والمعقل الأكبر له .
وشن الجيش السوري منذ مايو الماضي بالتعاون مع سلاح الطيران الروسي ومقاتلي حزب الله اللبناني عملية عسكرية واسعة في البادية السورية تمكنوا من خلالها طرد تنظيم (داعش) من البادية واغلاق الحدود ، وصولا الى فك الحصار عن مدينة دير الزور ، التي حاصرها التنظيم لمدة ثلاث سنوات متواصلة .
وقال المحلل السياسي السوري شريف شحادة لوكالة انباء (شينخوا) اليوم (الأحد ) إن " آخر وجود لتنظيم ( داعش ) في سوريا كان في مدينة البوكمال ، والرقة ، وعلى أطراف مدينة دير الزور والبادية السورية جنوب شرق " .
وأضاف المحلل السياسي شحادة إن " نهاية تنظيم ( داعش ) ليست صعبة خاصة أن الجيش السوري استطاع مع حلفائه خلال أسابيع ، القضاء عليه في أهم معاقله في البوكمال " ، مشيرا إلى الجيش السوري " أمام مجموعات إرهابية ليست قوية كما في السابق وتحتاج إلى متابعة لإنهاء ( داعش) في أغلب المناطق السورية " .
وأكد المحلل السياسي السوري أنه " في حال توقف الدعم الأمريكي عن تنظيم (داعش ) اعتقد انه خلال اشهر قليلة سوف ينتهي تنظيم ( داعش) برمته " ، مستدركا قائلا " لكن إذا استمر الدعم الامريكي في أكثر من مكان في سوريا فسوف يكون هناك وقت طويل للقضاء عليه نهائيا " .
واعتبر شحادة أنه من أصعب التحديات التي تواجه القضاء على تنظيم (داعش) هو الدعم الأمريكي اللامحدود لتلك التنظيمات الإرهابية ، مبينا أن الولايات المتحدة الامريكية كانت تقوم بنقل التنظيم من مكان إلى آخر ضمن الأراضي السورية ، مشيرا إلى أن هذا الدعم كان سببا في إطالة أمده في البلاد .
وأضاف أن " اختفاء تنظيم (داعش ) من سوريا نهائيا يحتاج لبعض الوقت وإلى تعاون دولي واقليمي كبيرين " .
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يخرج تنظيم (داعش ) في المستقبل تحت إطار مسمى جديد " ، مبينا أن الولايات المتحدة الأمريكية كما صنعت أمريكا أسامة بن لادن والقاعدة ، واستطاعت أن تصنع تنظيمي (داعش) و(النصرة ) ، قادرة على إعادة تصنيع تنظيمات أخرى تحت مسميات مختلفة .
ومن جانبه اتفق حسام طالب وهو خبير متخصص بشؤون الجماعات الإرهابية ، مع من سبق بالحديث بأن نهاية تنظيم (داعش ) في سوريا يتوقف على وقف دعم الولايات المتحدة الامريكية لهذا التنظيم .
وقال طالب في تصريحات مماثلة لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " تنظيم ( داعش) كفصيل إرهابي تم القضاء عليه بشكل كبير ، ولم يعد هناك شيئا اسمه تنظيم الدولة الإسلامية " ، مبينا أنه " لاتزال هناك بعض الخلايا النائمة التي لم تعد فاعلة أساسا على الأرض" .
وأشار الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إلى أن تنظيم (داعش) " قد ينضوي مقاتليه تحت أجنحة تنظيم (جبهة النصرة ) أو أي تنظيمات إرهابية أخرى ، لاستمرار مقاتلة الجيش السوري " .
وأكد أن مصير تنظيم ( داعش ) هو كمصير تنظيم القاعدة هو الزوال لأنه غير قادر على الحياة طويلا ويستخدم حسب الظروف المواتية .
وبدوره قال المحلل السياسي حميد الله أن " المعركة ضد الإرهاب في نهاياتها وإعلان النصر بات مسألة أيام " ، مشيرا إلى أن " مدينة البوكمال بريف دير الزور شكلت المعركة الحاسمة سيما وأنه في هذه المعركة تداخلت فيها الأمور" ، مبينا أن مدينة البوكمال " كانت المعقل الرئيس لتنظيم ( داعش ) .
واكد أن العمل العسكري لم ينه بعد لكن إذا قارنا المرحلة السابقة بالمرحلة المقبلة يمكن القول إن طابع المرحلة السابقة كان طابعا عسكريا والعمل السياسي كان إلى حد ما حملة علاقات عامة، الأن المرحلة المقبلة ستكون ذات طابع سياسي دبلوماسي والعمل العسكري سيكون في تعزيز نجاح هذه المرحلة وهذا ما جرى التأكيد عليه في القمة السورية الروسية التي عقدت مؤخرا بين الرئيسين فلاديمر بوتين والرئيس بشار الأسد .