تحقيق إخباري: الخنازير البرية رغم خطورتها لكنها تساهم في انقاذ المدنيين شرق العراق

بعقوبة، العراق 22 نوفمبر 2017 / على الرغم من خطورة الخنازير البرية وتهديدها لحياة الانسان، الا انها تحولت إلى منقذ لحياة العديد من المزارعين الابرياء في شريط زراعي ساخن بمحافظة ديالى شرقي العراق، من خلال تفجيرها للعبوات والالغام التي يزرعها التنظيم المتطرف.

وقال عواد الربيعي رئيس اللجنة الامنية في ناحية (بلدة) ابي صيدا (25 كلم) شمال شرق بعقوبة، مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يتجول على نهر فرعي بقرية ابوكرمة باطراف البلدة "لعقود كثيرة كانت الخنازير البرية مصدر ازعاج للمزارعين باعتبارها تشكل خطورة على حياة الاطفال والنساء لانها تهاجمهم بشراسة اضافة إلى انها تسبب ضررا بالغا بالمحاصيل الزراعية وخاصة الاشجار لكن الحال تغير الان".

وأضاف الربيعي، وهو يشير إلى حفرة متوسطة احدثتها انفجار إحدى العبوات الناسفة قبل اشهر قائلا " هناك زرع متطرفون عبوة ناسفة لاستهداف المزارعين البسطاء لكن جاء قطيع من الخنازير وفجر العبوة ما أدى إلى تطاير اشلاء تلك الخنازير".

ويسكت الربيعي للحظات ويواصل حديثه قائلا "لولا ذلك القطيع من الخنازير البرية لقتل العديد من المزارعين الابرياء، لقد تحولت هذه الخنازير إلى وسيلة لحماية الابرياء وافشال مخططات عناصر التنظيم المتطرف الخبيثة".

ووصف الربيعي الخنازير بانها تحولت إلى كاسحات الغام، وعبوات في شريط ساخن يمتد بين ناحيتي (بلدتي) ابي صيدا والعبارة والذي يطلق عليه محليا اسم (حوض الوقف)، حيث ما تزال تنتشر فيه خلايا تنظيم داعش الارهابي مستغلة تعقيدات البساتين الوعرة للاختباء.

من جانبه، قال المزارع احمد خالد، وهو مصاب باعاقة نتيجة انفجار عبوة ناسفة قبل اكثر من عام في حوض الوقف" إن الخنازير البرية اعدادها تضاعفت نحو عشرة مرات بعد عام 2006 لان عمليات قتلها من قبل المزارعين توقفت ما جعلها تتحول الى قطعان كبيرة وليست اعداد متفرقة كما في السابق، تنتشر هنا وهناك خاصة قرب ضفاف نهر ديالى".

وتابع خالد ان " المتطرفين زرعوا في بستاني ثلاث عبوات ناسفة فجرت قطعان الخنازير اثنين منها، والثالثة انفجرت علي واصابتني بجروح بليغة في قدمي وسببت لي اعاقة "، مضيفا "إن الخنازير تحولت إلى اداة طبيعية لافشال عبوات الموت التي يزرعها المتطرفون منذ سنوات عدة، وهذا دليل على ان حتى الطبيعة تحارب فكر هذا التنظيم المتطرف".

بدوره، قال المزارع ابراهيم حسن " إن كثرة الخنازير رغم اثارتها لقلقنا وخوفنا، لكنها في اتجاه اخر خلقت طوقا طبيعيا لانقاذنا من العبوات والالغام التي تنتشر بكثرة في بساتين حوض الوقف والتي جعلت اغلب البساتين اشبه بارض حرام".

واضاف حسن " نسمع بين الحين والاخر دوي انفجار في عمق البساتين والجميع متفق بان الخنازير هي من تقف ورائها لان اعدادها الكثيرة اسهمت في تفجير اعداد ليست قليلة من الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون".

إلى ذلك، أشار رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني إلى أن تنظيم داعش الارهابي فقد قدرته القتالية نتيجة انخفاض اعداد مسلحيه التي باتت محدودة جدا، مبينا أن التنظيم يعتمد مبدأ الخلايا النائمة كاسلوب في محافظة ديالى منذ عدة اشهر.

واضاف الحسيني، ان" الالغام والعبوات هي ما تبقى من اسلحة داعش لذا يحاول زرعها في مناطق نشاط عناصره ومنها حوض الوقف لاستهداف الابرياء"، مؤكدا أن الحيوانات وخاصة الخنازير افشلت مخططات تنظيم داعش الارهابي من خلال تفجير العبوات، لافتا إلى أن الجهد الهندسي للقوات الامنية ابطل عشرات العبوات خلال الاشهر الماضية من خلال عمليات التمشيط الواسعة.

ويعد حوض الوقف من المناطق الساخنة في محافظة ديالى لانتشار خلايا نائمة مرتبطة بالتنظيم المتطرف في بساتينه المترامية والتي تمتد لمئات الدونمات (الدونم الواحد يساوي 2500 متر مربع).

وتنتشر الخنازير البرية بكثرة على ضفاف نهر ديالى خاصة في منطقة حوض الوقف واهم انواعها المعروف بالخنزير الرمادي والذي يتميز بحجمه الضخم ووزنه الكبير الذي يصل إلى أكثر من (200 كغم).