بكين 17 نوفمبر 2017 /مضى أقل من شهر منذ نهاية المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، واتخذ جيش التحرير الشعبي تدابير رامية ليصبح جيشا من الدرجة الأولى في العالم.
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في تقريره المقدم إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، أن الصين ستحقق عصرنة الدفاع الوطني والجيش بشكل أساسي بحلول عام 2035، وتحويل الجيش الشعبي إلى جيش من الدرجة الأولى في العالم على نحو شامل بمنتصف القرن الـ21.
- الإخلاص إلى الحزب
أصدرت اللجنة المركزية العسكرية للحزب الشيوعي الصيني لائحة توجيهية يوم 5 نوفمبر لتأكيد قيادة الحزب المطلقة للجيش، مؤكدة أن تكون جميع القوات مخلصة إخلاصا مطلقا وصادقا لشي، وهو ايضا رئيس اللجنة المركزية العسكرية.
وقالت اللجنة إن القوات المسلحة يجب أن تطبق نظام مسؤولية الرئيس للجيش على نحو عميق وشامل، كما أضيف هذا النظام إلى دستور الحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر الوطني الـ19.
وأشار شيوي تشي ليانغ، نائب رئيس اللجنة المركزية العسكرية في مقالة نشرتها صحيفة الشعب اليومية يوم الثلاثاء، أن الأولوية الأولى هي حماية النظام الذي يتولى فيه رئيس اللجنة العسكرية المركزية المسؤولية الكاملة عن الجيش.
أضاف في مقالته أنه لمواجهة التغيرات العميقة والمعقدة في داخل الصين وخارجها، مع الصراعات الإيديولوجية الشرسة، فإن شأنه أساسي لجيشنا الحفاظ على طبيعته ومبدئه ولونه.
وطلب شيوي من القوات ترسيخ الوعي السياسي والوعي المصلحة العامة والوعي النواة القيادية والوعي التوافق، مستشهدا بتحسن البيئة السياسية في الجيش.
- التأهب لخوض المعارك
ولفت شي في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني إلى أن "الجيش هو الذي ينبغي له التأهب لخوض المعارك، ولا بد لكل أعماله من التمسك بمعايير القدرات القتالية وتسليط الضوء على القدرة على خوض المعارك وكسبها ".
في أثناء رحلته التفقدية إلى مركز قيادة المعارك المشتركة التابع للجنة العسكرية المركزية يوم 3 نوفمبر، أكد شي على الضرورة على تعزيز القوات المسلحة قدراتها للقتال واستعدادها للحروب.
وأوضح شي أن القدرة على الانتصار تمثل أهمية إستراتيجية في حماية الأمن الوطني، وأن تعزيز هذه القدرة والجاهزية القتالية في العصر الجديد ستوفران دعما استراتيجيا لتحقيق الحلم الوطني الخاص بالنهضة العظيمة للأمة الصينية، مطالبا بإحراز تقدم في أنظمة قيادة العمليات المشتركة، بجانب إجراء التدريبات في ظروف قتالية.
هذا وتمت إصلاحات رامية إلى تقوية القدرات القتالية للجيش في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تأسيس القيادة العامة لجيش التحرير الشعبي ووحدة قوات الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي وقوات الدعم الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي.
وأعيد تنظيم الإدارات العسكرية الأربع وهي الأفراد والسياسات واللوجيستيات والسلاح لتصبح 15 وكالة، كما أعيد تجميع قيادات المناطق العسكرية السبع السابقة لتصبح خمس قيادات ميدانية.
- إدارة الجيش بصرامة
أصدرت اللجنة المركزية العسكرية لائحة يوم الاثنين لتنظيم معاملة المسؤولين العسكريين، بما في ذلك المكاتب والإسكان والمركبات والخدمات الطبية، ما يعد أحدث خطوتها لإدارة الجيش بلوائح صارمة.
في أواخر سبتمبر الماضي، أصدرت اللجنة حظر الكحول لأجل كبح التفسخ في الجيش وتحويله أكثر مستعدا للقتال، وحددت فيه 11 مناسبة لم تسمح للجنود والمسؤولين بشرب الكحول.
في السنوات خمس الفائتة، بقيت مكافحة الفساد في الجيش مركزا في حملة وطنية لمكافحة الكسب غير المشروع .
خضع عدد كبير من المسؤولين العسكريين للتحقيقات والسجن، بما فيهم شيوي تساي هو وقوه بوه شيونغ، كلاهما من كبار الجنرالات ونائبا رئيس اللجنة المركزية العسكرية. كان قوه اتهم بتلقي رشاوى وتمت محاكمته بالسجن مدى الحياة في عام 2016، فيما لقي شيوي حتفه بسبب السرطان في عام 2015، قبل أن يمثل للمحاكمته.
وبهذا الصدد، كتب شيوي في مقالته إن بناء أسلوب العمل ومكافحة الفساد في الجيش قد أحرزا تقدمات كبيرة.