نانتشانغ 16 نوفمبر 2017 /" كيف يمكن لمنظمة شيوعية أن تتعايش في العمل داخل شركة ألمانية ؟ هل سيؤثر ذلك على أعمالنا ؟".
كان ذلك جزء من الهواجس التي أعرب عنها الصيني الالماني يانغ تشي مينغ مدير شركة نانتشانغ الفرعية التابعة لشركة فريزينيوس كابي الألمانية للتكنولوجيا الحيوية والأدوية ، عندما تقدم أعضاء من الحزب الشيوعي الصيني لتأسيس فرع في الشركة.
وأضاف يانغ: "للشعبين الصيني والألماني ثقافتين مختلفتين وعادات وطرق مختلفة في التفكير، لقد كنا متخوفين من أن تؤدي نشاطات الحزب الشيوعي إلى التدخل والتعارض مع أعمالنا ".
إلا أن ما غيّر من طريقة تفكيرهم وتعاملهم تمثل بأداء أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في الشركة الفرعية . ففي استجابة منهم إلى نقص العمالة، قام أعضاء الحزب الشيوعي بحشد كامل الطواقم على أرض الواقع من أجل التوظيف، كما قاموا بمبادرة للمساعدة على حل النزاعات مع الشركة بشكل سليم ومناسب للجميع.
ولاحظ فريق الإدارة الألماني بشكل واضح مدى الالتزام والانضباط الذاتي لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني، ورغبتهم الصادقة للاضطلاع بالمهام الصعبة التي تشكل تحديات كبيرة، حيث قاموا بتحمل المزيد من المسؤوليات وأظهروا اهتماما أكبر في الأعمال .
في العام 2016، تمكن فرع للحزب أخيرا من تأسيس شركة فرعية حصلت على موافقة رئيس مكتب الشركة في ألمانيا.
وحول ذلك قال تشنغ تشانغ تشونغ الخبير في المدرسة الحزبية بجامعة فودان في شانغهاي :" إن عضوية الحزب الشيوعي الصيني ليست مجرد بطاقة تعريف وهوية سياسية، لكنها رمز للتميز. فالنزاهة الأخلاقية والجدارة في عمل العضو في الحزب يعتبران ضروريان جدا ويشكلان عاملا حاسما ورئيسا من أجل العضوية في صفوف الحزب الشيوعي الصيني. وهذا ما يجعل من الحزب مختلفا عن غيره".
وفي مجمع نانتشانغ التجاري المملوك لمجموعة ميترو الألمانية لتجارة التجزئة، فإن موقف الإدارة تجاه أعضاء الحزب الشيوعي الصيني خضع لمسار مماثل.
فقد قال تشن سي يينغ رئيس فرع الحزب في الشركة :" إن بعض أعضاء الحزب الشيوعي في الشركة يعملون لأكثر من عشر ساعات متواصلة دون توقف، ويشاركون في عمليات التحميل والشحن بأيديهم وبشكل شخصي".
وبحسب دستور الحزب الشيوعي الصيني، يتوجب على الأعضاء أن يكونوا في طليعة المدافعين عن مصالح الطبقة العاملة الصينية، وعليهم أن يخدموا أبناء الشعب بإخلاص ومن صميم قلوبهم، والبقاء على أهبة الاستعداد دائما لتقديم أي تضحية شخصية ممكنة خدمة لذلك الهدف. كما أن على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني أن يعملوا على فصل المصالح الشخصية عن العامة، التي يجب ان تكون على رأس اهتماماتهم واولوياتهم والعمل من أجل ذلك دون أنانية، كما يجب أن يكونوا أبطالا في البساطة والتوفير ومحاربة التبذير.
لقد زاد الحزب الشيوعي الصيني من حضوره في القطاعات غير العامة في السنوات الماضية، واعتبر الشركات الممولة من الخارج والمشاريع المشتركة جزءا هاما في عملية التوسع.
وينص دستور الحزب الشيوعي الصيني على ممارسة الحزب قيادة مطلقة وشاملة على جميع المناطق والمجالات في كل جزء من البلاد ، حيث تم إعادة التأكيد على هذا المبدأ في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد مؤخرا.
كما تم إطلاق حملة حول روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب شملت جميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني.
وفي هذا السياق، تظهر لدى أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في شركة سيدرين بريواري المحدودة، وهي شركة نانتشانغ الفرعية التابعة لشركة "إيه بي إن بيف" البلجيكية، تظهر لديهم بشكل واضح روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب بشكل واضح، حيث أن 18 عضوا في الشركة الفرعية المذكورة يملكون هيكلا تنظيميا واضحا ويعملون وفق لوائح تنظيمية داخلية دقيقة.
وقال تشنغ ون تشينغ رئيس لجنة الحزب الشيوعي الصيني في الشركة الفرعية خلال درس حول نظرية الحزب الشيوعي الصيني :" لمساعدة الناس على عيش حياة أفضل، فإننا نحتاج إلى كل من التكنولوجيا والحرف اليدوية،وأن نعمل على رفع جودة منتجاتنا، وهذا هو ما سنقوم به لنساهم في تنفيذ وتطبيق روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب".
في الثامن عشر من أكتوبر الماضي، تابع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في الشركة الفرعية المذكورة فعاليات افتتاح أعمال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وبعد المؤتمر؛ قاموا بمناقشة التقرير المقدم والنسخة المعدلة لدستور الحزب الشيوعي .
وفي مدينة نانتشانغ حاضرة مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين، نظم أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في فروع الشركات الأجنبية المزيد من النشاطات منذ المؤتمر الوطني التاسع عشر، فيما أولى بعض أعضاء الحزب المزيد من أوقاتهم للدراسة والمناقشة. وفي بعض الشركات، حضر بعض المدراء التنفيذيين غير الحزبيين فعاليات تلك المناقشات والنشاطات.
بدوره قال تشي يو نائب رئيس إدارة المنظمات في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن من بين أكثر من 100 ألف شركة ممولة من الخارج تعمل في الصين، فإن 70 بالمئة منها لديها منظمات تابعة للحزب الشيوعي الصيني حتى نهاية العام الماضي.
ومن جانبه قال البروفيسور تشنغ تشانغ تشونغ :" لقد مضت عقود منذ بدء الشركات الأجنبية أعمالها في الصين، ولقد لاحظت تلك الشركات جيدا أهمية الدور الذي من الممكن ان تلعبه منظمات الحزب الشيوعي الصيني في تطوير اعمالها وزيادة حجم أرباحها ومكاسبها".