6 نوفمبر 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لطالما أُعتبرت السلع الألمانية على أنها رمزا للجودة، في حين وُصفت السلع الصينية بالسلع الرديئة بسبب عمليات التقليد. غير أن أجهزة تقييم الجودة الألمانية المروموقة، ترى عكس ذلك. فقد أظهر إستطلاع قامت به جمعية الجودة الألمانية (DGQ) والمركز الألماني لدراسات السوق "إنفو آكت"، نشرت نتائجه "مجلة إدارة الجودة" الألمانية على موقعها في 10 أكتوبر الماضي، بأن 80% من الألمانيين يرون بأن الصناعة الصينية تمثّل منافسا للصناعة الألمانية. في حين عبر 11% فقط عن رفضهم للسلع الصينية. وأشار 54% من المستطلعين إلى أن المنافسة التي تمثلها الصين على ألمانيا تتزايد بإستمرار.
في ذات الصدد، رأى المستطلعون أن مجال"الصناعة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات"، يعد أكثر قطاع صناعي صيني يحظى بإهتمامهم. حيث يقبل الألمانيون بشكل مكثف على شراء المنتجات الإلكترونية الصينية، إذ أشار 50% من المستطلعين الألمان إلى أنهم إشتروا علامات صينية من الهواتف والحواسيب وكاميرات التصوير، وعبّر 70% من هؤلاء عن رضاهم عن المنتجات الإلكترونية الصينية التي إقتنوها. فيما اعتبر 64% من المستطلعين أن الصين قد تجاوزت ألمانيا في هذا المجال. من جهة ثانية، عزّزت الأجهزة المنزلية الصينية حصّتها داخل السوق الصينية، حيث أشار 23% من المستهلكين الألمانيين إلى أنهم يستعملون أجهزة مطبخ صينية الصنع، وأبدى أكثر من نصف المستطلعين رغبتهم في شراء العلامات الصينية لهذه المنتجات.
من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الألمانية أن مستوى الإعتراف بالسلع الصينية في ألمانيا أكثر إرتفاعا لدى فئة الشباب. حيث تصل نسبة إستهلاك السلع الصينية في الفئة العمرية المتراوحة بين 18 سنة و29 سنة إلى 82%.
وفي إجابتهم عن سؤال حول المجالات التي تميْز الصناعة الألمانية عن نظيرتها الصينية، أشار المستطلعون إلى ثلاثة جوانب: أولا، تفوق الشركات الألمانية في مجال الإستثمار في البحث والتطوير، وتحقيقها لنتائج أفضل. ثانيا، صناعة المكنات والمنشآت، لاتزال نقطة قوّة الصناعة الألمانية. وثالثا: البنية التحتية. لكن في ذات الوقت، يعتقدون بأن الصين بصدد تقليص الفارق بينها وبين ألمانيا في هذه المجالات أيضا.
وأشار التقرير إلى أن "صنع في الصين" و"صنع في ألمانيا" يتمتعان بفضاء كبير للنمو في المستقبل، وخاصة بالنسبة للصين. حيث رأى 3\4 المستطلعين بأن سلع "صنع في الصين" ستشهد طفرة كبيرة في الجودة خلال الـ20 سنة القادمة، في حين رأى 22% فقط بأن جودة السلع الصينية لن تتحسن. ورأى 51% من المستطلعين أن جودة السلع الألمانية ستواصل التحسن بإستمرار خلال العشرين سنة القادمة، بينما يرى 41% أن جودة السلع الألمانية لن تتغير. من جهة أخرى، يرى أكثر من نصف المستطلعين بأن الضغوط التي ستمثلها السلع الصينية على السلع الألمانية، ستجعل الأخيرة تتحسن أكثر.
وقال موقع "مجلة إدارة الجودة" أن صورة السلع الصينية والسلع الألمانية ستكون أكثر تقاربا في المستقبل. خاصة في ظل التوجيهات الفعّالة التي ستوفرها "إستراتيجية الصناعة الصينية 2025". وقال المسؤول عن جمعية الجودة الألمانية أن التنمية الإقتصادية ستمثل مزيدا من التحدّيات بالنسبة لألمانيا بحلول عام 2025. وأشار إلى أن اقتصادي البلدين بإمكانهما تفعيل المزيد من فرص التعاون في المستقبل، أكثر من الإتجاه نحو المواجهة (الإقتصادية).
أما موقع "جيرمن فينانس" فقال إن الصناعة الصينية لم تكن تمثل أي منافسة للصناعة الألمانية قبل 20 عاما. أما في الوقت الحالي، فقد باتت جودة العديد من السلع الصينية تنافس جودة السلع الألمانية. مثل صناعة المكنات، والسكك الحديدية فائقة السرعة، والهواتف وأجهزة التلفاز وغيرها.
أما المثير للإهتمام في التقرير، فيتمثل في أن الشركات الألمانية لم تنظر إلى الشركات الغربية على أنها منافسة لها. حيث رأت الشركات المستطلعة بأن جودة سلع الشركات الغربية قد تبقى على حالها أو ربما قد تتراجع خلال الـ 20 سنة المقبلة. وأظهر التقرير أن الدول الغربية الأكثر تراجعا على مستوى جودة المنتجات هي كالتالي: إيطاليا بـ 24%، فرنسا بـ 20% أمريكا بـ 15%، روسيا بـ 7%، وتركيا بـ 7%.