طرابلس 25 أكتوبر 2017 /كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم غسان سلامة، عن التفكير بجدية لفتح قنوات اتصال مع الجنوب الليبي، لتنفيذ برامج الدعم والاستقرار في المنطقة المهمة في البلاد.
وحضر مراسل وكالة أنباء ((شينخوا))، اجتماع غسان سلامة المبعوث الدولي مع ممثلي المجالس البلدية وممثلي الجنوب في البرلمان ومجلس الدولة، والذي عقد في طرابلس ظهر اليوم (الأربعاء)، وقال في كلمته الافتتاحية للاجتماع، " اجتماعنا اليوم فرصة لكي نتباحث في أمور واحتياجات الجنوب والتحديات التي يواجهها أبنائه، وبعدما أغلق مكتبنا في سبها - عاصمة الجنوب - ، واغلقناه عام 2013 لأسباب خارجة عن إرادتنا، نفكر بجدية ومجددا بإعادة فتحه، ليتيح لنا قنوات اتصال مهمة لتنفيذ برامج دعم والاستقرار في المناطق الهامة بليبيا".
وأضاف سلامة " كل المساعدات التي تقوم بتنفيذها المنظمات المتصلة بالأمم المتحدة لا تكفي وأحاول شخصيا مضاعفة هذه البرامج، وتخصيصها للجنوب، لأنه بحاجة لمساعدة أكبر (...)، شعرت أحيانا بأنه مهمش، وأرجو الاستفادة من هذا اللقاء للاستماع إلى وجهات نظركم والمشاكل التي تقابلكم، وسأسعى إلى تبديد اللامبالاة والتهميش، ومن خلال اطلاعي على التاريخ، فإن دوركم كان دائما إيجابيا، ووسطي يتجاوز النزاعات للعيش المشترك في بلد موحد".
وتعذرت زيارة أي مسؤولين دوليين للجنوب الليبي، نظرا لصعوبة تأمين رحلاتهم من قبل الأجهزة الرسمية.
كما لا يوجد أي تمثيل رسمي للمنظمات الدولية في الجنوب، ويقتصر تنفيذ برامجها عبر شراكات تجريها مع منظمات محلية، لإيصال المساعدات الدولية للمناطق المتضررة نتيجة الصراع.
وعلق المبعوث الدولي سلامة، بهذا الشأن، " لقد رغبت وخططت لزيارة الجنوب مرات عديدة، لكن تعذر تحقيق ذلك، وسأواصل جهودي المضنية لتحقيق أملي في زيارة أهل الجنوب".
من جانبه، أكد إسماعيل الشريف ممثل الجنوب في البرلمان الليبي، أن أهل الجنوب حرصوا طوال مسيرة الصراع في ليبيا، على أن يكونوا واجهة وطنية وليس جهوية.
وتابع في كلمته " لكن للأسف تحول الجنوب إلى ساحة صراع بين السياسيين، وتم معاقبة الجنوب على مستوى الخدمات، واستعملنا للأسف كورقة تفاوضية بين مختلف أطراف الصراع، وهو أمر ينبغي تداركه مستقبلا والبحث عن برامج وطنية لمعالجته ".
ويعاني الجنوب الليبي من أوضاع مأساوية على مستوى الخدمات وانعدام الأمن طوال السنوات الماضية، خاصة في ظل اندلاع أعمال عنف تتسم معظمها بالطابع القبلي، بجانب الهجمات التي يقودها عناصر تنظيم الدولة، حيث يعتبر المناطق الصحراوية والجبال، نقطة انطلاق وقاعدة رئيسية للتحرك غربا وشرقا.
وبحسب تقارير محلية، فإن مدينة سبها كبرى مدن الجنوب، تعد أكبر مدن البلاد من حيث تفشي الجريمة وظواهر الاختطاف والسرقة، لدرجة وصفها بمدينة "الجريمة المنظمة" نظرا لغياب أجهزة أمنية قوية لمواجهة، نشاط شبكات الاتجار المخدرات والبشر وتهريب السلاح، عبر دول الجوار، خاصة (الجزائر وتشاد والسودان والنيجر).