تقرير: تطور مذهل لتقنية التعرف على الوجه في الصين

شهدت تقنية التعرف على الوجه تطورا سريعا خلال السنوات الأخيرة. وبالمقارنة مع بقية دول العالم، تجد هذه التقنية في الصين مناخا أفضل وأنسب لتحقيق إختراقات مستمرة، وسوقا أوسع للإستعمال على نطاق واسع. ومن المتوقع أن تغدو الصين في المدى المنظور أكبر سوق عالمية لتقنية التعرف على الوجه.

 قبل سنوات قليلة فقط، كانت تقنية التعرف على الوجه مجرد فكرة يشاهدها الناس في أفلام الخيال العلمي. لكنها سرعان ما تحولت هذه التقنية إلى حقيقة في السنوات الأخيرة، وبات إستعمالها التجاري مثيرا للدهشة. حيث غزت موجة إستعمالها العديد من المجالات في وقت سريع.

تستعمل تقنية التعرف على الوجه في الدول الأجنبية غالبا في مجالات الأمن والدفاع. وتنشط شركات التكنولوجيا الأمريكية كثيرا في هذا المجال، لاسيما موقع التواصل فيسبوك الذي يعد الأكثر ريادة في هذه التقنية من خلال تقنية الفيديو؛ وفي عام 2016، قامت شركة آبل، بالإستحواذ على شركة "إموشيون" للذكاء الصناعي، التي تعمل على تطوير تقنية يمكنها تحديد مزاج الإنسان من خلال تحليل ملامح الوجه؛ أما شركة "فيس فيرست" المتمركزة في لوس أنجلوس فتقوم بتزويد المطارات والقواعد العسركية الأمريكية بأنظمة التعرف على الوجه.

رغم أن تقنية التعرف على الوجه قد تطورت في الأسواق الغربية في وقت مبكر نسبيا بالمقارنة مع الصين. لكن الصين اليوم باتت تمثل مستقبل هذه التقنية بفضل سوقها الضخمة، والتي تتطور بسرعة مذهلة. في هذا الصدد، قالت مجلة "فوربس" الأمريكية أنه في الوقت الذي تشهد تقنية التعرف على الوجه إستعمالا واسعا في الصين، حتى بين مستخدمي الهواتف. مازال الغربيون يتعاملون بتحفظ شديد مع هذه التقنية لأسباب تتعلق بالخصوصية.

تجد تقنية التعرف على الوجه إستخداما واسعا في الوقت الحالي داخل الصين. من مجالات الإلكترونيات الإستهلاكية إلى إلكترونيك السيارات، ومن الخدمات الأمنية إلى خدمات الدفع عبر الإنترنت ومختلف مجالات القطاع المالي. وفي بداية العام الحالي، قامت بعض محلات المجوهرات في مدينة شيامن الصينية بوضع نظام التعرف على الوجه على رفوف المتجر. حيث يمكنها هذا النظام من تحليل مدة توقف الزبائن أمام المصرف وسجلات الشراء؛ أما شركة بايدو الصينية فنجحت في تطوير نظام لايسمح بفتح الباب إلا بعد التعرف على الوجه؛ وطورت منصة تشيفوباو للدفع عبر الهاتف تقنية مسح الوجه قبل إستعمال محفظة النقود الهاتفية؛ في ذات الصدد، نجحت شركة "دي دي" الصينية للجيل الثاني من سيارات الأجرة، في تطوير تقنية تساعدها على التعرف على هوية السائقين.