القاهرة 28 أغسطس 2017 /تشهد القاهرة حالة من التأهب استعدادا لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المقررة للصين مطلع الشهر المقبل للمشاركة بقمة بريكس.
وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الإثنين) اجتماعا استعرض خلاله الموقف التنفيذي لمختلف مشروعات التعاون الجاري تنفيذها مع الصين.
وأوضحت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) أن الإجتماع جاء في إطار التحضير للزيارة القادمة للرئيس السيسي إلى الصين خلال الأسبوع المقبل، للمشاركة باجتماعات قمة بريكس.
وشارك في الاجتماع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والدولة للإنتاج الحربي، والاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والنقل، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة قناة السويس.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن تلك المشروعات تأتي في إطار التعاون المتنوع والمتشعب ومشاركة العديد من الشركات الصينية في مشروعات البنية التحتية التي تنفذها مصر.
وأوضح يوسف أن هذا يعكس تطور العلاقات المصرية الصينية وما تشهده من زخم خلال السنوات الماضية تكلل بالتوقيع على اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" في ديسمبر 2014، والبرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 إلى 2021.
وأضاف أن الوزراء استعرضوا خلال الاجتماع الموقف الراهن لمختلف المشروعات القائمة مع الجانب الصيني، وما تم توقيعه من اتفاقيات بشأنها، فضلا عن مقترحات وإمكانات التعاون المتاحة في القطاعات المختلفة، وذلك في إطار العمل على تعزيز الشراكة مع الصين في مختلف المجالات، ومواصلة الارتقاء بالتعاون القائم معها خلال الفترة القادمة.
وأكد السيسي خلال الاجتماع، أهمية استمرار جميع الوزارات والجهات المعنية في متابعة تنفيذ أطر التعاون القائمة مع الصين، والعمل على تفعيلها وتطويرها، بالإضافة إلى الانتهاء من بلورة تصورات ومقترحات لتعزيز التعاون المستقبلي مع الجانب الصيني.
وأشار المتحدث المصري إلى أن زيارة السيسي القادمة للصين تأتي لمشاركة مصر في الاجتماعات التي تستضيفها بلاده لقمة دول تجمع بريكس الذى يضم في عضويته الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا.
ونوه إلى أن التجمع يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، ولاسيما على المستوي الاقتصادي في إطار المحافل متعددة الأطراف.
ولفت إلى أن الصين حرصت على توجيه الدعوة لمصر للمشاركة في اجتماعات بريكس نظرا لكونها ضمن الدول ذات الاقتصاديات الواعدة، وذلك في ظل حرص التجمع على تعزيز التعاون والحوار مع الاقتصاديات البازغة والنامية، والعمل على زيادة مساهمتها في هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية.
من جانبها، ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر أن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس السيسي للمشاركة في قمة (بريكس) تؤكد مكانة مصر وما تملكه من مؤهلات اقتصادية وسياسية وتجارية تؤهلها لأن تصبح عضوا في المجموعة.
وقال تقرير للهيئة، بثته اليوم، إن دعوة الرئيس الصيني لنظيره المصري تعكس متانة العلاقات بين الحضارتين العريقتين ، وعلاقة الصداقة الراسخة بين الرئيسين المصري والصيني ، والتي سبق أن أسفرت عن دعوة السيسي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين تحت الرئاسة الصينية العام الماضي.
وأضاف التقرير أن قمة بريكس التي تستضيفها الصين في مدينة شيامن ، تحت شعار (بريكس : شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا) ، خلال سبتمبر المقبل ، تعد أول قمة للمجموعة في مستهل "العقد الذهبي" الجديد من عمر بريكس المتعددة الأطراف.
ويشارك في القمة الدول الأعضاء الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ، بالاضافة إلى 9 دول على رأسها مصر.
وتسعى مصر من خلال تلك القمة إلى توطيد العلاقات على المستوى الإقتصادي مع الصين ، التي تعتبر من أقوى الإقتصادات النامية في العالم ، حيث تسعى قمة الـ"بريكس" إلى بناء منصة أوسع للتعاون المفتوح وخلق وضع جديد للتنمية المشتركة بين أسواق الدول الناشئة والنامية.
كما تشارك مصر في فعاليات الحوار الإستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية الذي سيقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة مجموعة بريكس.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الصينية ، أكد التقرير أن هذه العلاقات تحمل في جوهرها كافة العناصر التي ترشحها لمزيد من التطور والإرتقاء سواء على المستوى الثنائي أو في مختلف المحافل الدولية والإقليمية وغير الإقليمية كمجموعة العشرين والبريكس.
ويضم تجمع بريكس بعضويته خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ، ويعد منتدى بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته.
وتمثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من نصف النمو العالمي في عام 2016، وتنتج تلك الدول 30 في المائة مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات ، فيما يمثل تعداد مواطنيها 40 في المائة من تعداد العالم، بحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات بمصر.
وتبنت دول البريكس العديد من المبادرات لدعم التعاون فيما بينها فى المجالات المختلفة ، منها تأسيس بنك للتنمية برأس مال 100 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية فى الدول الأعضاء.
ووفقا لتقرير هيئة الاستعلامات، فإن أهم الإشارات إلى أهمية بريكس للاقتصاد العالمي نصيبه من احتياطيات العملة الأجنبية ، حيث تعتبر دول التجمع من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40 في المائة من مجموع احتياطيات العالم ، وتمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.