خفي 27 أغسطس 2017 / عندما قال وانغ جيون فنغ، الأستاذ والباحث في هارفارد ميديكال سكول، لزوجته في 2009 أنهما سيتخليان عن حياتهما التي أسساها في الولايات المتحدة للانتقال إلى جزيرة صغيرة في شرقي الصين، لم تكن لديها فكرة عما يتحدث.
لكنهما الآن يعيشان على هذه الجزيرة منذ ثماني سنوات، واستطاع وانغ بناء حياة مهنية بحثية هادئة ورائعة هناك.
وبوقوعها على مشارف خفي، حاضرة مقاطعة آنهوي، فإن الجزيرة التي تضم أكثر من 10 معاهد بحثية و 1000 باحث بارز مثل وانغ، بات يطلق عليها اسم "جزيرة العلوم".
وقرر سبعة من الباحثين الصينيين زملاء وانغ في هارفارد، قرروا أن يحذوا حذوه. ومع استقرارهم في الجزيرة منذ سنوات، قالوا إنها مكان مثالي بالنسبة لهم للقيام بأبحاثهم في أجواء هادئة.
فردوس الخارج بات من الماضي
في التسعينيات وأوائل القرن الـ21 تدفق العديد من الجامعيين الصينيين إلى دول متقدمة مثل الولايات المتحدة لمواصلة دراستهم وحياتهم المهنية بمساعدة المعدات البحثية الأكثر تطورا.
وكان وانغ ون تشاو وتشانغ شين من بينهم. وحصل الزوجان، اللذان يعيشان حاليا ويعملان في جزيرة العلوم، على درجة الدكتوراه في الطب من الولايات المتحدة في 2008 بعد تخرجهم من جامعة بكين العريقة بالصين.
ثم واصلا دراسات ما بعد الدكتوراه في هارفارد، حيث التقوا بالعديد من الزملاء الصينيين الآخرين، بما فيهم وانغ جيون فنغ.
وقال تشانغ "مضت الحياة بهدوء وسلاسة لكنها كانت خالية من الأحداث"، مضيفا "بوسطن كانت كجنة لأطفالنا، لكننا نحن الكبار كنا نشعر بفقدان شيء وكنا وحيدين."
وقال لين ون تشو، عضو آخر بالمجموعة "كان جيدا أن أعمل بالخارج، لكني حلمي على المدى الطويل تمثل دوما في أن يكون لدي معملي حيث يمكنني القيام بأبحاث مستقلة."
وقال وانغ ون تشاو إنه عندما ضربت الأزمة المالية الولايات المتحدة في 2008 ازداد قلقنا "ولم أستطع أن أرى أي مستقبل مهني واعد"، موضحا أنه "بالإضافة إلى ذلك كان هناك دوما سقف زجاجي بالنسبة لنا نحن الأجانب."
فرص كثيرة في الصين
على مدار العقدين الماضيين، ازدهر الاقتصاد الصيني، وأولت البلاد اهتماما أكبر للعلوم والتكنولوجيا، ما جعلها قاعدة أكثر جاذبية للباحثين.
بدأ تشييد جزيرة العلوم في 2008، كأحد المشاريع العلمية الوطنية الكبرى التي تدعمها لجنة الدولة للتنمية والإصلاح .
وانغ جيون فنغ، الذي درس المجالات المغناطيسية العالية في رسالته للدكتوراه، اجتذبته الجزيرة لأنه سيجري بناء معدات تجريبية متطورة حول المجالات المغناطيسية العالية هناك. وهو ما سيجعل الصين خامس بلد في العالم يمتلك هذه الأجهزة.
ولدى تذكره كيف أقنعه قائد المشروع بالانضمام للفريق، قال وانغ "إنها منصة جديدة"،مضيفا "ثمة فرص لا حدود لها بقدر ما يمكنك أن تفكر أو أن تتحرك."
وقال ليو تشينغ سونغ، أحد الثمانية العائدين من هارفارد، قال إنه بدأ يدرك الفرص الناشئة في الصين من حملات ترويجية أطلقها المسؤولون الصينيون في جامعات بالخارج، والتي تسهم بحق في جذب الموهوبين الصينيين بالخارج ليعودوا لوطنهم.
وقال ليو "شعرت بترحيب حار وتلقيت عروضا سخية من المعاهد البحثية الصينية عندما قدت وفدا من عشرة أفراد من الطلاب الصينيين بالخارج من الولايات المتحدة لزيارة الصين في 2010."
العمل الجاد يؤتي ثماره
ورغم أنه كان يتعين عليهم البداية من المربع الأول تقريبا على الجزيرة، إلا أن الباحثين حققوا اختراقات علمية على مدار سنوات.
وقال تشانغ نا، أحد الباحثين، "إن مرافقنا وصلت إلى أعلى مستوى في العالم"، مضيفا أن الصين لحقت بالفعل بالدول المتقدمة فيما يتعلق بالمنشآت البحثية بفضل العمل الدؤوب المتواصل على مدار العقد الماضي.
وقال كونغ قونغ لي، رئيس المشروع، قال إن الفريق ترك بالفعل تأثيرا في الدوائر الأكاديمية الدولية وان الأعضاء حققوا إنجازات أكاديمية هنا تفوق إنجازاتهم في هارفارد.
وأضاف كوانغ "إنهم يتمتعون بروح فريق جيدة، كما أنهم مبدعون للغاية."