رام الله 24 أغسطس 2017 / أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أن لقاء الرئيس محمود عباس مع الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم (الخميس)، كان بناء ومعمقا وإيجابيا، في حين تظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية رفضا لزيارة الوفد.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن اللقاء الذي جرى في مقر الرئاسة بمدينة رام الله تناول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل جدي.
وأضاف إنه تم الاتفاق على استمرار الحوار الهادف إلى التوصل إلى صفقة سلام شاملة وتاريخية.
وأوضح أبو ردينة، أن الرئيس عباس أعاد تأكيد المواقف الفلسطينية، وخاصة مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967، ووقف النشاطات الاستيطانية كافة.
وشدد عباس، بحسب أبو ردينة، على قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والتفاهمات الموقعة، وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
وكان عباس رحب في كلمة له عند بدء اللقاء بالوفد الأمريكي وقال إنه "يعمل من أجل السلام، ونحن نعمل معه من أجل الوصول قريبا لما سماه الرئيس ترامب صفقة سلام".
وأضاف الرئيس الفلسطيني "نعرف أن الأمور صعبة ومعقدة، ولكن لا يوجد مستحيل أمام الجهود الطيبة".
وأردف عباس "نقدر عاليا جهود الرئيس ترامب الذي أعلن منذ البداية أنه سيعمل على عقد صفقة سلام تاريخية، وكرر هذا الكلام أكثر من مرة خلال لقاءاتنا التي حصلت سواء في واشنطن أو الرياض أو بيت لحم ".
من جانبه، قال كوشنير إن الرئيس ترامب "يرسل للرئيس عباس أطيب تحياته وأفضل آماله، وقد ارسلنا اليوم من واشنطن لنتحدث عن موضوع مهم جدا له وهو العلاقات السلمية بين دول المنطقة بأسره".
وأضاف إن الرئيس ترامب "متفائل جدا، ويأمل بمستقبل أفضل للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، ونأمل أن يستطيعوا العمل معا والعيش معا لسنوات عديدة وأن يحظوا بحياة أفضل بكثير".
وأردف كوشنير مخاطبا عباس، أن الرئيس ترامب "يشعر بالأمل والامتنان لجميع الجهود التي قدمتموها حتى الآن، وهو ممتن أيضا لهذه النقاشات والعلاقات".
وتزامن لقاء عباس مع الوفد الأمريكي مع مظاهر جرت في مدينة رام الله حيث احتشد عشرات الفلسطينيين عند دوار (المنارة) وسط المدينة للتنديد بزيارة الوفد.
ورفع المتظاهرون خلال المظاهرة التي التي دعت لها الفصائل الوطنية والإسلامية الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت باللغتين العربية والإنجليزية رفضا "للإنحياز" الأمريكي لإسرائيل.
وقال عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رام الله لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المتظاهرين أكدوا على ضرورة عدم العودة للمفاوضات تحت الرعاية الأمريكية التي جرت منذ أكثر من 20 عاما بينما إزداد خلالها سلب إسرائيل للأرض وتهويد القدس وتوسيع الهجمة الاستيطانية .
وأضاف بكر، أن الشعب الفلسطيني ينظر باهتمام كبير لمسعي دولي تقوده الصين وروسيا من أجل ترسيم حدود فلسطين التي اعترف اكثر من 138 دولة ودعوة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أجل تحمل مسئوليتها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي في كلمة له خلال المظاهرة، إن الدعم الأمريكي للحكومة الإسرائيلية جعل التوسع الاستيطاني يزداد بنسبة 70 في المائة في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف البرغوثي، نرفض أن يذهب الوفد الأمريكي مرات عدة بنفس المطالب الاسرائيلية دوما، ونرفض أن هذه الإدارة هي الأولى منذ عقود التي لم تذكر فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة، حتى كلمة حل الدولتين يترددوا في استعمالها.
وكان الوفد الامريكي اجتمع في وقت سابق اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث بحث الجانبان خلال اللقاء الذي وصفه مكتب نتنياهو بأنه "مجدي وذا أهمية" سبل دفع عملية السلام والأمن في المنطقة قدما.
وقال نتنياهو مخاطبا كوشنير، بحسب ما ذكر المتحدث باسمه أوفير جندلمان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، " تم البحث في أشياء كثيرة كيف يمكن دفع السلام والاستقرار والأمن والازدهار في منطقتنا وأعتقد أن جميع هذه الأهداف هي في متناول اليد".
وأعرب نتنياهو عن تطلعه، إلى مواصلة المحادثات مع الجانب الأمريكي خلال الأسابيع القادمة.
وكان الوفد الأمريكي الذي يضم كوشنير، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات اجتمع قبل وصوله إلى إسرائيل مع كل من العاهل الأردني وولي العهد السعودي إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كل من عمان والرياض والقاهرة.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.