قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، تشانغ قاو لي، هنا يوم الخميس، إنه يعتقد أن التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية سوف يدخل عهدا جديدا أكثر قوة واستدامة وإثمارا.
وصرح تشانغ، وهو أيضا عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بذلك أثناء لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال زيارته إلى السعودية.
وخلال اللقاء، أشار تشانغ إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ والملك السعودي قد زار كل منهما بلد الآخر خلال السنتين الماضيتين، الأمر الذي بشر بعهد جديد من التنمية السريعة والشاملة للعلاقات الصينية - السعودية.
وفي يناير عام 2016، قام الرئيس شي بزيارة دولة إلى المملكة السعودية العربية، حيث اتفق البلدان خلالها على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة. وزار العاهل السعودي سلمان الصين في مارس الماضي.
وقال تشانغ إن الصين لطالما نظرت إلى علاقاتها مع السعودية من منظور إستراتيجي وطويل الأجل، وثابرت على تعزيز تعاون ودي طويل الأجل مع هذه الدولة العربية، والذي لن يتم التشويش عليه جراء أي حدث فردي في أي وقت كان.
وأضاف أن "زيارتي هذه المرة جاءت لتنفيذ الإجماع الهام الذي تم التوصل إليه بين الرئيس شي والملك من أجل مواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية".
وفي معرض إشارته إلى أن مبادرة الحزام والطريق تشهد تقديرا عالميا متزايدا، لفت تشانغ إلى أن بكين تقدر عاليا دور الرياض الإيجابي في المبادرة، وترحب بها لتصبح شريكا في المبادرة.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لأول مرة في عام 2013، إلى بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21 عن طريق بذل جهود منسقة من قبل جميع الدول المعنية، بحيث تعود بالفائدة على كافة المشاركين من خلال تعزيز التجارة الحرة والتكامل المالي وربط البنى التحتية والتبادلات الشعبية الوثيقة.
وقال تشانغ "إننا ندعم أيضا المملكة العربية السعودية في مسعاها نحو تحويل رؤية 2030 إلى واقع، ونود أن نكون شريكا لها في الوقت الذي تقوم فيه بتنويع اقتصادها"، مضيفا أن الجانبين يعقدان مفاوضات لوضع خطة لدمج مبادرة الحزام والطريق ورؤية 2030معا.
من جانبه، استذكر العاهل السعودي زيارته إلى الصين التي قام بها في وقت سابق من العام الحالي، مشيرا إلى أنه تأثر بشدة بالاستقبال الحار الذي قابله به الرئيس شي.
وقال الملك إن السعودية تقيم عاليا صداقتها مع الصين، وعلى استعداد لتعميق التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والأمن، فضلا عن مجالات أخرى.
وأضاف أن بلاده تتطلع إلي مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الصين إلى مستويات جديدة وذلك من خلال تبادل الزيارات النوعية وعمل اللجنة التوجيهية السعودية - الصينية رفيعة المستوى ، وهي آلية اتفق البلدان على تأسيسها خلال زيارة الرئيس شي إلى السعودية العام الماضي.
يذكر أنه في أغسطس العام الماضي، ترأس تشانغ ونائب ولي العهد السعودي آنذاك الأمير محمد بن سلمان الاجتماع الأول للجنة في بكين.
كانت السعودية هي المحطة الثانية في جولة تشانغ، التي تشمل أربع دول، حيث سبق أن زار الكويت، وسوف يتوجه أيضا إلى كل من السودان وناميبيا في الأيام القادمة.