بكين 31 مارس 2017 / قرر الجانبان السعودي والصيني إعادة بناء الجناح السعودي في معرض شانغهاي العالمي 2010 "سفينة النور" في مدينة تشانغتشو في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين بعد إغلاق الجناح القديم بشكل رسمي.
وأفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمكتب الشؤون الخارجية التابع لحكومة تشانغتشو إن مسؤولا من وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودي التقى بنائب عمدة تشانغتشو فونغ قوه تشيانغ قبل أن يوقع الجانبان على مذكرة تفاهم بشأن إعادة بناء الجناح السعودي في معرض شانغهاي العالمي في تشانغتشو.
وستبني مجموعة "يوشينغ" مبنى للمعارض يجسد علاقات الصداقة الصينية السعودية والمناظر الطبيعية والثقافة التاريخية بالقرب من "ميناء جيانغنان العالمي".
ويعتقد مسؤول حكومة تشانغتشو ان هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21) من أجل دفع قطاع السياحة الثقافية.
وبحسب مذكرة التفاهم فان إعادة البناء هذا سيحترم مفهوم التصميم والبناء الأصلي الذي يحمل الشكل والطابع الثقافي للمملكة العربية السعودية وتحسين التصميم الوظيفي بما يحقق الهدف من تجربة الزوار.
وبالعودة إلى معرض شانغهاي العالمي 2010, كان الجناح السعودي أحد أكثر الأجنحة شعبية وأحد أفضل المقاصد لزوار المعرض ، وبحسب ما ذكرته الإحصاءات الرسمية وقت ذاك ، كان معدل وقت انتظار الزوار لدخول الجناح السعودي يتجاوز خمس ساعات ، وقد سجل رقما قياسيا في هذا الصدد.
وعلى الرغم من الشك الذي يرتاب مسئولي الجناح السعودي حيال الساعات الطويلة لانتظار الزوار خارج جناح بلادهم كل يوم ، يبرز الجناح من حيث أعداد الزوار الكبيرة بلا شك من بين إجمالي أكثر من 200 جناح للدول والمنظمات الدولية والمحلية المختلفة التي انتشرت في حديقة المعرض العالمي الذي تبلغ مساحته 5.28 كيلومتر مربع.
وفي كل صباح ، كانت أصوات تدفق الزوار إلى الجناح السعودي تكسر هدوء الفجر في الحديقة، ويتسابقون إلى الممر أمام مدخل الجناح . ولقد ظهرت في بعض المواقع الالكترونية الصينية على الانترنت مناقشات ساخنة خاصة لكيفية الدخول إلى الجناح بأسرع وقت ممكن ، حيث عرض فيها أساليب متنوعة لتحقيق زيارة الجناح .
ومهما كان الجو مشمسا أو مطيرا ، كان طابور الزوار الطويل المنتظرين يظل أمام الجناح السعودي الذي امتد من بوابة الجناح إلى الأجنحة المجاورة أحيانا شاهدا على اهتمام وترقب الزوار ، إذ ان المسافة الممتدة زهاء 300 متر فقط بين حاجز الدرابزين الخارجي إلى بوابة الجناح دائما ما تتطلب من الزوار الانتظار لأكثر من خمس ساعات .
وكان عبد الحميد حسن مدير الجناح السعودي في حديقة معرض شانغهاي العالمي قد ذكر في مقابلة صحفية أجراها معه مراسل وكالة أنباء شينخوا في شانغهاي "إن تصميم الجناح السعودي فريد، إذ أن السعودية تعتبر نقطة هامة في طريق الحرير البحري القديم وان تصميم الجناح السعودي على شكل سفينة وهلال يعبر ويعكس الصداقة التقليدية والتبادلات الودية بين السعودية والصين."
وبالنسبة إلى حماسة الزوار أمام بوابة الجناح السعودي ، كان المدير قد أكد على أن الإقبال الكبير على زيارة الجناح السعودي يتماشى مع التوقعات السابقة، مشيرا إلى أن الجناح السعودي لا يهتم بأعداد الزوار والسياح فحسب ، بل بالمشاعر الممتازة التي تبقى في عقولهم بعد زيارتهم للجناح، مضيفا أن في داخل الجناح شاشة ثلاثية الأبعاد مساحتها 1600 متر مربع مستديرة الشكل تعكس الملامح السعودية التاريخية والحضارية ومنجزات تطورها، ويمكن للزوار أن يلمسوا تنامي الصداقة بين السعودية والصين .
وإذا أطلق على معرض شانغهاى العالمي مأدبة فاخرة للبصر، فقد كان الجناح السعودي بلاشك مطبخا لا غنى عنه في هذه المأدبة . واعتبرت زيارة معرض شانغهاى العالمي بدون زيارة الجناح السعودي خسارة كبيرة لكثير من الزوار الصينيين الذين أمضوا كثيرا من أوقاتهم وأموالهم في حديقة المعرض بشانغهاى ، أكبر ميناء ومدينة في الصين.
ووفقا لاستطلاع آراء, شكلت انطباعات زوار المعرض عن زيارة جناح الصين بالمعرض المرتبة الأولى, وانطباعاتهم عن زيارة جناحي السعودية وألمانيا المركزين الثاني والثالث.
وأظهرت إحصاءات رسمية ان عدد زوار الجناح السعودي بلغ نحو 25 ألفا يوميا.