تقرير إخباري: قوات سوريا الديمقراطية تقترب من مركز مدينة الرقة شمال سوريا

دمشق 23 أغسطس 2017 / اقتربت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأربعاء من مركز مدينة الرقة بشمال سوريا، والتي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد معارك مستمرة معه، مضيفا أن أكثر من 773 مدنيا لقوا مصرعهم في المدينة منذ يونيو الماضي، بحسب مرصد حقوقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن "قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يضم مقاتلين عربا وأكرادا باتت تحاصر مدينة الرقة من الجنوب والشرق والشمال".

وأشار المرصد السوري إلى أن هذا التقدم لقوات سوريا الديمقراطية وتراجع التنظيم في المدينة، جاء بغطاء وإسناد من طائرات التحالف الدولي والقصف المتواصل من قبل قوات عملية غضب الفرات على مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المدينة، والتي لا يزال يتواجد فيها عشرات آلاف المدنيين، ممن بقوا رازحين بين سندان التنظيم ومطرقة التحالف الدولي، التي قتلت مئات المدنيين وأصابت مئات آخرين.

وقال ناشطون آخرون إن مقاتلي داعش عززوا إجراءاتهم الأمنية داخل الرقة، وأقاموا نقاط تفتيش على الخطوط الخلفية للمناطق التي تشهد معارك مع قوات سوريا الديمقراطية.

كما يقوم مسلحون بالدوريات في هذه الأحياء لمنع المدنيين من الفرار إلى المناطق التي سقطت بيد قوات سوريا الديمقراطية.

وفي الوقت نفسه، قال نشطاء أكراد إن قوات سوريا الديمقراطية استولت على حي الرشيد في الرقة بعد معارك مع تنظيم داعش.

وقال ناشطون يوم الأربعاء إن "40 مدنيا لقوا مصرعهم في غارة جوية بقيادة الولايات المتحدة على مبنى سكنى في الرقة".

وكانت وسائل الإعلام السورية قد أبلغت عن وقوع إصابات بين المدنيين في الرقة يوميا، وحثت الأمم المتحدة على وقف "جرائم" التحالف الأمريكي.

وأكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين أرسلتهما إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أن تمادي الطيران الحربي الأمريكي وطيران التحالف الدولي المزعوم باستهداف المدنيين السوريين واستمراره بتدمير البنى التحتية يشكل انتهاكا صارخا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ويؤكد على تكريس الإدارات الأمريكية المتعاقبة لشريعة قانون الغاب، وفقا لوكالة ((سانا)).

وجددت الحكومة السورية إدانتها لهذه الجرائم التي يرتكبها "التحالف الدولي" والتي تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتكرر دعوتها للدول التي ترتكب هذه الجرائم باسمها إلى الانسحاب من هذا التحالف والنأي بنفسها عن جرائمه ولا سيما بعدما تبين دوره الهدام الذي يتناقض مع أهدافه المزعومة.

وكان مسؤولان أمميان أعربا يوم الثلاثاء، عن قلقهما إزاء هجمات موجهة ضد مدنيين ودمرت البنى التحتية في مدينة الرقة، التي تستهدفها طائرات التحالف الدولي في حربها ضد تنظيم داعش.

وقال المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري والقائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في المنطقة راميش راجاسنغام، في بيان نشر على موقع أنباء الأمم المتحدة، إن "الأمم المتحدة تدين الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية".

وتابع البيان أن "المجتمع الإنساني يذكر جميع الأطراف بضرورة الالتزام بواجباتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان لحماية المدنيين وعدم توفير أي جهد لمنع سقوط إصابات مدنية".

وسبق للأمم المتحدة أن تحدثت في حزيران الماضي، عن أن غارات التحالف الدولي في الرقة أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة من أرواح المدنيين وأجبرت 106 آلاف شخص على مغادرة منازلهم قسرا.

ويشن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2014، ضد تنظيم داعش، غارات بشكل شبه يومي على مواقع التنظيم لاسيما الرقة ودير الزور، ما يؤدى إلى سقوط قتلى بين المدنيين جراء تلك الغارات.

وترفض الحكومة السورية عمليات التحالف ضد داعش بسوريا، وتصف تدخله بأنه "غير شرعي"، كما توجه اتهامات متكررة له بارتكابه مجازر بحق المدنيين خلال عملياته ومحاربة من يكافح الارهاب وتدمير البنى التحتية.