بيروت 23 أغسطس 2017 / تواصلت الاشتباكات بين القوة الفلسطينية المشتركة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من جهة وإسلاميين متشددين من جهة أخرى اليوم (الأربعاء) في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الاشتباكات بين القوة الفلسطينية المشتركة وحركة (فتح) من جهة والمتشددين الإسلاميين من جماعتي بلال بدر وبلال العرقوب من جهة أخرى، تصاعدت اليوم بعد توتر ليلي.
وتدور الاشتباكات في الشارع الفوقاني على محور حي الصحون/حي الطيري، معقل جماعتي بدر والعرقوب، ومفرق سوق الخضار.
ويعد العرقوب، بحسب مصادر أمنية فلسطينية، أحد قياديي مجموعة الناشط المتشدد بلال بدر الذي يتخذ من حي الطيري في المخيم معقلا له منذ سنوات، وهو متهم بإطلاق النار على حواجز للجيش اللبناني وبتنفيذ عمليات تفجير واغتيال استهدفت قيادات من حركة فتح.
وتُستخدم في الاشتباكات القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة.
وأسفرت الاشتباكات المتواصلة بعنف عن سقوط جريحين من حركة (فتح)، بالإضافة إلى إصابة عنصرين من أمن الدولة اللبناني برصاص طائش سقط في مقر الحكومة في صيدا، ما أدى إلى إقفاله ومغادرة موظفيه، حسب الوكالة.
كما أسفرت عن احتراق عدد من المنازل في حي الطيري، الذي نزح سكانه مع سكان أحياء الصحون والرأس الأحمر وسوق الخضر، باتجاه الأحياء الأكثر أمنا وباتجاه قاعات المساجد في صيدا.
واندلعت هذه الاشتباكات الخميس الماضي إثر إقدام جماعة الفلسطيني المطلوب بلال عرقوب، بإطلاق النار على مقر للقوة المشتركة في مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى إصابة أحد عناصرها بجروح.
ولم تفلح محاولات ومبادرات في وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.
لكن الوكالة تحدثت اليوم عن التوصل لمسودة مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار خلال لقاء عقد بين قيادتي حركتي (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الثلاثاء.
وتابعت أنه سيتم إبلاغ الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية في صيدا بمضمون المبادرة لاعتمادها خلال اجتماع اليوم في مقر القوة الفلسطينية المشتركة.
وتنص المبادرة على انتشار القوة الفلسطينية المشتركة في حي الطيري بالكامل، على أن تبقى قوات الأمن الوطني من حركة (فتح) لمساندتها بناء على طلبها، فيما يبقى بلال بدر وبلال العرقوب مطلوبين للقوة المشتركة، حسب الوكالة.
ومنذ الخميس قتل أربعة فلسطينيين وجرح أكثر من 30 آخرين، بالإضافة إلى وقوع خسائر جسيمة في المنازل والمحال التجارية بسبب الاشتباكات.
وكثيرا ما يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين توترات أمنية، ما دفع القوى الفلسطينية في الرابع من مارس الماضي إلى الاتفاق على تشكيل قوة أمنية مشتركة من 100 ضابط وعنصر لضبط الأمن في أكبر مخيم فلسطيني في لبنان، والذي يعيش به حوالي 80 ألف نسمة.
ويقيم في لبنان نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني في 12 مخيما وتجمعا، وتتولى الفصائل الفلسطينية أمن هذه المخيمات، فيما تنتشر وحدات من الجيش اللبناني حولها وعلى مداخلها.