مقابلة: وزير الدفاع الأمريكي السابق يقول إنه من الضروري عقد حوار رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية

واشنطن 10 أغسطس 2017 / قال وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام بيري إنه من الضروري عقد حوار رفيع المستوى في أقرب وقت ممكن بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية، وسط تصاعد حدة التوتر حول القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف بيري في مقابلة في وقت مبكر من هذا الأسبوع أنه من الضروري للبلدين "عقد سلسلة من المفاوضات من اجل تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية وان تصبح شبه جزيرة خالية من السلاح النووي في اسرع وقت ممكن."

وأدلى بيري بهذه التصريحات بعد ان صدق مجلس الأمن الدولي بالاجماع يوم السبت على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على كوريا الديمقراطية بسبب برامجها الصاروخية والنووية.

وقال بيري، الذي كان يشغل منصب رئيس البنتاجون في الفترة ما بين عام 1994-1997 تحت رئاسة بل كلينتون "العقوبات من الممكن ان تكون فعالة من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية ليست كذلك عادة."

ويسعى مجلس الأمن ايضا لاستئناف المحادثات السداسية بهدف نزع السلاح النووي بشكل يمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية .

وذكر بيري (89 عاما)) الذي زار كوريا الديمقراطية كمبعوث خاص لكلينتون في عام 1999 "المحادثات السداسية تتميز بأنها تضم جميع الدول المعنية بهذه القضية."

وأضاف المسؤول " أننا نريد شراكة لوضع دبلوماسية فعالة، فعالة حقا."

وأشار بيري أيضا إلى انه هناك حاجة "لاستراتيجية صحيحة للمفاوضات" في المحادثات السداسية، التي تضم الصين وكوريا الديمقراطية واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وأعرب بيري في المقابلة عن معارضته للضغوط التي تفرضها واشنطن على الصين لكبح برامج بيونغيانغ الصاروخية والنووية.

وقال بيري لا يكفي بالنسبة للرئيس دونالد ترامب ان يقول "للصين هذه مشكلتك وعليك حلها."

وفي محاولة لاستئناف محادثات السلام، اقترحت بكين "تعليق مزدوج" حيث يتعين على كوريا الديمقراطية تعليق انشطتها الصاروخية والنووية، بينما تقوم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بتعليق تدريبات عسكرية واسعة النطاق.

وحث بيري كوريا الديمقراطية خلال المقابلة على تجميد اختباراتها النووية واطلاق الصواريخ طويلة المدى. " هذا سيؤدى على الاقل لعدم تزايد الخطر النووي."

وأشار بيري إلى انه يتعين على الاطراف المعنية فهم مخاوف كوريا الديمقراطية.

وذكر المسؤول انه ما دامت كوريا الديمقراطية تشعر بتهديد من الولايات المتحدة فانها ستشعر انها مجبرة على استخدام الاسلحة النووية. " الهدف هو أعطاء كل جانب ضمان معقول بعدم المساس بأمنه."

وأضاف المسؤول " لن يكون هناك سبب لدى الولايات المتحدة يجعلها تحتفظ بقواتها" في كوريا الجنوبية، إذا اصبحت كوريا الديمقراطية لا تمثل تهديدا لكوريا الجنوبية."

وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق إن قرار كوريا الجنوبية بشأن نشر نظام الدفاع الصاروخي المتقدم((ثاد)) لن يحل المشكلة.

ويرى الوزير السابق "ان هذا يعطي الشعب الكوري الجنوبي الشعور بالارتياح حيث انه يمكن الدفاع عنهم."

وأعربت الصين وروسيا عن معارضتهما القوية لنشر نظام ثاد، واشار الجانبان الى انه يتجاوز الاحتياجات الأمنية في كوريا الجنوبية ويضر بالتوازن الاستراتيجي الاقليمي ويهدد المصالح الأمنية للدول الأخرى في المنطقة.

وأشار بيري إلى إدارة ترامب قائلا إن البيت الأبيض استمر في إرسال "إشارات مختلطة."

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في وقت سابق من هذا الشهر إن واشنطن مستعدة لعقد محادثات مع بيونغيانغ شريطة تعليق اختباراتها الصاروخية. وتعهد ترامب يوم الثلاثاء بمواجهة التهديدات التي تفرضها بيونغيانغ "بكل قوة."

وأضاف تيلرسون بعد ساعات من تصريحات ترامب الصارمة إن هذه التطورات لا تشير إلى تحرك الولايات المتحدة نحو الخيار عسكري.

وقال بيري "اعتقد اننا ليس لدينا استراتيجية فعالة."

وانتقد بيري أيضا إدارتي الرئيسين السابقين جورج بوش وبراك اوباما لتبنيهما "سياسة الصبر الاستراتيجي."

وقال المسؤول "كان من المتوقع ان يحدث شيئا بدون ايجاد طريقة لتحقيق ذلك... الأمل ليس استراتيجية."

وحث بيري، كمؤيد دائم لعالم خال من الاسلحة النووية، جميع الاطراف المعنية في قضية شبه الجزيرة الكورية على "ايجاد طريقة للتعامل مع المشاكل بدون اللجوء لعمل عسكري."

ويرى بيري انه "حتى النزاعات العسكرية الصغيرة خطر، لانه من الممكن ان تتصاعد بسهولة وتتحول الى حرب كورية أخرى."