اقتصادي أمريكي: أداء الاقتصاد الصيني ظل رائعا منذ الأزمة المالية

نيويورك 10 أغسطس 2017 / قال خبير اقتصادي أمريكي في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا إن الأداء الاقتصادي الصيني ظل رائعا منذ الأزمة المالية العالمية.

وأشار باول شيرد، نائب الرئيس التنفيذي وكبير الاقتصاديين لمركز المعلومات الاقتصادية الأمريكي( S&P Global) إلى أنه "منذ الربع الرابع لعام 2008، ظل معدل النمو الفصلي لإجمالي الناتج المحلي الحقيقي في الصين عند 8.2% على أساس سنوي، بينما الأرقام المماثلة للاقتصاد الأمريكي ولمنطقة اليورو كانت على التوالي 1.4% و0.4%.

إن النمو العالي في الصين في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008 قد عكس إمكانياتها التنموية العالية وقد ساهم زخم ذلك النمو في مساعدتها على الدخول الواسع لمنظومة الاقتصاد والتجارة العالمية عام 2001، وهذا عكس أيضا الاستجابة السياسية الفعالة جدا لمواجهة الأزمة، حسب رأي هذا الخبير الاقتصادي.

وأضاف شيرد "لقد قامت الصين على الفور بتعبئة سياسات مالية ونقدية بمدى واسع، عندما ضربت الأزمة العالم المتقدم والأسواق الرئيسية لصادرات الصين. ونجحت الصين في قيادة اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على الطلب الخارجي ليكون أكثر اعتمادا على الطلب المحلي، وخاصة الاستثمار بالبنية التحتية."

وأشار إلى أن الاستثمارات الهائلة بالبنية التحتية في الصين قد خدمت عدة أغراض في آن واحد، وهي حماية الاقتصاد الصيني من الآثار السلبية للأزمة، والمساعدة على تصحيح عدم التوازن في الاقتصاد الكلي غير المستدام، وتسريع تراكم مساهمة الحضرنة والبنية التحتية بمجالات النقل في استمرار التنمية الاقتصادية بالصين.

ورغم ذلك، قادت الاستثمارات المدفوعة باعتمادات ديون لقطاعات النقل والإسكان في الصين لما بعد الأزمة، إلى تراكم الديون والقروض في الاقتصاد. وفي هذا الإطار، تعتبر الإصلاحات الاقتصادية الصينية مهمة.

وقال شيرد "من المهم أن الإصلاحات المؤسسية والمتجهة للسوق يتواصل تنفيذها بما يخلق محفزات صحيحة لتخصيص رأس المال بصورة فعالة، وللإدارة الحسنة للمؤسسات الاقتصادية ولإعادة الموازنة الضرورية للاقتصاد بعيدا عن الاعتماد المفرط على الاستثمار وليكون حفز الاستهلاك المحلي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ورفع مستويات المعيشة."

لقد نما اقتصاد الصين بمعدل 6.9% في النصف الأول من عام 2017، حيث اتخذت قطاعات مثل الاستهلاك والخدمات والاقتصاد المدفوع بالتنمية الابتكارية، الدور الرئيسي في الاقتصاد، وفقا لمعطيات المكتب الوطني الصيني للإحصاءات.

ومضى الاقتصاد الصيني بخطوات سريعة للأمام منذ الأزمة المالية وظل المساهم الأكبر للنمو الاقتصادي العالمي.

وقال شيرد "لقد سار الاقتصاد العالمي منذ ذلك الحين عند معدل واطئ بين معدل 3% و 3.5% ونتوقع أن يستمر على منوال 3.5% على مدى المستقبل المنظور."

وتوقع هذا الخبير الاقتصادي أن يواصل الاقتصاد الأمريكي نموه لمعدل أكثر بقليل من 2% ، والصين لأكثر بقليل من 6% ومنطقة اليورو وبريطانيا بحوالي 1.5%، واليابان عند حوالي 1%.