قد فقدت الطالبة الصينية تشانغ يينغ يينغ لمدة أكثر من شهر في الولايات المتحدة بينما ترى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أنها قد قتلت. وفي اليوم 9 من شهر يونيو الماضي، صعدت يينغ يينغ سيارة شخصية قادها طالب دكتوراه يدرس في نفس الجامعة معها على طريقها إلى مركز الاستئجار المحلي لتوقيع عقد استئجار الشقة. هذا وفي الأول من شهر يوليو الجاري، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية أنها قد اعتقلت رجلا متهما باختطاف يينغ يينغ. لكن الأخير رفض الكشف عن أي معلومة حول يينغ يينغ. وهذا الأمر يثير اهاتماما بالغا من قبل كلي الصين والولايات المتحدة. وفي نفس الوقت الذي أعرب الناس فيه عن أسفهم الشديد بمعاناة هذه الطالبة الصينية الممتازة، أبدوا القلق الشديد على أمن ملايين الطلبة الصينيين الدارسين في الدول الأجنبية.
هذا ومع زيادة عدد الطلبة الصينيين الذين يدرسون في خارج البلاد، تم تسجيل مزيد من حوادث الهجوم ضدهم. كانت قد أفادت وسائل الإعلام أن الطالب الصيني جي شين ران، الذي كان يدرس في الولايات المتحدة، تعرض للنهب في عام 2014 في طريق العودة إلى المسكن، حيث أصيب رأسه بجروح شديدة، وتوفي بعد الوصول إلى المسكن. وفي عام 2016، تعرضت طالبة صينية في ألمانيا للاعتداء الجنسي والقتل الوحشي من قبل عاشقين محليين عند سيرها. وفي نفس العام، نُهبت طالبة صينية كانت تدرس في روما، وقتلت في عملية محاولة استعادة ممتلكاتها. هذا وأظهرت المعطيات الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية أن قضايا الحماية القنصلية المتعلقة بالطلبة الصينيين الدارسين في الدول الأخرى زادت من 932 شخصا إلى 6185 شخصا في الفترة ما بين عامي 2014 و2015. على أساس ذلك، يجب على الجامعات الأجنبية والجهات المعنية إيلاء المزيد من الاهتمامات بتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية أمن الطلبة الصينيين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يجب على الطلبة الصينيين توخي اليقظة والحذر تجنبا للمخاطر غير الضرورية.
فعلى سبيل المثال، تعتبر المنطقة التي كانت تشانغ يينغ يينغ ذاهبة إليها لتوقيع عقد الاستئجار غير أمنية وخطيرة نسبيا على رغم من الأجرة الرخيصة هناك. هذا الأمر يحذر الطلبة الدارسين في الدول الأجنبية أنه من الأفضل أن يسكنوا داخل الجامعات أو في المناطق الآمنة، وألا يذهبوا إلى المناطق غير الآمنة أو أماكن التسلية غير المعروفة، وألا يخرجوا في الليل وحدهم. هذا ويعد ركوب سيارة لشخص غريب نقطة انعطاف مهمة في حادث اختطاف تشانغ يينغ يينغ. ذلك يدق جرس الإنذار لجميع الطلبة الدارسين في خارج البلاد، أي يجب رفع اليقطة والمحافظة على المسافة الآمنة مع الغرباء. بالإضافة إلى ذلك، بعد الانتقال إلى مسكن جديد، لا بد للطلبة أن يحفظوا رقم إبلاغ البوليس ويبلغوا البوليس فور مواجهة الأحوال الخطرة.
هذا وفي السنوات الأخيرة، يتصاعد عدد الطلبة الصينيين الدارسين في الدول الأجبينة بشكل متواصل، حيث أظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم الصينية أن عددهم قد بلغ خمسمائة وأربعة وأربعين ألفا وخمسمائة شخص في عام 2016، بزيادة 36.26 نقطة مئوية على أساس عام 2012. وفي الوقت نفسه، وجدنا أن حوادث الفقدان والقتل للطلبة الصينيين تزداد. أحد الأسباب وراء ذلك يتمثل في نقصان وعيهم بالدفاع الذاتي، حتى يعتبرون ساذجي العقلية للغاية وتنقصهم المعرفة للتعامل مع الأحوال الخطيرة.
بعد حادث تشانغ يينغ يينغ، طرح الخبراء ثلاثة مقترحات على الطلبة الدارسين في الدول الأجنبية. أولا، يجب ألا إبراز الغناء والثروة متباهيا أمام الآخرين. ثانيا، ينبغي مصاحبة ومرافقة الطالبات عند الخروج بعضهن البعض. ثالثا، يجب التعرف على المعلومات المتعلقة بحماية أنفسهم. هذا وعلى كل حال، مقارنة مع الدراسة والمنجزات والنجاح، تعتبر الحياة أنفس شيء.