بكين 28 يوليو 2017 / في خطابه خلال حلقة نقاش رفيعة المستوى، أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة قوية بأن البلاد ستتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وستعمل على تعزيزها.
ضمت حلقة النقاش مسوؤلين على المستوى الوزاري ومستوى المقاطعات وكانت اجتماعا هاما في إطار التحضير للمؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده في وقت لاحق من العام الجاري.
وسيقوم المؤتمر بانتخاب قيادة الحزب لفترة مقبلة مدتها 5 سنوات. ومن ثم، فإن خطاب شي يحضر للاساس السياسي والايدولوجي والنظري للمؤتمر.
وقال شي إن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية كانت مصدر كافة نظريات وممارسات الحزب منذ بداية عملية الاصلاح والانفتاح في عام 1978.
إن لدى الصين كافة الأسباب التي تجعلها واثقة من نفسها بالاستناد إلى الانجازات التي تحققت عبر العقود الأربعة الماضية. وقد شهد العام الماضي مساهمة الصين بنحو 15 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي. كما وصل نصيب اجمالي الناتج المحلي للفرد في الصين إلى 53980 يوان (8011 دولارا أمريكيا).
لقد كانت التطورات التي تحققت عبر السنوات الخمس الماضية استثنائية على نحو خاص، فيما يخص تنفيذ المفهوم الجديد للتنمية وتعميق الاصلاح وتعزيز حكم القانون وتحسين البيئة وبناء جيش قوي.
وتعني هذه الانجازات الكبيرة أنه بعد المرور بقرن من الاضطرابات والصعاب، استطاعت الصين تحقيق قفزة تاريخية من حالة الانتصاب على أقدامها إلى حالة التحسن في الاقتصاد إلى أن تصبح أقوى.
وبسبب الاختلاف عن الأنظمة السياسية الغربية، فإن طريق الصين الاشتراكية أثار سوء الفهم والشكوك عبر العقود الماضية، وتنبأ عدد ممن يطلق عليهم "مراقبو الصين" بمستقبل متشائم للصين ولم تتوقف قط نظرية "انهيار الصين".
لكن الحقيقة هي أن معدل التنمية في الصين تجاوز مثيله في الكثير من الاقتصادات الكبرى في العالم. والحزب الشيوعي الصيني الذي يقود البلاد يزداد قوة، ودائرة أصدقاء الصين في المجتمع الدولي تزداد اتساعا.
وفي الصين، تنبنى الشرعية السياسية على الكفاءة والخبرة. وأثبتت التجربة أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الطريقة المثلى لضمان المصالح الأساسية للغالبية العظمى من الشعب الصيني.
والان تقف الصين عند نقطة بداية تاريخية جديدة، وتدخل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية مرحلة جديدة من التنمية.
غير أن هذا لا يعني أن الحزب الشيوعي الصيني سينام على مجدٍ سابق. فالبلاد لا تزال تواجه الكثير من التحديات الصعبة تتراوح من الفساد إلى الفقر إلى التلوث.
وخلال خطابه، حث شي المسؤولين على تعزيز الوعي بالأزمات والاستعداد للمخاطر والتحديات.
كما حذر شي من الرضا عن النفس والتفاؤل الأعمى.
إن الحزب الشيوعي الصيني يفهم بوضوح أن رغبة الشعب في حياة أفضل أصبحت أقوى من أي وقت مضى. فالشعب يريد تعليم أفضل ودخول أعلى ووظائف مستقرة ونظام ضمان اجتماعي يُعتمد عليه وخدمات طبية أرقى وظروف معيشية أكثر راحة وبيئة أكثر جمالا وحياة ثقافية أكثر ثراءً.
وبناءً على رغبة الشعب، سيمضي الحزب الشيوعي الصيني في تنفيذ استراتيجيات وإجراءات جديدة لامتلاك زمام المبادرة في حقبة سريعة التغير.
وفي الوقت الراهن، فإن المهمة الأكبر بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني هي قيادة البلاد نحو تحقيق هدف بناء مجتمع مزدهر باعتدال بحلول عام 2020.
وعقب تحقيق هذا الهدف، ستسعى الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة بحلول 2049، وهو الوقت الذى يوافق العيد المئوي لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
إن هذا هو الوعد العظيم من جانب الحزب الشيوعي الصيني للشعب. وهذا الوعد يجب الحفاظ عليه كما كانت الحال على مر العقود الماضية.
وستبرهن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ليس فقط على أنها ستستطيع الصمود أمام اختبار التاريخ، ولكن أيضا على انها ستعمل على توسيع الطرق أمام تحقيق العصرنة للدول النامية، ومن ثم تقديم الحكمة الصينية والحلول الصينية في حل المشكلات التى تواجه البشرية. /نهاية الخبر/