بكين 22 يوليو 2017 / اختتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته الرسمية إلى الصين، والتي قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ خلالها مقترحا جديدا يتألف من أربع نقاط بشأن القضية الفلسطينية.
ويرى المحللون أن عباس قام بزيارته إلى الصين، في الفترة من 17 إلى20 يوليو، في وقت تظل فيه المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية متوقفة، بينما تبقى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية - الاسرائيلية تتسم بالمرواغة، فيما تستمر الصين في دفع مبادرة الحزام والطريق قدما في الشرق الأوسط.
وفي الوقت الراهن، تبدو القضية الفلسطينية مهمشة إزاء الصراعات المتكررة التي ظهرت في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، عقب توقف الجولة الأخيرة من المحادثات بين فلسطين وإسرائيل في عام 2014.
وتأمل فلسطين في أن يعاود العالم اهتمامه بقضيتها وأن يقدم المساعدة في حلها.
وخلال محادثاته مع عباس يوم الثلاثاء ، قدم شي مقترحا جديدا من 4 نقاط تضمن محتوى أوسع من ذلك المقترح الذي قدمه شي في مايو 2013 خلال زيارة عباس إلى الصين.
وفي إطار المقترح الجديد، لم يؤكد شي فقط على تأييد الصين لحل الدولتين ودعم فلسطين في بناء دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها - لكنه طرح أيضا مبادرات جديدة.
وتشمل هذه المبادرات إجراءات عملية من جانب الصين في دعم التنمية الاقتصادية في فلسطين، مثل دعم الشركات الصينية في الاستثمار في فلسطين، وبناء مناطق صناعية ومحطات للطاقة الشمسية، بالتعاون مع الجانب الفلسطيني.
في السياق نفسه، وحيث أن الحدود والجمارك ومنشآت البنية الأساسية الفلسطينية، تخضع في الوقت الراهن للسيطرة الاسرائيلية، فإن الصين اقترحت سبلا تضمن تنفيذ هذه الاجراءات ، مثل آلية حوار ثلاثية بين كل من الصين وفلسطين وإسرائيل، لتعزيز المشروعات الكبرى التي تساعد الجانب الفلسطيني.
وبمقتضى هذا المقترح، سوف تستضيف الصين ندوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هذا العام.
ويرى تشن شوانغ تشينغ ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط من المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، أن تعزيز الاتصالات والتواصل بين فلسطين وإسرائيل من خلال القنوات غير الحكومية، ربما يساعد على استئناف الحوار السياسي بين الجانبين.
ويقول وو سي كه مبعوث الصين الخاص السابق للشرق الأوسط إنه خلال زيارة عباس إلى الصين، انعكس الفكر الجديد للصين بشأن قضية الشرق الأوسط وهو تعزيز السلام من خلال التنمية على نحو واضح في تحركات الصين الجديدة بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية.
وأضاف وو أن شي ذكر ذلك الفكر الجديد للمرة الأولى في خطاب له بمقر الجامعة العربية في مصر، في يناير 2016، موضحا أن زيارة عباس التي انتهت توا جعلت هذا الفكر أكثر وضوحا.
وأوضح تشن أنه فيما يخص القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، فإن الصين تحظى بمزايا خاصة، حيث تحافظ الصين على علاقات طيبة مع كل من فلسطين وإسرائيل، وبالتالي هي قادرة على القيام بدور الوسيط بين الجانبين.
وقال وو يي هونغ الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط إنه من المتوقع أن تؤدى الصين دورا أكبر في الشرق الأوسط فى المستقبل، ولاسيما في ظل تقدم مبادرة الحزام والطريق في المنطقة.
وأضاف وو أن دور الصين البناء ضرورى من أجل مساعدة المجتمع الدولي على إيجاد سبيل لتقليل الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط.