القاهرة 13 يوليو 2017 / كشفت السودان اليوم (الخميس)، عن "مؤامرة كبيرة" تستهدف الوقيعة بينها وبين مصر، مؤكدة أنها لن تسمح بالمساس بالأمن القومي المصري، ولن تكون معبرا للسلاح إلى القاهرة.
وقال وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان، إن علاقة بلاده بمصر "مقدسة وستظل أبدية، ولن نسمح بالمساس بالأمن القومي المصري".
وأضاف عثمان، في مؤتمر صحفي بمقر السفارة السودانية بالقاهرة اليوم، " إن مصر هي قائدة العرب، ولو تحطمت الدولة في مصر تحطمت الأمة العربية، ولن يكون العرب في أفضل حال إلا إذا كانت مصر قوية".
وتابع " إن ما يحدث الآن مؤامرة كبيرة.. تستهدف الوقيعة بين البلدين، وتستخدم الجهات التي تقف خلفها الوسائل الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة ووسائل التواصل الاجتماعي في إفساد هذه العلاقة".
وأردف " إن العلاقة بين البلدين يجب دعمها، وتحصين المزاج الشعبي ضد أي محاولات للإساءة للبلدين"، مؤكدا " أن ما يحدث من إساءات يمثل مؤامرة ضد وادي النيل (أي مصر والسودان) ".
وشدد عثمان على أن " السودان يقف ضد أي مساس بالأمن القومي المصري، نحن نعلن ذلك في وسائل الإعلام السودانية"، مضيفا " لدينا الآن فرصة تاريخية أكبر للتقارب، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، فالعلاقات بين أبناء وادي النيل مصيرية منذ الأزل".
وأوضح أن " العلاقات بين مصر والسودان يجب أن تكون علاقة مصالح اقتصادية مشتركة، وارتباط مصلحة حقيقي لتقاسم النعمة في وادي النيل".
وردا على سؤال حول وجود جماعات مسلحة ومعارضة من بينها جماعة (الإخوان المسلمين)، تعمل في السودان ضد مصر، مؤكدا " لن نسمح بأن تكون هناك عناصر من الإخوان المسلمين تتدرب على أراضينا، وتحمل السلاح ضد مصر".
وأردف " أنا حملت رسالة من القيادة السودانية أبلغتها للإخوة المصريين بأنه لا يوجد إخواني واحد يتدرب أو يحمل السلاح انطلاقا من الأراضي السودانية ".
وواصل " إن هذا الملف سيعالج بحكمة وهدوء بين الجانبين، ونحن على استعداد لإتاحة الفرصة للأخوة المصريين من التحقق من صدق حديثنا لإزالة أي هواجس ".
وزاد " إن السودان لن يكون معبرا للسلاح إلى مصر، ولن يؤوي أي جماعة تقوض الأمن في مصر، ولن نسمح بذلك، نحن طلبنا من الأخوة المصريين، زيادة في رفع هذه الهواجس، بأن يتم تشكيل قوات أمن مصرية سودانية مشتركة على الحدود لسد أي ثغرات ينفذ منها أي شيء يهدد أمن البلدين ".
وحول موقف السودان من سد النهضة الأثيوبي، قال عثمان إن سد النهضة جاء في فترة حرجة كانت تعاني فيها مصر من الارتباك، مشيرا إلى أن هناك ثلاث قضايا يجب أن تعالج، الأولى التخوف من تصميم السد، لأن المتضرر الأول هو السودان، فإذا حدث انهيار للسد سيغرق السودان في البداية.
واسترسل " أما الملف الثاني هو كيفية ملء الخزان، فإذا تم ملؤه في عام لن تصل قطرة مياه واحدة إلى مصر والسودان، ولو خلال ثلاث سنوات سيكون هناك ملايين من العطشى، لذلك يجب ألا يقل موعد ملء الخزان عن سبع أو ثمان سنوات".
وأوضح أن الأمر الثالث يتعلق بعملية تدفقات المياه إلى مصر والسودان، موضحا أن سد النهضة تم تشييده على بعد (12 كلم) من السودان وفي جزء صخري، ومستحيل أن تستخدمه إثيوبيا في الزراعة، بل الكهرباء.
وأضاف اننا حريصون على أن تصل حصة السودان ومصر من المياه غير منقوصة طبقا للاتفاقات، فالسودان لا يقوم بالوساطة بل نحن في معركة واحدة جنبا إلى جنب مع مصر، ولا يجوز أن نسمع في أي مكان بأن السودان يتعاون مع أثيوبيا ضد مصر، وكل ما يهمنا العمل على ألا تنقص حصة مصر من مياه نهر النيل قطرة مياه واحدة.
من جهته، أعلن السفير السوداني لدى مصر عبد المحمود عبد الحليم، أن الجولة الثالثة للجنة التشاورية المصرية - السودانية برئاسة وزيري خارجية سامح شكري وإبراهيم غندور ستعقد نهاية الشهر الجاري في الخرطوم.
وقال عبد الحليم في تصريح للصحفيين اليوم، " نحن نتطلع إلى عقد لجنة المنافذ الحدودية بين مصر والسودان منتصف شهر أغسطس المقبل من أجل العمل على تسهيل التبادل التجاري ودخول البضائع والأفراد بسهولة ويسر، خاصة ونحن انتهينا من إقامة الطرق والمنافذ البرية في كلا الجانبين".
ولفت إلى أن اللجنة القنصلية بين البلدين ستعقد اجتماعا في الخرطوم قبل نهاية هذا العام لبحث الشئون القنصلية بين الجانبين وإزالة أي عوائق أو مشاكل في هذا الموضوع.
وأشار إلى أن اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير عقدت أول اجتماع لها في القاهرة خلال أكتوبر الماضي، ويتم حاليا بحث الاستعدادات لعقد الدورة المقبلة للجنة في الخرطوم.