بكين 10 يوليو 2017 /تبرز التوافقات التي توصلت لها قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، حول دعم العولمة، أن التعاون المتعدد الأطراف يمثل اتجاهًا أساسيًا في الحوكمة العالمية التي تلبي احتياجات الشعوب.
وفي الوقت نفسه، قال الخبراء إن الصين تلعب دورًا مهمًا متزايدًا في الحوكمة العالمية، وتستحدث أفكارًا ومبادرات جديدة.
وقد تعهد القادة في قمة مجموعة العشرين، التي عقدت بعنوان "تشكيل عالم مترابط" في مدينة هامبورغ الألمانية، بدعم العولمة المتواصلة، مع الدعوة إلى أسواق مفتوحة ومعارضة الحمائية. واتفقوا أيضًا على العمل معًا باتجاه تحقيق نظام تجاري عالمي مستقر ومزيد من الاستثمارات العابرة للحدود.
وقال الخبراء إن توافقات مجموعة العشرين تتطابق مع الظروف الجديدة للاقتصاد العالمي، الذي يتسم الآن بالاعتماد المتبادل وعدم الاستقرار على السواء.
ويعتقد دينيس جيه سنور، الرئيس المشارك لمركز "ثينك 20"، مركز الأبحاث التابع لمجموعة العشرين، أن مثل ذلك الاقتصاد العالمي يدعو إلى حلول متعددة الأطراف.
وقال، إن الاقتصاد العالمي "متكامل بشكل أساسي وتام،" ولذلك فالمشاكل الناشئة عنه مترابطة أيضًا، مثل تغير المناخ، والأزمة المالية، والأمن الألكتروني، والإرهاب.
وإن "المشاكل عابرة للحدود الوطنية، ولا يمكن حلها إلا بصورة متعددة الأطراف فقط ،" وفقًا لسنور الذي يرأس أيضًا معهد كيل للاقتصاد العالمي.
وصرح ديريك ميسنر الرئيس المشارك لمركز "ثينك 20"، أن التغييرات الدرامية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تضع تحديات أمام مجموعة العشرين.
واعتبر ميسنر الذي يشغل أيضًا منصب مدير معهد التنمية الألماني، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسياسات "أمريكا أولًا" الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، من بين الأحداث الكبرى التي تعرض التوجه التعددي للخطر.
وقال إن العام 2016 "صادمًا" و "صعبًا بالنسبة للتوجه التعددي،" بسبب ترامب بعد أن تم التوصل إلى اتفاق باريس للمناخ، والتوقيع على "أجندة التنمية المستدامة لعام 2030" للأمم المتحدة عام 2015.
وأضاف أنه مع ذلك تملي الإضرابات السياسية والاقتصادية الحاجات المتغيرة للشعوب.
وذكر أن الحوكمة العالمية "يجب أن تستجيب قبل أي شيء إلى احتياجات الإنسان" التي تتجاوز الازدهار المادي إلى الازدهار الاجتماعي، مثل الحاجة إلى الحياة المريحة والأمن.
ويعتقد ميسنر أن مجموعة العشرين باعتبارها منتدى رئيسيا للتعاون الدولي والحوكمة العالمية، يجب أن تعالج المزيد من اهتمامات الناس الأساسية المتعلقة بالتنمية العالمية، مثل تغير المناخ والفجوة المتزايدة الاتساع بين الأغنياء والفقراء، والمساعدة على صياغة مستقبل متسم بالسلام والأمل للعالم.
ووفقًا لميسنر، تتزايد أهمية الصين من جوانب عدة فيما يتعلق بالحوكمة العالمية من أجل مواجهة التغييرات الجديدة.
وقد اعتبرت الصين في قمة هامبورغ متحدثًا قويًا باسم التوجه التعددي، وفقًا لشادا إسلام مديرة السياسات في مركز أصدقاء أوروبا، مركز الدراسات البارز االذي يقع مقره في بروكسل.
وفي القمة، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابًا مهمًا، يتضمن اقتراحات ببذل جهود حثيثة لمواصلة الانفتاح والشمول، والدفع أيضًا إلى الترابط والنمو.
وقال شي شى وي، الأستاذ في جامعة برلين الحرة، إن "خطاب شي يمثل موقف البلدان النامية،" و "يوضح دفاع الصين بحسم عن العولمة والتوجه التعددي، وأنها تأخذ على عاتقها المزيد من المسئوليات في الحوكمة العالمية".
وقال الأستاذ شي، إن خطاب الرئيس شي يؤكد على تطبيق أجندة 2030 للأمم المتحدة، والإصرار على النمو المستدام والشامل، وتكامل السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وتأييد المزيد من العولمة مع احتواء مشاكلها.
اعتبر سنور أن اقتراحات شي حول تعاون مجموعة العشرين في الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الجديدة، كانت "على درجة كبيرة من الأهمية،" وتستدعي العمل المشترك للبلدان المتقدمة والنامية في ظل إطار عمل تعددي.
وقال توماس هيربر، المتابع المعروف لتطورات الصين من جامعة دويسبورج - إيسن، إن شي تولى "الدور الأساسي" في تشجيع اقتصاد عالمي تعاوني ومنفتح.
وقالت هيلجا زيب-لاروش، رئيسة مركز الدراسات بمعهد شيلر في ألمانيا، إن خطاب شي أوضح أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين "متلائمة تمامًا" مع هدف مجموعة العشرين، وجعلت القيم الأساسية للمبادرة، مثل التعاون المربح للجميع ، ومجتمع المصير المشترك للإنسانية، مبادئ جديدة للحوكمة العالمية. و"هذا شيء فعال" كما قالت.
تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى بناء شبكات للبنية الأساسية والتجارة، في آسيا مع أفريقيا وأوروبا على طول المسارات التجارية لطريق الحرير القديم، من أجل السعي إلى التنمية والازدهار المشترك.
والمبادرة بكونها تجسيد للمقترحات الصينية، تتولى خطط التعاون لإنشاء البنية الأساسية، والتجارة وتدفقات رأس المال غير المقيدة، إلى جانب أشياء أخرى، كما قال ميسنر.
وقال، إن هذا يوضح أن الصين تحمل على عاتقها دورها القيادي، كقوة اقتصادية.