جنوب وشرق لبنان 9 يوليو 2017 /في مخيم "آدم" العشوائي للاجئين السوريين في تلة سرحون في بلدة بر الياس في البقاع الأوسط بشرق لبنان الذي كانت النيران قد التهمت جانبا منه يوم (الثلاثاء) الماضي تقف عائلة الطفلة هاجر احمد عبد الكريم (4 سنوات) التي كانت قد قضت بالحريق حائرة مذهولة تندب حظها السيء.
وتقول والدة هاجر لوكالة أنباء (شينخوا) إن "النيران اتت بسرعة البرق على خيمتنا كما باقي الخيم والتهمت كل شيء فلم نستطيع تخليص الطفلة".
وتوضح وهي تشهق والدموع تنهمر من مقلتيها "حال الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي واشتداد النيران دون تمكننا من انقاذ فلذة كبدي".
وتضيف "هربنا من شظايا القذائف الحاقدة في بلدنا طلبا للنجاة فكانت النيران ولهيبها لنا بالمرصاد في تلك الليلة المشؤومة فاحترقت طفلتي والتهمت النيران الخيمة ومحتوياتها من فرش ومواد تموينية وملابس وعدنا إلى نقطة الصفر لا نملك سوى ما نرتديه على اجسادنا".
وكان اندلاع حريق بسبب احتكاك كهربائي وتسرب غاز في مخيم "آدم" العشوائي الذي يسكنه حوالي 800 نازح قد أدى إلى احتراق هاجر ووفاتها واصابة 8 أشخاص بحروق وحالات اختناق اضافة الى احتراق 22 خيمة من بين حوالي 100 يضمها المخيم والذي حالت سرعة تدخل عناصر الدفاع المدني دون اشتعاله عن بكرة أبيه.
وكان حريق مماثل قد أندلع (الأحد) الماضي بسبب غياب شروط السلامة في مخيم "الرائد" للنازحين السوريين في بلدة قب الياس في البقاع الأوسط قد أسفر عن وفاة طفل وجرح 7 أشخاص اضافة الى احتراق المخيم بأكمله وتشريد 102 عائلة تضم 700 شخص عمل الصليب الأحمر اللبناني على اغاثتها وتزويدها بالخيم والمواد الغذائية والمياه.
ويشهد مخيم "الرائد" حركة نشطة لوفود المنظمات الدولية التي تريد الوقوف على الأضرار التي خلفها الحريق.
ويقول سالم العلمي النازح من الدب وهو يرقب موكبا لعدد من السيارات الرباعية الدفع لوفد من إحدى المنظمات الراعية للنازحين كان اطلع على أحوال المخيم أنه كان من الأجدى توفير الزيارة واستبدالها بتزويد المخيم بعدد من الاطفائيات المتوسطة الحجم لاستخدامها للسيطرة على أي حريق مفاجيء.
وينتقد الرواتب العالية التي يتقاضاها خبيرو وموظفو جمعيات الاغاثة الدولية والتي يمكن تخفيضها أو اقتطاع جزء منها لتأمين قماش عازل للحرائق للخيم.
وتروي النازحة شريفة ابو عمر المقمية في مخيم "الرائد" أنها نجت من الموت بعدما وصلت النيران إلى خيمتها في قب الياس.
وتقول "ثواني قليلة فصلت بين وصول النار إلى الخيمة وسحبي اطفالي الثلاثة إلى خارجها" وتحكي بحرقة "لا نريد برامج المنظمات الدولية الترفيهية للنازحين فلسنا بحاجة اليها بل نحتاج إلى دورات حول كيفية استعمال الأطفائيات والتعامل مع الحرائق".
بدوره، يشير النازح من ريف حلب جمال الجرجوري إلى أن عائلة الطفلة هاجر عبد الكريم هي واحدة من عشرات العائلات السورية النازحة التي تخسر أحد أفرادها سنويا بسبب الحرائق فيما تعيش آلاف العائلات الأخرى في حالة خوف وقلق بسبب بقائها عرضة في كل وقت لحوادث مأساوية مشابهة".
ويضيف "نحمل جانبا من المسئولية للجهات الدولية المانحة التي يجب أن يعمل رؤساؤها وموظفوها الذين يتقاضون مخصصات عالية على وسائل حماية النازحين من الحرائق وأخطارها".
وتلفت النازحة سميرة حميد من ادلب إلى مخيم الوزاني في القطاع الشرقي من جنوب لبنان إلى أن هدرا كبيرا يرافق عمل المنظمات الدولية وعلى الجهات المانحة التنبه لذلك جديا بدل خفض المساعدات للنازحين بسبب نقص التمويل".
من جانبها، تطالب النازحة من ريف حماة جومانة الغريب ب"سرعة تغيير قماش خيمتها المهتريء والقابل للاشتعال بنوع آخر من القماش يعاند النيران اضافة إلى تزويد المخيمات بالاطفائيات التي لم يتم العثور على واحدة منها في المخيمين اللذين تعرضا للحريق".
أما امير ابو زكي النازح من ادلب فينتقد عدم تزويد المنظمات الدولية المخيمات بالاطفائيات والمساعدة على توعية وارشاد النازحين على طريقة استعمالها".
ويضيف أن "تقصير الهيئات الدولية يرفع من حوادثنا الماساوية".
يذكر أن لبنان يستضيف نحو مليون ونصف مليون نازح سوري يعيش كثيرون من بينهم في أكثر من الف و400 مخيم عشوائي غالبا ما تقام على أراضٍ زراعية في مختلف المناطق اللبنانية وهي عرضة للحرائق المتكررة على مدار أشهر السنة.