بقلم/سو شياو هوي، نائب مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية التابع للمعهد الصيني للدراسات الدولية
عقد أول حوار دبلوماسي وأمني بين الصين والولايات المتحدة يوم 21 يونيو الجاري في واشنطن يعكس التفاعل الايجابي بين البلدين. وقد أقر الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الامريكي ترامب خلال القمة التي جمعتهما بفلوريدا في ابريل من هذا العام اقامة أربع آليات عالية المستوى، فيها حوار دبلوماسي وأمني وحوار أقتصادي شامل، وحوار إنفاذ القانون وأمن الشبكات، والحوار الاجتماعي والثقافي، بهدف توفير آليات دعم التبادلات والاتصالات بين البلدين. وكما كان مخطط له، عقد أول حوار دبلوماسي وأمني حاليا، ويتطلع البلدان الى عقد الجولة الاولى من ثلاث حوارات رفيعة المستوى الاخرى خلال هذا العام.
يعتبر أول حوار دبلوماسي وأمني هو أول " تنسيق استراتيجي" ضروري بين الصين والولايات المتحدة. وشهدت العلاقات بين البلدين خلال ستة اشهر من تولي الرئيس ترامب منصبه فترة التكيف بعضها بعضا، كما اساء العديد من الراي العام الدولي الى العلاقات بين البلدين. ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الصيني والامريكي مجددا خلال قمة المجموعة العشرين في هامبورغ، وهو اللقاء الثاني بعد القمة التي جمعتهما ابريل الماضي في منتجع مارالاغو بفلوريدا، كما سيقوم ترامب بزيارة دولة للصين هذا العام. ويحتاج الطرفان للعمل عن كثب في الاعمال التحضيرية من جميع جوانب لتوسيع التبادلات رفيعة المستوى.
وفي هذه الحالة، فإن الفهم الصحيح لنوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض، أمر بالغ الاهمية للحفاظ على علاقات صينية ـ امريكية مستقرة. والحوار الدبلوماسي والأمني منصة مهمة لفهم النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض. وأوضحت الصين خلال الحوار نوايا استراتيجيتها الحسنة التي تهدف الى حماية مصالح السيادة والأمن والتنمية، والسعي لتحقيق هدف "مائتي سنة" وحلم النهوض العظيم للأمة الصينية. كما ردت الولايات المتحدة بشكل إيجابي، وأعربت عن الوعيها بالتنمية الصينية المستدامة والسريعة، وليس هناك نية الاحتواء أو إضعاف الصين، معربة باستعدادها لتعزيز التعاون مع الصين، وبناء علاقات طويلة الاجل. واستنادا الى فهم القصد الاستراتيجي لبعضهما البعض، يتوقع تعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التوافق بين الصين والولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، ادركت الصين والولايات المتحدة أن ظهور تناقضات ومشاكل بين القوى الكبرى ظاهرة طبيعية في ظل اختلاف النظام السياسي ومسار التنمية والعديد والاختلافات الاجتماعية والثقافية الاخرى، وأن المفتاح هو السيطرة على الخلافات. وأكدت الصين أن الاحترام المتبادل بما في ذلك احترام النظام السياسي ومسار التنمية كل من الآخر، وسيادة وسلامة أراضي بعضهما البعض ومصالح تنمية بعضهما البعض . كما أن الصين ترسم خطوط حمراء بشأن قضية تايوان والتبت أيضا، لتجنب إضرار سوء تقدير الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
العلاقات بين الصين والولايات المتحدة لا تقتصر على المستوى الثنائي. حيث هناك تبادل معمق لوجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية بين الصين والولايات المتحدة باعتبارهما اكبر اقتصادات في العالم ودولتين دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي. وشرحت الصين للولايات المتحدة مرة أخرى نوايا واهداف فكرة" المسار المزدوج" و مبادرة"وقفة مزدوجة" لحل القضية النووية الكورية، مبينة أن الضغوطات والعقوبات ليست الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل، ومشجعة الولايات المتحدة للعمل معا لعودة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إلى المسار الصحيح للسعي للتسوية عبر الحوار والمفاوضات. وأكدت الصين مجددا عن قلقها بشأن نشر منظومة "ثاد"، والمطالبة بالغاء نشرها. وبالنسبة لقضية بحر الصين الجنوبي، نصحت الصين رسميا الولايات المتحدة ، آملة أن لا تقوض السلام والاستقرار في المنطقة. وبالاضافة الى ذلك، استكشاف امكانية التعاون بين الصين والولايات المتحدة في قضايا محاربة الارهاب والشرق الاوسط، وأفغانستان وغيرها من القضايا الاخرى.
وإتفق الجانبان على أن نتائج أول حوار دبلوماسي وأمني بين الصين والولايات المتحدة مثمرة، كما أكدا ضرورة وعلمية إقامة هذه المنصة. وتدرك الصين والولايات المتحدة مرة أخرى أن العلاقات الثنائية الجيدة تعود بالفوائد على حد سواء ، وأن الصراع يضر بمصالح كلاهما. ويجب على الصين والولايات المتحدة العمل على خط المرمى في ظل الوضع الدولي المعقد.