دمشق 4 يونيو 2017 / استعاد الجيش السوري ومسلحون متحالفون معه يوم الأحد بلدة مسكنة، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محافظة حلب شمال سوريا ، وسط أنباء عن قرب بدء معركة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم (داعش) ، بحسب الإعلام الرسمي السوري ومرصد حقوقي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش السوري حققت تقدما كبيرا في ملاحقة مجموعات تنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب الشرقي، وأعادت الأمن والاستقرار إلى ناحية مسكنة الاستراتيجية وعدد من البلدات والمصالح المهمة منها سمومة والعزيزية ورده كبيرة".
وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش "استعادت خلال عملياتها مولدات الكهرباء الضخمة الخاصة بمحطة ضخ مياه الخفسة والإذاعة والمحطتين الثانية والثالثة لضخ المياه بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد".
وأضاف أن وحدات الهندسة "قامت بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم بكثافة في شوارع ومحيط البلدات والقرى".
ووفقا للوكالة السورية "يأتي هذا الإنجاز بعد يوم من إعادة وحدات من الجيش الأمن والاستقرار إلى 22 بلدة وقرية ومزرعة في ريف حلب الشرقي ومقتل أكثر من 1200 إرهابي وإصابة المئات".
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، إن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني، بإسناد من الطائرات الحربية والمروحية ومن كتائب المدفعية الروسية، دخلت بلدة مسكنة التي تعد آخر بلدة كان يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة حلب".
ونقل المرصد السوري عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها إن "عمليات تمشيط للبلدة تجري منذ فجر اليوم"، مؤكدا أن تنظيم داعش عمد إلى سحب معظم عناصره وعوائلهم من البلدة التي طوقتها قوات النظام عبر الالتفاف عليها.
وتقع بلدة مسكنة جنوب شرق حلب ، وبالسيطرة عليها يكون الجيش السوري أنهى وجود تنظيم داعش في حلب.
وكان الجيش السوري شن هجوما عسكريا واسع النطاق في ريف حلب في 17 يناير، بعد أن استعاد وحلفاؤه السيطرة على مدينة حلب بأكملها.
إلى ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية ، وهي تحالف يضم مقاتلي أكراد وعرب ، أنها انتزعت، يوم الأحد، السيطرة على "سد البعث" على نهر الفرات، من تنظيم "داعش"، في أحدث تقدم ميداني تحققه في طريقها صوب مدينة الرقة.
وقال مصدر كردي لوكالة ((شينخوا )) بدمشق فضل عدم الكشف عن اسمه إن " قوات سوريا الديمقراطية بسطت سيطرتها الكاملة على السد، صباح الأحد، الواقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة الرقة، وغيرت اسمه إلى "سد الحرية" بدلا من "سد البعث".
وأشار المصدر الكردي إلى أن قوات سوريا الديمقراطية باتت على 3 كلم من الجهة الشمالية والشرقية .
ويعد سد البعث أو "الحرية" هو الثالث الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية على نهر الفرات، بعد سد الطبقة وسد تشرين.
ويأتي هذا التقدم بعد أن أعلن قيادي كردي يوم السبت، أن عملية تحرير مدينة الرقة ستبدأ خلال بضعة أيام.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تنفذ، منذ ديسمبر من العام 2016، عملية عسكرية لتحرير الرقة وريفها من مسلحي تنظيم "داعش" المصنف إرهابيا على المستوى الدولي، والذي يعتبر هذه المدينة السورية عاصمة له.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية آنذاك أن حملة تحرير الرقة، التي أطلق عليها اسم" غضب الفرات"، يخوضها حوالي 30 ألف مقاتل، مضيفة أنه"ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها، عربا وكوردا وتركمانا، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سوريا الديموقراطية... وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي".
يعتبر التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة حليفا أساسيا لقوات سوريا الديمقراطية على الأرض السورية في العملية ضد التنظيم، ويقدم دعما عسكريا ولوجيستيا واستشاريا لها.
ok