أسفر هجوم مسلح من قبل مسلحين مجهولين استهدف حافلتين تقلان أقباطا في محافظة المنيا في جنوب مصر يوم 26 مايو ، عن مقتل 26 شخصا، وأكثر من 25 جريحا، حسب ما ذكره التلفزيون الرسمي المصري.
وقبل شهر واحد فقط،قتل 45 وأصيب أكثر من 100 شخص جراء تفجير استهدف كنيسة مارجرجس في طنطا عاصمة محافظة الغربية شمال القاهرة. وفي ديسمبر عام 2016، أدى التفجير الذى استهدف كنيسة قبطية في منطقة العباسية بالعاصمة القاهرة الى مقتل 29 شخص. ويحمل كلا الهجومين بصمة تنظيم " الدولة الاسلامية".
لماذا يتكرر استهداف الاقباط ؟ هل باتت مصر على خط مكافحة الارهاب ؟وكيف تتعامل الحكومة لمواجهة هذا الوضع الصعب؟
ووفقا للإحصاءات الرسمية المصرية،تصل نسبة الأقباط المسيحيين في مصر من 15 %الى 20 % من عدد سكان الدولة البالغ عددهم 92 مليون نسمة.
منذ نهاية العام الماضي،نفذ تنظيم " الدولة الاسلامية" هجمات متعددة على المسيحيين الأقباط في مصر.وفي هذا الصدد، يعتقد سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ،أن الارهابيين يسعون من خلال الهجوم على الاقباط لتشويه السمعة الدولية للحكومة المصرية.وقال سمير:" يظل المجتمع الدولي يولى اهتماما كبيرا بالاقباط في مصر. وتهدف الهجمات الارهابية على الاقباط الى نشر فكرة عدم قدرة الحكومة على حماية الاقباط في مصر، وتشويه صورة الحكومة المصرية على الساحة الدولية."
وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد المحللون أن الارهابيين يحاولون من خلال تكثيف الهجمات الارهابية على الاقباط لتفجير المواجهة الطائفية في مصر. وفي ظل فقدان تنظيم " الدول الاسلامية" اثنين من ساحات القتال الرئيسية في العراق وسوريا، تحولت اهداف الارهابيين الى المدن الرئيسية في مصر، وتفاقم وضع مكافحة الارهاب على نحو متزايد في مصر.
كان للجماعات المتطرفة المختلفة في مصر مطالب وهياكل تنظيمية مستقلة سابقا ،واكثر هجماتها الارهابية في شبه جزيرة سيناء، معظمها تستهدف الجيش والشرطة.ولكن، بعد صعود تنظيم " الدولة الاسلامية"، غيرت الجماعات المتطرفة المحلية لون وجهها واصبحت فرعا من تنظيم " الدولة الإسلامية" وزيادة الهجمات باسم التنظيم، والتحول الى شن هجمات تستهدف المدنيين العزل ايضا.
قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن التنمية المحلية في محافظة المنيا الواقعة في صعيد مصر منخفض مقارنة مع العاصمة القاهرة وأماكن اخرى في مصر، ويستغل العديد من الارهابيين المعاقل الموجودة تحت الارض في المنطقة."قد يكون هجوم إرهابي اليوم مجرد بداية. وخاصة في صعيد مصر، حيث توجد ظروف تدعم العمليات الارهابية".
اعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن عقد اجتماع طارئ لكبار المسؤولين بعد الهجوم،وأصدر تعليماته للحكومة بعلاج الجرحى وتعقب المهاجمين.وفي الوقت نفسه، وضعت الشرطة المصرية اكثر من 10 نقاط تفتيش مؤقتة في محافظة المنيا ومحافظة بني السويف المجاورة لها ،لاعتراض المهاجمين الفارين.
بعد التفجيرين اللذين استهدفا كنيستي مارجرجس في مدينة طنطا ومارمرقس في مدينة الإسكندرية ، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم 9 ابريل عن قرار بفرض حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 شهور، واتخاذ قرار بتشكيل المجلس الأعلى لمقاومة ومكافحة الإرهاب، وقال إن المجلس القومي الأعلى سيصدر بقانون يتيح له كل الصلاحيات لمجابهة التطرف والإرهاب.ويعتقد المحللون أن الهجوم المنفذ يوم 26 مايو حدث خلال وقت تنفيذ حالة الطوارئ،ومن المتوقع تقديم الحكومة المصرية سلسلة من التدابير الطارئة، وبذل المزيد من الجهود لمحاربة الارهاب.